هل حقا أسرى عراقيون منسيون في إيران ؟!..

بقلم مهدي قاسم

مع إنني فقدتُ حس الدهشة فيما يتعلق الأمر بالوضع العراقي بشكل عام ، معنى ذلك لم أعد أندهش إذا ما حدث أي شيء غير طبيعي في العراق ، ولكن مع ذلك اندهشتُ فعلا في هذه المرة، وبشكل استثنائي ، عندما قرأت خبرا عن وصول أحد الجنود العراقيين الأسرى في إيران إلى العراق وذلك ، منذ انتهاء الحرب العراقية الإيرانية منذ عقود طويلة ، بعدما أفرجت عنه السلطات الإيرانية ، بل اندهشت أكثر عندما قرأت في مقال أخر خبرا عن أنه لا زال يوجد عدد ــ لا يعرف كم بالضبط ــ من الجنود العراقيين الأسرى في إيران !..

هل معقول ؟..

و كيف يمكن هذا ؟..

وما الغاية من إبقاء على هؤلاء الجنود أسرى حرب لحد الآن في معسكرا الاعتقال بعد ما انتهت الحرب باتفاق الطرفين المتحاربين؟..

علما أنه من التقاليد و العرف السائدة و المعروفة أن كل أسرى حرب يرجعون إلى بلدانهم بعد انتهاء الحرب بين طرفين متحاربين في العالم..

ولكن يبدو أن النظام الإيراني الثيوقراطي لا زال يشكّل استثناء ، بحكم كونه نظاما شمولا ظلاميا لا يؤمن بأية قوانين أو نظم معمولة بها بين دول وحكومات ومواثيق الأمم المتحدة ..

وفي مقابل ذلك هو سكوت النظام السابق عن ظاهرة وجود هؤلاء الجنود الأسرى في إيران بدون صرار أو تصميم منه بالمطالبة بإطلاق سراحهم ونقلهم إلى العراق ، حيث كان ينبغي أن يكون بندا واضحا من ضمن من بنود وشروط إنهاء الحرب ..

و لكن في الحقيقة ليس من ثمة غرابة في ذلك ، لو فكرنا قليلا ، إذ إن كلا النظامين الدمويين الديكتاتوريين يعتبران حياة مواطنهما بلا قيمة أو اعتبار فيمكن التضحية به من أجل البقاء في السلطة ، و خاصة النظام العراقي السابق البائد ..

ومع ذلك يجب عدم السكوت عن ظاهرة وجود جنود عراقيين أسرى في إيران و كذلك ضرورة القيام بحملات إعلامية من اجل ذلك ، عبر ممارسة ضغوط و حملات إعلامية لدفع النظام الإيراني إلى الإفراج عنهم بدون مماطلة أو مراوغة ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here