العراق يعرض جهود الوساطة على الإمارات ويفتح ملف الاستثمار

بغداد/ محمد صباح

وصل رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، أمس الاحد، على رأس وفد وزاري كبير الى دولة الإمارات. الزيارة تأتي ضمن الجولة الخليجية التي بدأها من السعودية الأسبوع الماضي. وتهدف لطرح المبادرة العراقية التي تسعى الى تقريب وجهات النظر بين الدول الخليجية وايران تمهيدا لعقد قمة بغداد الرباعية المرتقبة.

وشهدت الزيارة دعوة الشركات الاماراتية للاستثمار في العراق بمجال الكهرباء والنقل والطاقة والاسكان ونقل التكنولوجيا والبنى التحتية.

ومن المقرر ان تشمل الجولة الخليجية زيارة دولة قطر وطرح فكرة القمة المزمع عقدها.

نشر ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد آل نهيان، تغريدة على (تويتر) عقب لقائه الكاظمي.

وقال بن زايد: “أرحب بأخي مصطفى الكاظمي رئيس وزراء العراق الشقيق بين أهله في الإمارات وأتطلع إلى مباحثات مثمرة معه تعود بالخير والنماء على بلدينا وشعبينا الشقيقين”.

وأضاف: “بحثت مع الكاظمي تعزيز علاقاتنا الأخوية ودفعها إلى الأمام في مختلف المجالات، وتبادلنا وجهات النظر حول التطورات العربية والإقليمية والدولية… الإمارات دائما إلى جانب كل ما يحقق استقرار العراق ومصالح شعبه”.

ويعلق عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة رحيم العبودي، في تصريح لـ(المدى) على الزيارة قائلا إنها “تأتي ضمن إطار استكمال جولته الخليجية التي بدأها قبل ثلاثة أيام من السعودية والتي تهدف إلى تهدئة المنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين”. ويضيف أن زيارته “ستركز على بحث الوساطة العراقية التي تتبناها الحكومة العراقية لتقريب وجهات النظر بين السعودية وإيران وبدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية”، مرجحا أن “تشمل هذه الجولة الخليجية زيارة إلى دولة قطر لاطلاعها على حيثيات هذه المبادرة أو الوساطة التي ستكون في بغداد”.

واختتم رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي زيارته الأولى إلى السعودية في نهاية الأسبوع الماضي والتي التقى خلالها بولي العهد محمد بن سلمان، حيث وقع الجانبان خمس اتفاقيات ومذكرات تفاهم مشتركة بين البلدين.

ويتابع أن “هناك اتفاقا أوليا بين العراق والإمارات أيضا على دخول الشركات الاستثمارية والزراعية إلى الأراضي العراقية، وكذلك استيراد بعض الأسلحة التي تصنعها الإمارات”، مضيفا أن “الزيارة مهمة لرئيس الحكومة”.

ويعتقد عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة أن “هذه الجولة الخليجية لرئيس الحكومة يهدف منها الكاظمي إلى تعزيز موقفه وحظوظه للحصول على الولاية الثانية عبر دعمه خليجيا في الانتخابات البرلمانية المقبلة التي ستكون في شهر تشرين الأول المقبل”.

وكشفت (المدى) في عددها الصادر في 2021/03/ 31 إن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي حمل ضمن أجندته الى الرياض ملف وساطة بين السعودية وإيران تعقد في العراق بمشاركة الولايات المتحدة.

وأكد التقرير أن كل الأطراف الثلاثة (إيران، والولايات المتحدة، والسعودية) ليست لديهم شروط قبل عقد اللقاء، وانه قد يعقد خلال الأيام القريبة المقبلة.

ويلفت القيادي في تيار الحكمة الى أن “تحديد موعد عقد القمة بين وزراء خارجية العراق والسعودية والولايات المتحدة الأمريكية وإيران في بغداد مرهون بزيارة الكاظمي إلى قطر وإيران”، مبينا أن “السعودية أبدت رغبة بالحضور إلى هذا الاجتماع”.

والتقى رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، امس الاحد، في مقر اقامته بدولة الإمارات، مجموعة من الشركات الاماراتية ورجال الأعمال.

وقال بيان صادر من مكتب الكاظمي ان رئيس الحكومة اكد خلال الاجتماع، ان العراق مر بظروف عصيبة ومعقدة ادت الى تأخر التنمية والخدمات، وبين ان العراق هو مهد الحضارات والتنوع الكبير الذي يمثل عنصر قوة لنا، يستحق بذل الجهود من اجل خدمة مواطنيه.

واوضح ان الحكومة العراقية اتخذت اجراءات جريئة في قطاع المال والاقتصاد والتنمية، وهناك تعافيا تدريجيا للاقتصاد العراقي.

وتابع البيان ان رئيس مجلس الوزراء اشار الى “الورقة الاصلاحية التي أعدت لاصلاح القطاع الخاص، وتقديم كل التسهيلات له”، لافتا إلى أن “ابواب العراق مفتوحة امام الشركات الاماراتية ورجال الأعمال”. وبين ان عدة إجراءات اتخذت للتقليل من البيروقراطية وتذليل العقبات امام الشركات.

واضاف البيان ان الكاظمي اكد ان الحكومة تولي اهتماما كبيرا بالطاقة النظيفة، ووضعت خططا واتخذت عدة اجراءات بشأنها.

ومن جهته، يقول حسين علاوي مستشار رئيس مجلس الوزراء في تصريح لـ(المدى) إن “أهداف زيارة رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي إلى دولة الإمارات هي زيارة اقتصادية تنموية تهدف إلى استثمار السياسة الخارجية في خدمة الاقتصاد العراقي، وكذلك في تعزيز مكانة العراق إقليميا باتجاه الدول الخليجية والعربية، فضلا عن تبادل وجهات النظر باتجاه المشاكل التي تحيط بالمنطقة”.

ويضيف أن “هذه الزيارة لها ثقلها عبر الوفد الذي يقوده رئيس الحكومة، وكذلك الملفات الخاصة بالاقتصاد، والاستثمار، والطاقة والنقل، وتفعيل العامل الثقافي للشراكة بين الشعبين العراقي والإماراتي، وأيضا استثمار تبادل وجهات النظر باتجاه الاستثمارات المقبلة في العراق من قبل الشركات الإماراتية التي من المتوقع أن تتركز في قطاع الطاقة والكهرباء والإسكان والنقل”.

ويتابع أن “الزيارة تهدف أيضا إلى تعزيز الاستثمارات الاماراتية في العراق وخلق شراكة بالملفات الاقتصادية من اجل خدمة الشعب العراقي، وتوفير فرص العمل للعراقيين وكذلك نقل التكنولوجيا والقدرات والإمكانات الدولية للعراق”.

وتوقع المستشار الحكومي ان “يجري رئيس مجلس الوزراء زيارة إلى دولة خليجية أخرى”، من دون تحديد اسم هذه الدولة، منوها إلى ان الكاظمي “يسعى للتعريف بالبرنامج الاقتصادي للدولة العراقية التي هي بحاجة للشراكة في مجال تطوير البنى التحتية، وخلق فرص عمل للشباب، وكذلك نقل التكنولوجيا والتسريع في عملية الإعمار لقطاعات مهمة ومثمرة للاقتصاد العراقي”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here