الإسلاميين العراقيين هدموا اركان الدولة

الإسلاميين العراقيين هدموا اركان الدولة

كان العراق في اواخر عهد النظام السابق يترنح تحت وطئة الحصار الظالم المفروض من قبل امريكا والأمم المتحدة. اما النظام فقد كان هاوي حروب عبثية اضعفت العراق واخرجته من محيطه الاقليمي. حتى بات معزولا عن العالم الذي حوله اقليميا ودوليا. عندما دخل المحتل الغازي عام 2003 اضحى الشعب لا يابه بمصير النظام الذي يرفض تغيير سلوكه.
بعد ان وقع الاحتلال الامريكى مر العراق بصحوة ضمير انطلقت فيه مقاومة وطنية شريفة اربكت مخططات اقوى دولة في العالم. كذلك ارعبت عملاء امريكا العراقيين الذين خانوا وطنهم ودينهم. كانت المقامة تسير على خطى النصر المؤزر على الغزاة بعد اقل من ثلاثة اعوام على الغزو. لكن امريكا حركت اذنابها العراقيين من الطائفيين التكفيريين الذين جاءوا بمعيتها الى اشعال الحرب الطائفية في مطلع عام 2006. عندها ترسخ مفهوم الغالب والمغلوب من داخل البلد الواحد وبين الشعب الواحد فتنفست امريكا الصعداء.
ارتكب اعوان المحتل من الطائفيين جرائم شتى يندى له الجبين فمارسوا القتل الجماعي المجاني في اقذر حملات تطهير طائفي حصلت في العراق على مدى التاريخ. ثم شنوا حملات اعلامية مظللة اتهموا فيها المقاومة الوطنية بالارهاب. بدا ميزان القوى المسلحة يميل لصالح امريكا. اضطرت المقاومة التراجع بعد انحراف مسير الحرب ووجدت بان الشعب هو الضحية الاولى ويدفع ثمنا باهضا.
تحول الشعب العراقي ومقاومته الى طرف مغلوب لا يستطيع ان يتفاوض كند للغالب. استغلت امريكا الظروف لتمزيق وحدة الشعب العراقي اكثر فاكثر. ثم استمر اذناب الاحتلال في خياناتهم لتمكين امريكا وانقاذ جيشها. لذلك حظوا بمساندة ايران والعالم اجمع. بات الاغلبية من العرب المسلمين العراقيين مستسلمين للواقع السياسي المفروض.
استمر التطهير الطائفي بعد ان سيطرت المليشيات والاحزاب على هياكل الدولة بمساندة امريكية ايرانية فعالة وسرقوا ثرواتها لخدمة طائفتهم. فتحول العراق من بلد الحزب الواحد الى بلد المذهب الواحد. استمر هذا المسلسل في نخر الجسد العراقي وزع الفتنة بين السنة والشيعة حتى انطلاق انتفاضة تشرين 2019.
يبدوا لاول وهلة بان الانتفاضة قد قبرت الطائفية المقيتة دون رجعة. لكن المخطط الامريكي الذي رسم منذ منتصف القرن الماضي والقاضي تدمير المنطقة عن طريق الحروب الدينية والمذهبية لا يسمح بمعارضة او ايقاف هذا المخطط. لذلك عادت امريكا الاستنجاد بعملائها العراقيين لقمع الانتفاضة بوحشية. هكذا بدا مخطط المحتل باضطهاد اهل السنة لينتهي اليوم باضطهاد اهل الشيعة.
خاتمة المطاف خيانة الاسلاميين الشيعة الذي جاءوا كمرتزقة بمعية الاحتلال والاخوان المسلمين وشيوخ الفتنة السنة الذين التحقوا بهم. ان خطرهم على العراق ووحدته ومستقبله مدمر ويعتبر اكبر من خطر امريكا او ايران. من المؤكد بان امريكا او ايران لن تستطيعا ان تحميهم من غضب العراقيين الى ما لا نهاية. سيواجهون غدا الخزي والعار نتيجة خيانتهم الوطن وسيحاسبهم شعبهم في القريب العاجل حسابا عسيرا. اما الاخرة ان كانوا يؤمنون بها حقا فان مآلهم في الدرك الاسفل من النار كما أخبرنا القران الكريم.
د. نصيف الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here