عزيز العراق.. قيادة بين تعدد الأدوار ووحدة الهدف

عزيز العراق.. قيادة بين تعدد الأدوار ووحدة الهدف

أحمد الحسني

بين مدرسة علي عليه السلام ومدرعته وحمائل سيفه، تكمن مسيرة أمة، قيض الله لها من أبنائها على إمتداد التأريخ، من يرسي بسفينتها على مرافئ العز والكرامة، فمع جسامة الخطوب وهول التحديات، ركب يلتحق بأخر، شمخت رايتهم كمأذن النجف، لتنطلق كما إنطلقت من غار حراء .

ومابين مأذن النجف، وما أراده قطب العائلة، أيقنت أن التفاوض على الحقوق لغة سمجة تدخل الأمة في ديجور النكسات، فمع إنطلاق الركب الى عالم التطبيق والعمل، كنت أنت سيدي في الصدارة وفي المقدمة، وأن لك زمام المبادرة التي تطرق بها على هامة الطاغوت، ففي قلبك الوطن الذي تمده المواقف بالحياة كل حين مادام الفرض الخامس قائماً.

مع شدة المواقف وطبيعة مايرافق المسيرة من ألأزمات، كنت ترى في القيادة نهج رباني، لا تتجاذبه ألأهواء، ولا تثبط من عزيمتك الإتهامات والتقولات، فيدفعك فيها أدوار العائلة صالح بعد صالح، وشهيد بعد شهيد، ولتكون حلقة وصل تتصل بمن قبلها وليدون التأريخ وتكمل مسيرة الركب، وما بين الدماء والدماء، أمانة دفعت عنها ألإرادات التي تدور بطامورة التزلف لإرادات أخرى، هدفها تهاوش الوطن تهاوش الوحوش، قد نسجت هي من نفسها منذ الوهلة ألأولى، خيوط بيوتاتها كي تنال من المسيرة، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوت، بعد أن أدركوا ملامح مشروعكم السياسي الذي غادرهم وغادروه، ولم يجعلهم في صفوفه، فمسيرتكم محراب صلاة .

خلال تلك المسيرة سيدي، كان يفتّر الركب في محطات يتزود منها ما يغذيه من التقوى، ليدخله التأريخ من أوسع أبوابه، قد جعلت من المسيرة ماترسي به دعائم هوية الوطن وحفظ بريقه الحضاري، فعزفت عن المتسلقين لمدارج القيادة بلاتأريخ، حين دفعتهم فوقية العقل، فتقهقروا عند أول المنزلق، وكانوا ضمن موجة حرب فكرية، كنت هشمتها عن بينة في أول درس عند العائلة، قد رددّتها رثاءاً حسينياً في أزقة الغري .

إنها القوة والمنعة والبينة ووضوح الرؤيا عند تلك المدرسة والعائلة، ولتختم أخرها بدرس أولها، فتتجلى بشجاعة وأمانة الخلف لمن بعدك، ولتكون تلك المسيرة وذلك الركب معلقة على جدار التأريخ، فما بين مدرسة علي ومدرعته وما أراده إليكم قطب العائلة، تعدد أدوار ووحدة هدف ومنهج .

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here