الجائحة تضرب قطاع السياحة في الأهوار ولائحة التراث العالمي لم تسعف السكان المحليين

ذي قار/ حسين العامل

كشف رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية يوم أمس، عن تراجع اعداد السياح لمناطق اهوار الجبايش مركز اهوار الناصرية الى اقل من 500 سائح اسبوعيا بعد ان كانت تستقبل اكثر من 3 آلاف سائح في الاسبوع الواحد،

عازياً اسباب التراجع الى الخشية من مخاطر وباء الكورونا وافتقار مناطق الاهوار لأبسط المقومات السياحية والترفيهية التي ينشدها السائح.

وقال رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية رعد حبيب الاسدي لـ(المدى) ان “حركة السياحة الطبيعية في مناطق الاهوار تراجعت بصورة كبيرة في ظل وباء كورونا فبعد ان كانت اهوار الجبايش تستقبل اكثر من 3 آلاف سائح في الاسبوع باتت اليوم لا تستقبل حتى 500 سائح”، واردف ان “تراجع حركة السياحة انعكس سلبا على حياة السكان المحليين بعد ان شهدوا حالة انتعاش اقتصادي جيدة في المواسم التي سبقت انتشار وباء كورونا”.

واضاف الاسدي ان “الحركة السياحية متواضعة جدا في الوقت الحاضر” ، مبينا ان “اسباب تراجع الحركة السياحية لا تقتصر على انتشار وباء كورونا فقط وانما هناك اسباب اخرى من بينها افتقار مناطق الاهوار لأبسط مقومات السياحة من اماكن ومرافق ترفيهية ومحطات استراحة واسواق وغيرها”.

واوضح رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية ان “السياحة في الاهوار مازالت عشوائية وتعتمد على الجهود والامكانات البسيطة للسكان المحليين وحتى عملية نقل السياح تتم بزوارق الصيادين البدائية التي تفتقر لشروط الامان ولا تتوفر فيها نجادات الانقاذ في حال التعرض للغرق”، مشيرا الى ان “منظمته وزعت 200 نجادة في وقت سابق على اصحاب الزوارق الا انهم لم يستخدموها واحتفظوا بها في منازلهم بدلا من وضعها في الزوارق لاستخدامها عند الحاجة”.

ودعا الاسدي الى “تبني برامج لرفع الوعي السياحي في مناطق الاهوار بالتزامن مع توفير المقومات الاساسية والبنى التحتية للسياحة الاهوارية”، منوها الى ان “افتقار المنطقة للخدمات السياحة بات لا يحفز السواح على تكرار زيارتها وذلك لانعدام وسائل الراحة والمرافق والاماكن السياحية”.

واشار رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية الى ان “الاهتمام الحكومي في قطاع السياحة الاهوارية غائب تماما، فهذا القطاع مازال يدار بصورة بدائية ويعتمد بالدرجة الاساس على المبادرات الفردية والخدمات التي يقدمها السكان المحليون واصحاب الزوارق” لافتا الى ان “السائح وان كان يستمتع بالمشاهد الطبيعية الا انه لا يحظى بالخدمات السياحية الاساسية التي تؤمن له سبل الراحة والاستجمام”.

وشدد الاسدي على “اهمية تنظيم السياحة البيئية والطبيعية والآثارية لتكون رافدا مهما للاقتصاد الوطني وتزيد من اقبال السائحين وتحفزهم على القدوم الى المناطق السياحية اكثر من مرة”، منوها الى ان “الدولة حاليا لا تستفيد من السياحة لعدم تنظيم شؤونها وتأمين الخدمات المطلوبة وكل شيء يدار فيها بصورة عشوائية”.

وكشف رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية عن “اخفاق الحكومة المحلية والوزارات المعنية في التخطيط للمشاريع الخدمية والسياحية”، مبينا ان “معظم المشاريع السياحية التي جرى تنفيذها في السابق مازالت مهجورة كون انشائها لم يعتمد على التخطيط السليم”.

واوضح الاسدي “فمرسى الزوارق في ناحية الفهود مثلا تم انشاؤه في منطقة تنحسر عنها مياه الاهوار ولا تصل لها الزوارق وبذلك فقد قيمته بدلا من ان يكون قبلة للسياحة وعاملا من عوامل تأمين خدمات النقل النهري لهم”، منوها الى ان “وزارة انعاش الاهوار المنحلة انشأت نصبا لشهداء الاهوار باكثر من 20 مليار دينار في منطقة يفتقر سكانها الذين هم احفاد الشهداء لأبسط الخدمات الاساسية”.

واشار رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية الى ان “وزارة الموارد المائية بدورها سبق وان انشأت دار استراحة قرب نصب الشهيد في اهوار الجبايش لكن هذه الدار ليست لعموم السياح وانما للمسؤولين فقط ولا يسمح باستخدامها الا بعد الحصول على الموافقات الرسمية”، منوها الى ان “قضاء الجبايش ما زال يفتقر حتى الى مركز بسيط للصناعات الحرفية والاعمال اليدوية التي تشتهر بها المنطقة والتي يمكن ان يقتنيها السواح كتذكار عند زيارتهم الى مناطق الاهوار أو يتبضعونها لتقديمها كهدايا”.

وعن نتائج المتحققة من ادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي قال الاسدي ان ” ادراج الاهوار مجرد اضحكومة واستغفال لسكان الاهوار ولا اثر لها على ارض الواقع والمستفيدين منها هم المسؤولين الذين يذهبون ايفادات وسفرات الى الخارج والذين يحضرون الاحتفاليات فقط”، مشيرا الى ان ” الاهوار حظيت بالاهتمام الاعلامي العالمي لكن سكانها مازالوا يفتقرون لأبسط الخدمات الاساسية فلا مركز صحيا يقدم خدماته لقرى الاهوار ولا مدارس نظامية ولا غيرها من الخدمات”.

واشار رئيس منظمة الجبايش للسياحة البيئية الى ان ” ابناء الاهوار لم يشعروا باي تغيير في حياتهم بعد انضمام الاهوار للائحة التراث العالمي ، بل ان المهن التي يزاولونها ولاسيما الصيد باتت تخضع لإجراءات مشددة وتجعل الصيادين تحت طائلة القانون”، واضاف ان “على الحكومة والمجتمع الدولي ان يقدموا ما يجعل سكان الاهوار يشعرون بجدوى ادراج مناطقهم على لائحة التراث العالمي”.

واكد الاسدي ان ” توفير المتطلبات الحياتية لسكان الاهوار اهم بكثير لدى السكان المحليين من ادراجها على لائحة التراث العالمي الذي لم يقدم لها اي شيء حتى الان”.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو)، وافقت يوم الأحد (الـ17 من تموز 2016)، على ضم الأهوار والمناطق الآثارية فيها، إلى لائحة التراث العالمي بعد تصويت جميع الأعضاء بالموافقة. وبموجب قرار منظمة اليونسكو فان الأهوار والمواقع الآثارية التي أدرجت على لائحة التراث العالمي هي أور وأريدو وهور الحمار والحويزة والأهوار الوسطى في ذي قار وميسان، الوركاء في المثنى، وهور الحمار الشرقي في البصرة.

وكان وزير الدولة لشؤون الأهوار حسن الساري افتتح يوم السبت (14 تشرين الأول/اكتوبر 2012) ، مشروع نصب الشهداء في قضاء الجبايش بكلفة 23 مليار دينار وهو ما أثار في حينها تذمر السكان المحليين الذين تفتقر مناطقهم لأبسط الخدمات الاساسية ولاسيما الماء الصالح للشرب.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here