قيادي كوردي: PKK وضع نفسه في خدمة أجندات إيران

’’يدفع الأمور نحو مزيد من الشقاق في شنگال’’ …

أكد قيادي كوردي سوري، اليوم الاثنين، أن حزب العمال الكوردستاني PKK وضع نفسه في خدمة أجندات الدولة الإيرانية، وسيستمر في دفع الأمور في شنگال نحو المزيد من الشقاق الجغرافي بينه وبين إقليم كوردستان.

وقال المهندس علي مسلم، القيادي في الحزب الديمقراطي الكوردستاني – سوريا (أحد أحزاب المجلس الوطني الكوردي في سوريا)، لـ (باسنيوز): «بالرغم من الموقع الاستراتيجي الذي يتمتع به قضاء شنگال (سنجار) على الخارطة الإقليمية، كونه يشكل عقدة وصل بري بين كل من العراق وسوريا، إلا أنه بات يستحوذ على المزيد من الأهمية في ظل تنامي مصالح الدول الإقليمية والدولية ليس في العراق فحسب، بل ربما في مجمل المحيط الإقليمي، سيما بعد المحاولات الحثيثة من قبل الصين للدخول على خط المصالح في العراق كقوة اقتصادية هائلة، إلى جانب استقلال إيران في السيطرة على هذه المناطق بغية استكمال مسار الخط البري الذي يصل طهران بشواطئ المتوسط ودمشق ولبنان».

وأضاف أن «السيطرة العسكرية على قضاء شنگال سوف يتيح المجال للتحكم بطريق الحرير البري التي تسعى الصين إلى إنشائه بالتعاون مع الحكومة العراقية، كما أن السيطرة على هذه المناطق تسهل مرور البترول السوري نحو إيران»، مشيراً إلى أن «مشروع طريق الحرير التجاري الجديد الذي يربط آسيا والشرق الأوسط بقارة أوروبا قد أطلقته الصين عام 2013، هي شبكة من الطرق والموانئ وسكك الحديد ستربط أكثر من 70 دولة مع بعضها البعض، والتي ستقلل ما نسبة 70% من تكلفة الربط التجاري بين أسيا وأوروبا، وسيتم عبر هذه الشبكة من الطرق نقل المواد البترولية والغاز والمواد الأولية للصناعات الثقيلة».

وأشار مسلم إلى أن «هذا ما جعل العلاقات الدبلوماسية بين العراق والصين تتطور بصورة ملحوظة، ففي عام 2005 قدمت الصين مبلغ 25 مليون دولار للحكومة العراقية بهدف إعادة إعمار وبناء العراق، وفي عام 2007 قام الرئيس العراقي جلال طالباني بزيارة إلى الصين وقام بتوقيع أربع اتفاقيات مع الصين، من بينها اتفاقية ألغت بموجبها الصين ما مجموعه 80% من مجموع ديونها على العراق والبالغة 8,5 مليار دولار».

قيادي كوردي سوري: الحوار الكوردي متعثر بسبب إملاءات إيران الواردة من قنديل

علي مسلم

وتابع  قائلاً: «في عهد رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي، أصبح الوضع أكثر تعقيداً إذ تم اعتبار ميناء الفاو على خليج البصرة كأضخم ميناء استراتيجي في سياق طريق الحرير الجديد، وسيكون قادراً على استقبال أكبر السفن التجارية وسيكون هذا الميناء أحد أهم الطرق التي ستغير خارطة النقل البحري العالمي، وسيغير طرق التجارة لتمر من داخل العراق بدل الخليج العربي، وسوف يتفرع منها العديد من الطرق البرية التي تربط الميناء المذكور بكل من إسطنبول وموانئ البحر المتوسط، وإن هذه الطرق ستمر حكماً من قضاء شنگال».

وأوضح القيادي الكوردي، أن «إيران سوف لن تتوانى عن دفع الأمور نحو مواجهة عسكرية مع الحكومة العراقية عبر أذرعها المحليين إذا دعت الحاجة، لهذا نجد أن حزب العمال التركي (في إشارة إلى PKK) يسعى إلى تعزيز تواجده في هذه المناطق بالتعاون والتنسيق مع فصائل الحشد الشعبي الموالية لإيران، ضارباً عرض الحائط  مجمل المصالح القومية والوطنية التي تربط هذه المناطق بعمقها القومي في إقليم كوردستان».

وأكد مسلم، أن «هذا الحزب الذي وضع نفسه في خدمة أجندات الدولة الإيرانية سيستمر في دفع الأمور في هذا القضاء نحو المزيد من الشقاق الجغرافي بينه وبين إقليم كوردستان، وبالتالي جعله جزءاً من العمق العراقي ودفع الأمور باتجاه تحقيق مصالح إيران الاستراتيجية مستقبلاً».

وتوقع علي مسلم في نهاية حديثه، أن «تواجه العراق على إثر ذلك صداماً داخلياً وخارجياً سيما بعد تنامي منظومة الفساد الإداري والاقتصادي، فمن جهة سيوفر هذا المشروع آلاف الفرص أمام الشباب العراقي ومن جهة أخرى سيوفر للعراق عائدات مالية توازي عائدات النفط، وستوفر فرص كافية لتسديد ديونها كاملة».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here