اتفاقية سنجار.. رواتب الحشد تصل لمقاتلين من موسكو.. وحزب العمال يحصن الجبل

بغداد/ تميم الحسن

اكثر من الضعف ازدادت اعداد المسلحين في سنجار بعد “اتفاقية التطبيع” التي أبرمت العام الماضي، فيما يرجح ان يقتحم الجيش المدينة خلال أيام قليلة.

ووصل عدد المسلحين في المدينة ذات الاغلبية الايزيدية الى نحو 25 الف بعد وصول تعزيزات من فصائل تابعة للحشد الشعبي.

وتنص اتفاقية تطبيع الاوضاع في سنجار، على طرد كل المسلحين من المدينة ومن ضمنهم حزب العمال الكردستاني (pkk)صاحب النفوذ الأكبر هناك.

ولكن وبحسب مصدر مطلع في سنجار تحدث لـ(المدى) انه منذ الاعلان عن الاتفاقية بين بغداد واربيل، ازداد عدد المسلحين في المدينة من “10 آلاف الى نحو 25 الف”.

وتضم الاتفاقية التي أبرمت في تشرين الأول الماضي، ثلاثة محاور: امنية، واعادة نازحين، وخدمية.

أين تذهب رواتب الحشد؟

وتزايد حزب العمال من 4 آلاف الى نحو 10 آلاف خلال تلك الفترة، ويضم 4 تشكيلات وهي: قوات ايزدخان، اسايش ايزدخان، اليبشه، حشد الايزيديين.

وبحسب المصدر وهو مسؤول محلي طلب عدم ذكر اسمه ان “1500 عنصر من تلك التشكيلات تابع للحشد الشعبي من داخل المدينة، يستلم رواتب واسلحة، كما ان هناك نية لزيادة عددهم الى 3 آلاف”.

ويتابع المسؤول المحلي: “يتقاسم هذا العدد مرتباتهم مناصفة مع أعداد اخرى لعناصر في حزب العمال من جنسيات غير عراقية بعضهم روسيون، ومنهم عناصر منشقة عن داعش”.

وكانت بدايات حزب العمال قد ظهرت قبل عام 2003، لكن نفوذهم توسع بعد احتلال داعش لسنجار. وبين عناصره جنسيات سورية، وايرانية، وتركية.

ويضيف المسؤول المحلي: “اضافة الى تلك المجاميع تصاعد عدد الحشد الشعبي في سنجار القادم من خارج المدينة خلال الاسابيع الماضية الى نحو 15 ألف”.

وعزز الحشد تواجده في سنجار، بعد تحذيرات اطلقها هادي العامري، زعيم منظمة بدر، الشهر الماضي، من احتمال اقتحام تركيا للمدينة.

ويشن حزب العمال منذ 1984 تمردا على الأراضي التركية. وحزب العمال يصنف كمجموعة “ارهابية” من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

طبول الحرب

وبدت بغداد وكأنها مصرة، بعد عقد الاتفاقية، على طرد المسلحين من سنجار، كما تؤكد قيادات العمليات المشتركة ذلك عدة مرات.

وبحسب المسؤول المحلي ان قوات من الجيش “منحت مهلة تنتهي مع بداية شهر نيسان لخروج تلك التشكيلات من سنجار”. ولم تكن الاتفاقية بين الحكومة الاتحادية والاقليم تتضمن تحديد مواعيد او سقف زمني لتنفيذ البنود الثلاثة، ومنها إنهاء المظاهر المسلحة من المدينة.

وبحسب ماجد شنكالي، وهو نائب سابق عن نينوى ان “استعدادات حزب العمال في سنجار تشير الى انه مستعد لخوض حرب”. ووضع حزب العمال في الاسابيع الماضية “ملايين من الطابوق والبلوكات والجدران الكونكريتية” على جبل سنجار، في محاولة لتحصين المنطقة وجعلها شبيهة بجبل قنديل.

ويقع “قنديل” في إقليم كردستان عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، ويمتد بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية، ويبعد بنحو 150 كيلومتراً عن أربيل، وتتواجد فيه اغلب معسكرات الـ”pkk”.

ويضيف شنكالي في اتصال مع (المدى) امس ان “جبل سنجار الان تحول الى قاعدة كبيرة فيه انفاق تدخل فيها شاحنات وهم يستعدون لاي هجوم”. ولا يشجع النائب السابق “الصدام المباشر” مع المسلحين في سنجار لانه بحسب قوله “سيزيد الآلام والدمار في المدينة”.

وحتى الان هناك نحو 80% من سكان سنجار خارج المدينة، فيما لايزال نحو 4 آلاف ايزيدي في عداد المختطفين منذ 2014، بحسب حكومة كردستان.

ورقة ضغط

ويقول شنكالي ان “سنجار تحولت الى ورقة ضغط بين ايران التي دفعت فصائل من الحشد موالية لها الى المدينة لابتزاز كردستان وتركيا وأميركا”.

ويؤكد النائب السابق ان “ايران دفعت مؤخرا فصائل موالية لها لتتواجد في سنجار”، مبينا ان تلك الفصائل هي: كتائب حزب الله، عصائب اهل الحق، النجباء، ومنظمة بدر.

وكان زعيم حركة عصائب أهل الحق قيس الخزعلي، دعا مؤخرا لإلغاء اتفاقية سنجار، واصفاً إياها بـ”صفقة خيانة انتخابية”.

وقال الخزعلي في بيان الخميس الماضي، ان “اتفاقية سنجار (…) صفقة سياسية لحسابات انتخابية على حساب مصلحة المواطنين الإيزيديين”. واعتبر الخزعلي “المضي في هذه الصفقة معناه إعادة سنجار إلى من فرط بها وغدر بأهلها، بعد أن قدم أبناؤنا من القوات الأمنية وفي مقدمتهم الحشد الشعبي الدماء الغالية من أجل تحريرها وإعادتها إلى حضن الوطن”.

وأضاف “يجب التوقف عن هذه الاتفاقية التي أقل ما يقال عنها إنها (اتفاقية الخيانة) واعتماد الحل الصحيح، وهو الاستجابة لمطالب أهالي سنجار ودعمهم وتمكينهم للدفاع عن مدينتهم خصوصاً (الحشد الشعبي من أبناء الطائفة الإيزيدية)”.

لكن ماجد شنكالي يقول ان “بعض الفصائل تتربح بوجودها في سنجار لذلك ترفض الخروج منها”.

ويضيف النائب السابق: “هذه الفصائل تقوم بتهريب البشر ورؤوس الغنم والمواد الغذائية عبر سوريا مقابل اموال طائلة”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here