محطة رقم 8 الفرزة الثالثة

أمّا الزعيم الاوحد الذي رأآهُ الشيوعيون في القمر وهم انصارهُ فقد نصب محكمتين عُرفيتين لهم

المحكمة العسكرية الاولى ويرأسها شمس الدين عبد الله والمحكمة العسكرية الثانية ويرأسها

شاكر مدحت السعود وهذان الرئيسان هما من القوميين الحاقدين على الزعيم وعلى الشيوعيين

وامّا عن المتآمرين على حياته وعلى الجمهورية فقد كانت لهم محكمة الشعب ويرأسُها ابن خالته

العقيد فاضل عباس المهداوي ومدعيها العام ماجد محمد أمين وقد قام الزعيم في ايامه الاولى بتنفيذ

أحكام الاعدام الذي حكمت به محكمة الشعب ببعض رجال العهد الملكي وطال 17 سبعة عشر متآمرًا

من رفاقه في تنظيم الضباط الاحرار ومنهم عبد الوهاب الشواف وناظم الطبقجلي ورفعت الحاج سرّي

واخرين معهم ثم بعد اعدامهم تذكر الزعيم قانون الرحمة فوق العدل مع المتآمرين الاخرين ومنهم

عبد السلام عارف فترك لهم الحبل على الغارب وأعادهم الى الجيش برتبهم وهذا القانون المبتكر

من الزعيم وهو الرحمة فوق العدل لم يُذكر لا في كتاب الله ولا في سُنّةِ نبيه وليته شمل داعميه وهم

الشيوعيون المحكومون في محكمتيه العسكريتين بأحكام الاعدام والاحكام الثقيلة .

ومن هذه السياسة وهذا التخبط أتاح للقوميين والبعثيين ومعهما الأجهزة الامنية والاستخبارية أتاح لهم

المجال بالظهور على الساحة لتأخذ دورها بالانتقام من الشيوعيين والموالين للزعيم مابين عمليات تصفية

بالاغتيالات أوبين تغيير قرارات الزعيم من قِبَل الامن والاستخبارات ومن هذا النوع صدور قرار من الزعيم

باعتقال لاعبي القمار [ اللكو ] قبل عيد الفطر عام 1960 فانقلب القرار الى اعتقال الشيوعيين ومنهم اخي

نافع وعلى هذا النموذج يستطيع القارئ ان يتصور الامور الاخرى وكل هذه الامور ومجريات الاحداث تمر

امام عينيه حتى بلغ الاستخفاف به الى ان يضع البعثيون نشراتهم الحزبية تحت وسادته في مكتبه الخاص

الذي ينام فيه بوزارة الدفاع والزعيم يغط في احلامه العسلية ظنًّا منه أنّه بسياسته هذه قد امسك العصا

من وسطها وأنّ الجيش كما تصوره في احلامه فوق الميول و الاتجاهات ولا ادري كيف يقول هذا القول

والزعيم يرى كل المتآمرين هم من قيادات الجيش انها أحلام اليقظة لزعيم لا يعيش الواقع .

امّا عن موقف القيادة الشيوعية التي كانت تبارك القتل والسحل على انها اعمال ثورية أصبحت قيادةً مُسالمةً

الى درجة المهانة من قبل القوميين والبعثيين ونالوا منهم بالاغتيالات حتى بات الشيوعي لا يأمن على نفسه

بالخروج ليلاً الا ومعه سلاحه الخاص .

أمّا عن البرزاني الملا مصطفى الذي احتضنه الزعيم وسَلّحه وجعل منه زعيم امة وبطلها فقد تحرك في بداية

عام 1961 ليُعْلِنَ حركته الانفصالية يُحركهُ نابضُ عرقهِ الدساس الذي يمتد من امه اليهودية المسلمة ومن

عمالتِهُ التي جعلها له متراسًا وعلى هذا النهج تربى ابناؤهُ منهُ ومن أمهم اليهودية الديانة والنمساوية

الاصل والمسلمة بعد زواجها من ملا مصطفى .

ومع كل هذا الانهيار الداخلي والزعيم يُعلِنُ في خُطبةٍ له في 25 حزيران 1961 ان الكويت قضاءٌ سليب من

أقضية البصرة وهذا الخطاب هو ساعة الصفر المتفق عليها مع القائد عبد الحميد الحصونة الى الكويت

وقد تبين بعد ذلك أن عبد الحميد الحصونة قد برر نكوصه عن التنفيذ بأنّه قد استشرع عند المرجع الشيعي

السيد محسن الحكيم وكان جواب السيد بعدم جواز ذلك ولا ادري متى كانت الاوامر العسكرية يؤخذ بها اذن

شرعي وما هذه الا لعبة لعبها عبد الحميد الحصونه وهو يعلم ان المرجع الشيعي الحكيم كان في حالة تقاطع

وقطيعة بسبب قرار الزعيم الذي ساوى بين حق الرجل والمرأة في الميراث وعن ميوليه السابقة الموالية الى

الشيوعيين .

والذي لا يعرفة أغلبُ العراقيين أن أصل عائلة الزعيم يمانية ويبدأ من جده السادس عبد الله

**************************************************************

الدنمارك / كوبنهاجن الخميس في 1/ نيسان / 2021

الحاج عطا الحاج يوسف منصور

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here