اراد خوارج الامس الحق فاخطاوه وتسابقوا اليوم لطلب الباطل فادركوه

اراد خوارج الامس الحق فاخطاوه وتسابقوا اليوم لطلب الباطل فادركوه

بعد معركة حنين التي غدر فيها المشركين بالمسلمين بعد فتح مكة المكرمة. كان رسول الله يقسم الغنائم بعد ان نصر الله المسلمين فيها. فجاءه رجل كث اللحية يسمى ذو الخويصرة وهو من بني تميم. فقال يارسول الله اعدل. فقال له ويلك ومن يعدل اذا لم اعدل لقد امتني الله على اهل الارض ولا تامنوني. ثم قال رسول الله لاصحابه عن ذلك الرجل ان له اصحاب يحقر احدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم. يقرؤون القران لا يجاوز تراقبهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
هذه اوصاف واضحة المعالم للمنافقين الرويبضات المتعصبين المتشددين المتشدقين المتمسكين بظواهر الدين. يكفرون غيرهم لاتفه الاسباب لكنهم يتحرجون من قتل الذبابة في الاشهر الحرم. عندما ترى تقواهم امام الناس وحسن صلاتهم وقيامهم وصيامهم تحقر صلاتك وقيامك وصيامك امام عباداتهم.
لقد ظهروا علانية وعلى شكل مجاميع ايام الخليفة الرابع الامام علي بن ابي طالب كرم الله وجهه. فهم الذين اجبروه على التحكيم في صفين مع معاوية بن ابي سفيان. وهم الذين كفروه لانه قبل به بعد ان اجبروه عليه اثر رفع المصاحف. ثم ذهب قولهم الحكم لله وليس لك ياعلي درسا يحتذى به لمن يريد المتجارة بالدين.
بعد كل ما فعله المنافقون والخوارج من ابو الخويصرة مع رسول الله او الخوارج مع علي بن ابي طالب. نرى تلك الاقوام رغم خطورة اعمالهم العبادية المتعصبة لكنهم يظلون ضمن المربع الاسلامي وان ثقافتهم القران الكريم رغم تاويلهم المتشدد له. انهم لم يكونوا امعات ودمى وعملاء للدولة الفارسية او الرومانية انذاك. ان كانوا قد تاولوا في فهم القران على غير مراده لكنهم بالنهايه ارادوا الحق فاخطاوه.
اما منافقي وخوارج اليوم فقد انبئنا رسول الله عن خطرهم الماحق وشرح لنا اوصافهم فقال في حديث صحيح: سيخرج قوم في اخر الزمان احداث الاسنان سفهاء الاحلام يقولون من خير قول البرية لا يجاوز ايمانهم حناجرهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. انهم تبنوا الباطل فادركوه.
خوارج اليوم تبنوا الباطل فادركوه واصبحوا معاول الاعداء التمزيقية داخل ديار الاسلام. يحاربون الاسلام باسم الاسلام. لا يعرف اغلبهم بالكاد فاتحة الكتاب ولا احكام الاسلام. ثقافتهم واساليب حياتهم غربية ولا يملكون من الثقافة القرانية الاسلامية غير الاسم. مبهورين منقادين للمحتل الاجنبي قوتهم وسلطتهم منه. خانوا دينهم واصبحوا دمية للمستعمرين. لا يمكن ان يتبنوا ثقافة عربية اسلامية لانهم يشعرون بالخجل لانتمائهم الاسلامي. هؤلاء هم الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
كما ان اقرانهم من العلمانيين والاعراب الاشد كفرا ونفاقا اسوء حالا منهم. انهم ضيعوا حضارتهم ودينهم وهويتهم ولم يستطيعوا تطبيق حضارة واساليب عمل الغرب الى ديارهم. لقد ضيعوا الطريقين “لا الى هؤلاء ولا الى هؤلاء” كما وصفهم القران الكريم. بات عدوهم الاساسي دين شعبهم بحجة ان الدين افيون الشعوب. ثم انسلخوا من محيطهم.
تحولوا الى طابور خامس بيد الصهاينة الظالمين والامريكان المحتلين والروس المتغطرسين. هدفهم الاسمى اثارة الشقاق والنفاق وتمكين الباطل والاعداء من المجتمع الاسلامي. وصدق الامام علي كرم الله وجهه عندما فرق بين الخوارج في زمانه والخوارج في زماننا هذا عندما قال كلمته المشهورة: ليس من طلب الحق فاخطاه كمن طلب الباطل فادركه.
الدكتور نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here