من أدب المهجر… المــــــوصـــــل

من أدب المهجر
المــــــوصـــــل
بـــدل رفــو
غراتس \ النمسا

مدينةٌ يداعبُها التاريخُ،
من رمحِ الأوجاع
وأساطير الصمت!
سنونواتٌ ميتةً تحت أنقاضها،
تنتفضُ الدنيا صمتاً
وتغلقُ عينيها على إيقاعات
دروب بُكاءات الفقراء!
الشوارعُ جراحٌ..
لكن ! لا شوارعَ في مدينة الحضارات..
سماؤها تحتضر احتراقا!!
**** ****
وحدك في الطريق يا صاحبي
للتستر على ذكريات الطفولة ،
(المشاهدة)* تفقدُ صبرَها
غدت يباباً على بوابة السماء
سورُها الأثريّ موال أنين للتاريخ ..
وحنجرة فنان تقطر دما
مدينة تداعبُ الموتَ في دهشة
ملوك آشور!!
رياضُها تراتيل مفزعة ،
فجائع.. يتخبّط الليل في عتمتها!!
**** ****
يا صاحبي..
انهم يغتالون الشجرَ والقمرَ
وبيوتَ الموصل العتيقة!
يجهضون سعادة الأرض الجدباء
رغم خرابها،
كي لا يظل للموصل الحدباء
اسم وتاريخ وبقاء!
ستسافر كثيرا ..وستمارس الموت والغربة
ستطول بك الطرق ..
ولأزقة مدينة التاريخ
بمجانينها.. ويُلَوِّحُ لك من بعيد
(جلال المجنون) وفي يديه حجارة
لمن يتحرش بعوالم جنونه ،
سيأخذك الحنين إلى شارع النجفي)**
وخانات الموصل القديمة!!
**** ****
انكسارات الروح لمدينة الروح
كبرياء يجفف حلق الدمع
أيا مدينة طفولتي الحزينة ..
رسمتك مرآة وسوراً ولياليَ أُنسٍ
رغم النهايات المؤلمة
لانهيار منارتك
والنبي يونس من فرط البكاء
سلك درب السماء!!
**** ****
أيا مدينتي ..يا ذكريات الطفولة
والموسيقى والأزقة الضيقة
انت في حنجرتي أغنية غربة
ومهما طالت الطريق
سترجعين جسرا للخير والفقراء
والشعراء لاحتساء كأس الحياة !!
يا أم حضارات الدنيا!
ـــــــــ
المشاهدة .. الحي الذي امضى فيه الشاعر طفولته وشبابه
شارع النجفي ..من اقدم الشوارع في الموصل ومشهور ببيع الكتب

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here