أسبوع على إضراب عمال بلدية واسط: الكوت تتحول لمكب نفايات

واسط/ جبار بچاي

دخل إضراب عمال بلدية الكوت يومه السادس على التوالي ما أدى الى تعطيل عشرات الكابسات والآليات الخدمية وبذلك تحولت المدينة الى مكب نفايات وامتلأت الشوارع والساحات العامة ومنطقة الاسواق التجارية بأكداس النفايات الأمر الذي دفع قسم الاشغال الهندسية في قيادة شرطة واسط للتدخل لرفع جزء من تلك النفايات.

وقدم العمال رسالة اعتذار الى الاهالي جراء انتشار النفايات، ودعوا الجميع لمساندتهم والوقوف معهم للمطالبة بحقوقهم المشروعة.

وقدم مسؤول في البلدية استقالته تضامناً مع مطالب العمال أصحاب العقود والاجور اليومية لعدم وجود جدية في تطبيق القرار 315 لسنة 2019.

أكد محافظ واسط محمد المياحي أن ادارة المحافظة ماضية بتنفيذ القرار بكل جزئياته بما في ذلك تخصيص قطعة أرض سكنية لكل عامل، موضحاً أن ما يحصل من تذبذب باستلام مرتباتهم يعود لنقص أموال الجباية والرسوم كون رواتبهم مبوبة على هذا الجانب لكنهم سيستلمونها كاملة.

ويقول المهندس محمد الغانم، وهو من أصحاب العقود في بلدية الكوت منذ عام 2012، يشغل مسؤول قسم البستنة والتنظيفات لأحياء مركز المدينة: “منذ ستة أيام ومهندسو الجمال والنظافة من أصحاب العقود والاجور اليومية في بلدية الكوت يواصلون إضرابهم عن العمل وأيضا عطلوا الدوام في البلدية، لذلك صارت أكداس النفايات تملأ الاسواق والساحات العامة والاحياء السكنية.»

وأضاف لـ(المدى): “مؤسف جدا أن نرى مدينتنا الجميلة بهذه الحالة، نعتذر جدا لأهالينا واحبتنا في هذه المدينة الجميلة .»

ويقول الغانم إن “اعتصامنا وتعطيل العمل والدوام ليس من باب البطر، بل لشعورنا بالحيف والظلم الذي لحق بنا وبعوائلنا طوال السنوات الماضية حيث لم نثبت على الملاك ورواتبنا قليلة ومتقطعة بينما بنى السياسيون في بغداد امبراطوريات من الاموال والتخمة في الرواتب والمخصصات وأهملوا هذه الشريحة المسحوقة، شريحة عمال البلديات التي يفترض أن تحصل على رواتب مجزية تتناسب مع حجم الخدمات التي يقدمونها .»

زميله مهند رشيد عزيز، مسؤول القسم البلدي في منطقتي العزة والحوراء الذي قدم استقالة من منصبه تضامنا مع العمال لحين تحقيق مطالبهم بتطبيق القرار 315 وتحسين مرتباتهم وعدم تأخير صرفها يقول “قدمت استقالتي تضامناً مع أخوتي عمال البلدية لحين تتحقق مطالبنا ويتم إنصافنا من قبل وزارة المالية”، مشيراً الى أن “الحكومة المحلية داعمة لأصحاب العقود والاجور اليومية لكن بالنتيجة التخصيصات المالية والدرجات الوظيفية تحت تصرف وزارة المالية التي ظلمتنا كثيراً».

ووجه المسؤول البلدي مناشدة الى أهالي محافظة واسط بشكل عام وسكان مدينة الكوت على وجه الخصوص بالوقوف معهم للمطالبة بحقهم المشروع إما بالتعاقد بشكل أصولي ومنتظم مع ضمان راتب جيد أو من خلال تثبيتنا على الملاك الدائم خاصة وبيننا من يعمل بالأجر اليومي منذ أكثر من عشر سنوات .

وأوضح أن “عملنا كان مستمرا في أحلك الظروف وأشدها ومنها خلال الحظر الشامل بسبب الجائحة كنا نعمل يوميا نرفع الازبال والنفايات التي قد تكون سببا في إصابتنا بالوباء اللعين وفعلا اصيب عدد من العمال جراء ذلك .»

ويقول عزيز الذي يتولى إدارة شؤون التنظيفات وباقي الاعمال البلدية في أكبر حيين بمدينة الكوت: “نلتمس منكم العذر ومن أهلنا في الكوت بسبب تكدس النفايات والازبال لكن ليس باليد حيلة سوى بالضغط على الحكومة من خلال الاعتصام والاحتجاجات علها تنصفنا هذه المرة.»

