من المسؤول عن عملية تفجير الحبيبية ؟ : من عادة داعش الإعلان الفوري

من المسؤول عن عملية تفجير الحبيبية ؟ : من عادة داعش الإعلان الفوري

بقلم مهدي قاسم

أشرتُ في مقالات سابقة إلى أن الحسنة الوحيدة لتنظيم داعش الإرهابي ــ هذا إذا عُدت حسنة إطلاقا ــ هي أنه سرعان ما يعلن عن مسؤوليته عن أية عملية تفجير إرهابية يقوم بتنفيذها ، و من ثم يتبناها بصراحة و افتخار ..

أما فيما يتعلق الأمر بعملية تفجير الحبيبية فأن داعش لم يعلن مسؤوليته عن ذلك بالرغم من مرور ثلاثة أيام على عملية التفجير تلك ، وهو الأمر الذي يعني احتمال عدم قيامه بتنفيذ تلك العملية التفجيرية ، و في مقابل ذلك ، أشارت وكالة فرانس بريس نقلا عن شهود عيان إلى احتمال أن يكون سبب عملية الانفجار راجعا إلى وجود حمولة من صواريخ و ذخائر حية أخرى في السيارة المتفجرة تعود لإحدى المليشيات ، وهي في طريقها إلى أحد المستودعات لتسليمها للجهة المعنية بأمرها ، ولكن بما أن هذه الميليشيات المقنعّة بالتقية ، لا تمتلك ” أخلاقية ” داعش على صعيد الصراحة والصدق في تبني أعمالها وعملياتها ، فإنها تلتزم جانب الصمت ، بدلا من الاعتراف بأنها هي المسؤولة عن عملية تفجير الحبيبية سواء إهمالا أو تقصيرا أم بسبب عملية نقل أسلحة وذخائر تكون مفتقرة لأبسط إجراءات السلامة العامة التي يجب أن تؤخذ بنظر الاعتبار أثناء عملية نقل أسلحة وذخائر حية قابلة للانفجار في أية وقت ممكن ، و خاصة منها تجنب مناطق أو أمكنة مكتظة بحركة أو تنقلات حشود بشرية كثيفة وكبيرة كأسواق و أحياء آهلة مثلا ..

ومما يقوى هذا الانطباع هو صمت الأحزاب والميليشيات التي لم تثر ضجة مفتعلة من أصوات استنكار أو احتجاج أواتهام عصابات داعش بعملية تفجير الحبيبية ، مثلما كانوا يفعلون سابقا ، كأنهم كانوا جميعا على إطلاع ودراية بعملية التفجير تلك وبمن يقف خلفها أو كان متسببا بحدوثها ..

ولا عجب من ذلك ، لأن هذا الأحزاب اللصوصية وميليشياتها البلطجية تعتبر المواطن العراقي عامة و” الشيعي ” خاصة ، ما هو إلا مجرد أضحية رخيصة لتحقيق أهدافها السلطوية ، وكذلك في خدمة مصالح النظام الإيراني في العراق ، لهذا نجدها لا تبالي بمقتل آلاف منهم ، حيث كانت مجزرة سبايكر و سلسلة تفجيرات إرهابية قاعدية ــ على داعشية ، عبر سنوات طويلة ، وعمليات اغتيال و قتل المتظاهرين والناشطين المدنيين من أبناء الجنوب الفقراء أوضح دليل على ما نقول .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here