19 قرية في إمام ويس.. لا تزال مهجورة إلى اليوم!

بغداد/ سلام سعيد

في ديالى، قرى منسية هجرها سكانها أثناء غزو داعش، فلم تعد الحياة لها إلى اليوم.

وينتظر أكثر من ثلاثة آلاف نسمة من أهالي تلك القرى الـ19، الواقعة في محيط حوض إمام ويس ضمن ريف ناحية السعدية، إشارة العودة إلى مساكنهم.

فرغم خضوعهم للتدقيق الأمني، وحصولهم على موافقات العودة، إلا أن أسباباً مخفية تمنع عودتهم إلى إشعار آخر.

احمد الزركوشي مدير ناحية السعدية يقول إن «قرى حوض إمام ويس والمناطق القريبة منها، والتي تقع ضمن المحيط الاداري لريف السعدية يبلغ عددها 19 قرية وهي مهجورة منذ 7 سنوات بعد تحريرها»، لافتا الى ان «داعش كان وراء نزوح الاسر بعد سيطرته على المنطقة في حزيزان 2014».

واضاف، ان «جميع العائلات في القرى 19 تم تدقيق ملفاتهم الامنية وحصلوا على موافقات رسمية بالعودة منذ أشهر لكن انهيار البنى الخدمية للقرى من كهرباء وماء يحول دون عودتهم».

وأشار المسؤول المحلي، إلى أن «الامر مرتبط الآن بتوفير مبالغ مالية لإعمار ما دُمر وإحياء الخدمات قبل عودة أكثر من 3 آلاف نسمة الى منازلهم في القرى المحررة».

وتابع، أن «عودة الاسر الى القرى هو بداية نهاية مأساة النزوح القسري منذ سنوات بالاضافة الى أن العودة لها أبعاد أمنية في سد الفراغات ومنع تحول منازل القرى إلى مأوى للجماعات المتطرفة وخلق انتعاش اقتصادي خاصة وان السعدية وأسواقها تعتمد على القوة الشرائية لقرى الأرياف في تعزيز النشاط التجاري».

وكانت السعدية وقراها اول مناطق ديالى التي اجتاحها داعش في حزيران 2014 قبل ان تسقط بيده ثم جرى تحريرها بعد أشهر من قبل القوات الامنية المشتركة والحشد الشعبي.

وفي شأن آخر، تعاني غابة منطقة كنعان الواقعة في محافظة ديالى، من إهمال كبير ونسيان فظ، رغم أنها من أكبر الغابات مساحة على مستوى المحافظة، إذ تزيد مساحتها على 3 آلاف دونم.

وانشئت تلك الغابات ضمن في عقد السبعينيات من القرن الماضي، لتكوين الحزام الاخضر الكبير حول مدن ديالى.

وخلال الأشهر الأخيرة، تزايدت المخاطر حولها، بعدما تحولت إلى نافذة سياحة غير منظمة، للكثير من الأشخاص الذين لا يلتزمون بشروط السلامة، خصوصا من ناحية اضرام النيران بين اشجارها لشواء الأطعمة وغيرها، دون اكتراث بعضهم إلى ما قد تسببه من حرائق كبيرة.

مهدي عبد الكريم الشمري مدير ناحية كنعان يقول ان «حريقاً كبيراً نشب في غابة كنعان مساء أمس الأول الجمعة، واستمر قرابة 3 ساعات متواصلة، قبل أن تنجح 3 فرق من الاطفاء في اخماده بعد جهود كبيرة لمنع انتقال النيران الى وسط الغابة فتكون الكارثة أكبر».

وبين أن «الاحصاء الأولي يشير الى ان النيران التهمت نحو 8 دونمات بالكامل دون اي اصابات بشرية».

واضاف الشمري، ان «الحريق هو الخامس من نوعه في الاشهر الاخيرة، وهذا مؤشر خطير يهدد أكبر غابات ديالى»، داعيا السياح الى «الالتزام بالإرشادات والتعليمات الوقائية في عدم اضرام النيران لاي سبب كان».

وأشار الى ان «الغابة يمكن ان تتحول الى أكبر منتجع سياحي في ديالى، كونها تحتوي على كل مميزات المشاريع السياحية، بالإضافة الى موقعها المميز».

محي الدين العزاوي وهو مراقب بيئي، اشار الى ان «غابة كنعان هي جزء من مشروع حكومي شرع العمل به في السبعينيات في ديالى لانشاء 5 غابات حول مدن ديالى ومنها بعقوبة»، لافتا الى ان «كل الغابات انتهت تقريبا بعد هلاكها الا غابة كنعان».

واضاف العزاوي، ان «غابة كنعان مهمة جدا للبيئة ورغم الاهمال الحاصل فيها، لكنها يمكن ان تتحول الى مرفق سياحي مهم، كما انها مأوى للكثير من النحالين»، محذرا من «استمرار الانتهاكات الحاصلة من قبل بعض السياح في الغابات ما قد يفاقم مخاطر خسارتها بشكل كامل».

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here