قطاراتنا وقطاراتهم!!

قطاراتنا وقطاراتهم!!
ركبتُ أنواع القطارات في الصين واليابان , وقطارا من القاهرة إلى الإسكندرية , فوجدت الفرق بين الحالتين , وذكّرني بقطار بغداد – الموصل , الذي لا تتجاوز سرعته الخمسين كيلومترا في الساعة في أحسن الأحوال , ويُصاب بعطلات في منتصف الطريق , مما يضطرنا لمغادرته والوقوف في الشارع تحت رحمة أصحاب الباصات , الذين يرأفون بحالنا ويسمحون لنا بالوقوف بين الركاب.
ولا أذكر أنه قد خرج عن السكة ذات يوم , ربما لأنه بطيئ الحركة , وفي بعض دولنا يتوالى خروج القطارات عن سكتها أو إنقلابها , وهي قطارات قديمة ربما لا تصلح للخدمة بالمقاييس المتعارف عليها عالميا , لكنها لا تزال تنقل الركاب وتتسبب بحوادث.
قطارات قديمة والسكة التي تسير عليها أقدم منها بعقود وعقود , وفي هذا تتحقق مأساة القطارات , والتي يمكن علاجها بالإستغناء عن القديم والتفاعل مع الصين في هذا الميدان , لأنها من الدول المتقدمة في صناعة القطارات , وما سمعنا بخروج قطار صيني عن سكته , رغم أنها تمتلك أسرع القطارات في الدنيا.
لابد لنا أن نعترف بأننا متأخرون في هذا المضمار , وعلينا أن نتواكب ونستحضر التقنيات المعاصرة المعتمدة في الدول المتقدمة بالفطارات والسكك الحديدية.
فالدول العربية بأسرها تعاني من تأخر في هذا الخصوص , ولا فرق بينها , ومن أحد أسباب الحوادث الضغط الهائل على القطارات , وعدم قدرتها على تلبية حاجات المواطنين.
في الصين واليابان المسافة بين المدن يتم قطعها ببضعة دقائق , وليس ببضع ساعات في قطار يترنح ويفتقد لأبسط وسائل الراحة والأمان.
ولا يمكنها أن تتجاوز الساعتين , وربما أقل من ذلك بكثير , فالقطارات السريعة المعاصرة إختزلت المسافات , وما عاد الكلام عن الساعات بل الدقائق ما بين المدن التي تمر بها.
إن مشاكل القطارات في مجتمعاتنا تشير إلى مدى تخلف البنى التحتية وضرورة الإهتمام الأكبر بها , فمجتمعات الدنيا لديها بنى تحتية راسخة وقابلة للتطور والتوسع والنماء , وفي مجتمعاتنا لا توجد بنى تحتية ذات قيمة مستقبلية قادرة على إستيعاب الأجيال.
فهل لنا أن نتعلم مهارات تأسيس البنى التحتية الصالحة للحياة؟!!
د-صادق السامرائي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here