ووجه نداء الى الأهالي بقوله “نناشدكم باسم الغيرة أن تحافظوا على النظافة من خلال وضع النفايات في الاكياس وعدم رميها أو بعثرتها بشكل عشوائي وهذا ما نطلبه أيضا من الاخوة أصحاب المحال التجارية والمطاعم وغيرها باستخدام الكارتونات وأيضا الاكياس لجمع المخلفات والقمامة والنفايات لحين انتهاء الازمة ونعدكم بإعادة الجمال لمدينتنا.»

من جانبه قال مدير بلدية الكوت وكالة المهندس نبيل شمه، وهو شقيق الموسيقار الكبير نصير شمه إن “إدارة البلدية وجميع كوادرها تقف مع مطالب الاخوة العمال لاسيما وأنها مطالب مشروعة تتعلق برواتبهم وضرورة تحسينها وصرفها في الموعد المحدد.»

وأوضح أن “إدارة المحافظة كانت سباقة بتنفيذ القرار 315 لسنة 2019 الخاص بموظفي العقود والاجور اليومية وسنعمل على متابعة كل الاجراءات المتعلقة بالقرار من خلال مفاتحة ديوان المحافظة الداعم لموظفي العقود والاجور خاصة عمال البلدية.»

ودعا شمه “هذه الشريحة المهمة والواسعة الى التحلي بالصبر وأن يعودوا الى مواقع العمل، فالوضع في المدينة أصبح لا يطاق جراء تعطيل أعمال البلدية بسبب استمرار الاضراب عن العمل والاحتجاجات التي أدت الى تكدس النفايات والازبال.»

وقال: “هذه الحالة غير صحيحة ونأمل من أخوتنا عمال التنظيفات أن ينتبهوا لها ونحن نمضي بالمطالبة بحقوقهم وسنحققها كاملة .»

كما وجه محافظ واسط محمد جميل المياحي رسالة مكاشفة ووضوح الى اهالي المحافظة أكد خلالها أن “الحكومة المحلية وإدارة المحافظة تقف مع أصحاب التظاهرات المطلبية وتساندهم وتوفر لهم سبل الحماية الكافية كما حصل في تظاهرات المحاضرين التي أسفرت عن موافقة الحكومة على تلبية مطالبهم.»

وأضاف “تم انصاف أكثر من 24 ألف شخص من المحاضرين المجانيين والاداريين والحرفيين وسينالون حقوقهم كاملة”، وفيما يتعلق بأصحاب العقود والاجور اليومية في باقي الوزارات الاخرى قال “نحن معهم وننتظر تعليمات الموازنة لإطلاق مستحقاتهم ولن نبخل بذلك أبداً.»

وحول تظاهرات واعتصامات عمال البلدية قال المياحي إن “هذه الشريحة يقع عليها عبء كبير في أعمال التنظيفات اليومية لأكثر من 60 حيا سكنيا في مدينة الكوت ونحن نقدر ذلك تماما لذا كانت واسط أول محافظة تعمل على تطبيق القرار 315 فيما يتعلق بعمال البلديات وخصصنا راتبا شهريا لكل عامل 350 ألف دينار من مبالغ التمويل الذاتي للبلدية وفق ما رسمه القانون.»

وأضاف أن “استمرار الاضراب عن العمل وتعطيل دوام البلدية غير صحيح وفيه ضرر على جميع أبناء المحافظة ولن نقبل التأثير على هذه الشريحة واستغلال ظروفها ومحاولة المزايدة عليها من قبل البعض ممن لا يريد الهدوء والاستقرار للمحافظة.»

وأكد المياحي أن “حقوق عمال بلدية الكوت وكل الدوائر البلدية مضمونة تماما ومن ضمن تلك الحقوق تخصيص قطعة أرض سكنية لكل عامل وهذا استحقاق كفله القانون وليس منة من أحد وستوزع تلك القطع في المستقبل القريب.»

وقال إن “المدينة والناس بحاجة ماسة الى خدماتكم وعليكم الانتباه الى وضع المدينة الذي أصبح لا يسر الخاطر بسبب تكدس النفايات والازبال نتيجة إضرابكم عن العمل، لذا أدعو الجميع الى التوجه الى مواقعهم ونحن كحكومة محلية نتكفل بتلبية مطالبكم وفق القرار 315 وتأمين الرواتب الشهرية وهذه كلها حقوق مكفولة لكم وليس لنا فضل في ذلك.»

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here