بغداد/ حسين حاتم
لم ينه تخفيف اجراءات حظر التجوال، معاناة اصحاب الدخول المتوسطة، فمنتظر مازن، صاحب محل لبيع الملابس في منطقة الباب الشرقي، يسابق الوقت واحيانا يضطر للبيع باسعار منخفظة جداً لتأمين مستلزمات عائلته خلال يومي الحظر الشامل.
ويغلق محمد محله في يومي الجمعة والسبت ــ يعتبران يومي ذروة ــ بسبب اجراءات حظر التجوال، وسبق ان التزم مازن مع تجار لتصريف بضاعتهم، لهذا هو يصارع من أجل الوفاء بالتزاماته مع التجار وتأمين قوت عائلته. ويقول لـ(المدى): “يخافون على المواطن من الفايروس ولا يخافون عليه من الجوع وتراكم الديون والايجارات”. ويضيف أن “حظر التجوال أثر على عملنا بصورة جدا كبيرة لا احد يشعر بنا نحن الكسبة”.
بدوره، يقول رئيس لجنة العمل والشؤون الاجتماعية والهجرة والمهجرين البرلمانية النائب رعد الدهلكي في حديث لـ(المدى) إن “العراق يفتقد الى دولة المؤسسات والى الرؤية الاقتصادية”، مشيرا الى أن “الطبقة الفقيرة والمتوسطة تضررت كثيرا جراء حظر التجوال إذ وصلت نسبة الضرر الى ما لا يقل عن 60 الى 70%”. وكانت اللجنة العليا للصحة والسلامة قد اعلنت في شباط الماضي، فرض حظر التجول الشامل أيام الجمعة والسبت من كل أسبوع اعتبارا من يوم 18 شباط 2021، فيما يكون الحظر جزئيا في ايام الاحد والاثنين والثلاثاء والاربعاء والخميس من الساعة التاسعة مساء.
ويضيف الدهلكي أن “المواطن يفتقر حتى الى لقمة العيش في الكثير من المناطق لعدم وجود رؤية اقتصادية حقيقية وواقعية واسس اقتصادية”. ويبين الدهلكي ان لجنته طالبت الحكومة منذ بدء الحظر بـ”توزيع المبالغ على الطبقات الفقيرة وزيادة راتب الموظفين ممن لا تتجاوز رواتبهم الـ 600 الف دينار واعطاء زيادة في منح الرعاية الاجتماعية وتوزيع المواد الغذائية بشكل منتظم ودوري لتساعد على استقرار الوضع”.
بدوره، يقول المختص بالشأن الاقتصادي صفوان قصي، في حديث لـ(المدى) إن “الاقتصاد العراقي تضرر بصورة كبيرة نتيجة حظر التجوال لاسيما على مستوى النفط إذ ان ايرادات العراق انخفضت بنسبة لا تقل عن 20%”.
ويشير قصي الى أن “نسبة الضرر التي سببها حظر التجوال تصل الى اكثر من 25% في عامة المجتمع”. ويضيف أن “انخفاض مستوى الاستهلاك بالنسبة للعوائل أثر على مبيعات تجار الجملة والمفرد إذ انخفضت نسبة المبيعات بصورة كبيرة”. ومضى المختص في الشأن الاقتصادي بالقول، الى أنه “مع وجود اللقاح واجراءات وزارة الصحة من الممكن اعادة النظر بموضوع حظر التجوال من اجل عودة الحياة الى سابق عهدها”.
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط