العدل يامر بالعدل “ان الله يامر بالعدل والاحسان…”

ان الله العدل يامر عباده ايضا بالعدل والاحسان وصلة ذي القربي وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي كي يتذكر المؤمنون ولا ينسون اوامر الله فقد قال تعالى “ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون”.
كما امر رسوله الكريم باوامر اهمها الاستقامة والابتعاد عن الظالمين والايمان المطلق بالله وما انزل على عباده من كتب سماوية. وان يعدل كذلك بين الناس كل الناس لا فرق بين مسلم وغير مسلم فقال تعالى “فادع واستقم كما امرت ولا تتبع اهواءهم وقل امنت بما انزل الله من كتاب وامرت لاعدل بينكم”.
ان فرض تطبيق العدالة على الناس لا يتعلق بالجانب الفردي او العائلي او المناطقي انما يتعلق بعموم الامة الاسلامية.
فقد حدد القران الكريم الخطوات التي ينبغي اتباعها لفرص الصلح بين طائفتين مسلمتين اذا ما تقاتلا بكل الوسائل بما فيها القوة. وذلك لاجبار الطائفة الباغية الركون الى السلم وقبول ما امر الله بتطبيق العدل والقسط فقال تعالى “وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينهما. فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله. فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين”.
اما مع غير المسلمين فقد امر الله اقامة العدل معهم رغم الحرب ورغم ظلمهم قتالهم المسلمين فقال تعالى “ولا يجرمنكم شنئان قوم على ان لا تعدلوا اعدلوا هو اقرب للتقوى”.
وقد سبق ان امر الله تعالى رسله الاخرين قبل محمد صلى الله عليه وسلم باقامة العدل. فقد قال الله للنبي داود عليه السلام  “يا داود انا جعلناك خليفة في الارض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى”. ونقل لنا القران حول الخصمان ولم يجدا من يحكم بينهما بالحق بدون شطط او ظلم سوى نبي الله داود فقال القران الكريم على لسانهما. “خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا الى سواء الصراط”.
في نهاية المطاف عموم علماء المسلمين استنبطوا قاعدة مهمة تقول. الدولة الكافرة تدوم اذا كانت عادلة والدولة المسلمة تزول اذا كانت ظالمة. اما في عصرنا الذي نعيشه اليوم فاغلب حكام الدول العربية ظلمة لا يملكون حرية اتخاذ القرار لذلك فالظلم ملازم لاعمالهم وسياساتهم والتبعية للاجنبي ملازمة ايضا لسلوكهم في جميع المجالات. اما الاحزاب الاسلامية اليوم فهي الاخرى لا تملك اي حرية في اتخاذ القرار وهي مخترقة من قبل دوائر غربية مشبوهة.
اما الشعب فانه يبحث عن العدالة والقسط منذ قرون لكنه لا يجد الا الظلم والدكتاتورية. وعلى العموم اذا عرف السبب بطل العجب؟ فالعدل يامر بالعدل والنصر والتمكين منوط بتطبيق العدالة. فاذا تركنا امر الله سيحل ويعشعش علينا الظلم. فلا غرابة اذن لما نجده الان من تخلف وانهيار قيمي اخلاقي ملازم لبلداننا العربية. فندعوا الله ليل نهار لكن لن يستجيب الله لنا طالما لم نتشبث بالعدل.
د. نصيف الجبوري
تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here