أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ الثَّامِنَةُ (١٣)

أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ

السَّنةُ الثَّامِنَةُ

(١٣)

نــــــــــــــــــــــــزار حيدر

{يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا ۖ فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.

هل في القرآنِ الكريم معنىً للمُستحيل؟!.

نعم في حالةِ [القافلُون] وهم {أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَٰرِهِمْ ۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلْغَٰفِلُونَ}.

إِنَّهُم الذين {كَذَبُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ ۚ} وأَنَّهُم {وَإِن يُهْلِكُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ}.

القرآن الكريم كما أَنَّهُ يُحدِّثنا عن أَسباب ومقَوِّمات وأَدوات النَّجاح، يُحدِّثنا كذلك عن أَسباب الفَشل، ومِنها وعلى رأسِها وأَخطرِها أَن يكونَ الإِنسانُ [قافلاً] يعصي علىالتَّغيير بأَيِّ شَكلٍ من الأَشكال.

وهوَ [القرآن الكريم] يُشخِّص لنا هذا المَرض الخطير ويُبيِّن لنا أَعراضهُ، وفي نفسِ الوقت يهدينا إِلى الحلولِ الماديَّة والمعنويَّة إِذا أَردنا أَن نضعَ حداً لهُ ونقضي عليهِ.

وكلُّ ذلك من أَجلِ ان نتجنَّبهُ فلا نتورَّط فيهِ، إِن على مُستوى الإِنسان الفرد أَو على مُستوى الإِنسان المُجتمع!.

وإِليكَ بعض الآيات الكريمة بهذا الخصُوص والتي نفهم مِنها أَسباب هذهِ الحالة المرضيَّة الخطيرة؛

*{وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا فِي قِرْطَاسٍ فَلَمَسُوهُ بِأَيْدِيهِمْ لَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَٰذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ}.

فمِن علاماتِ القافل أَنَّهُ لا يقتنع بالرَّأي الآخر حتى إِذا لمسَ الحقيقة والأَدلَّة والإِثباتات لمسَ اليدِ.

*{قَالُوا سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَوَعَظْتَ أَمْ لَمْ تَكُن مِّنَ الْوَاعِظِينَ}.

ومن علاماتهِ أَنَّهُ يُخبرُكَ بحُكمهِ السَّلبي على قناعاتِكَ ورفضهِ لحججكَ المنطقيَّة حتَّى قبلَ أَن تتحدَّث بها أَو تكتُب عنها!.

*{وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأَسْمَعَهُمْ ۖ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَّهُم مُّعْرِضُونَ}.

ومن علاماتهِ أَنَّهُ يرفُض الإِنصياع للحقيقةِ حتَّى إِذا سمِع كلام الله تعالى، وهو أَرقى الكلام وأَحكمهُ الذي ليسَ بعدهِ كلام! فهل تتوقَّع أَنَّهُ سيُغيِّر رأيهِ إِذا سمِعَ كلامكَ؟!.

*{وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَٰذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.

ومن علاماتِ [القافُل] أَنَّهُ يتمنَّى العذاب والمَوت على أَن يقبل بالحقيقةِ ويستسلِم للمنطقِ السَّليم والإِستنتاجِ الصَّحيح.

*{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا}.

ومن علاماتهِ أَنَّهُ إِذا أَحسَّ بأَنَّ ما سيسمعهُ منطِقٌ سليمٌ قد يتركَ أَثراً على عقلهِ وقناعاتهِ أَو طريقةِ تفكيرهِ تراهُ يهرب من الإِستماع إِلى القَول تارةً بأَن يضعَ إِصبَعهِ فيأُذنَيهِ وأُخرى يتكلَّم بصَوتٍ مُرتفع أَعلى من صَوتِ المُتحدِّث وثالثةً يشوِّش على كلامهِ بالإِستماعِ إِلى لَغوٍ [أَغنيةٍ مثلاً]! {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِلَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} ورابعةً بالإِستهزاء والإِستخفاف ليبدُو وكأَنَّهُ استمعَ للمُتحدِّث ولم يجد فيهِ شيئاً جديداً يستحقُّ الإِهتمام {وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰٓ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَقَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ ءَانِفًا ۚ أُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ طَبَعَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهْوَآءَهُمْ}.

*{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ* وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّىٰ يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ}.

وهذهِ قِمَّة الحالة، عندما يرفُض [القافُل] الإِيمان بالرَّأي أَو الفِكرة مهما استفرَغت من أَدِلَّة وبراهين وآيات!.

إِنَّهُ يرفض حتَّى الإِستماع للفكرةِ خَشيةَ أَن تترُك أَثراً ما على قناعاتهِ [الرَّاسخة والثَّابتة] {وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِ ءَايَٰتُنَا وَلَّىٰ مُسْتَكْبِرًا كَأَن لَّمْ يَسْمَعْهَا كَأَنَّ فِىٓ أُذُنَيْهِ وَقْرًا ۖ فَبَشِّرْهُبِعَذَابٍ أَلِيمٍ}.

*{وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا ۖ قَالُوا سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ۚ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُم بِهِ إِيمَانُكُمْ إِن كُنتُممُّؤْمِنِينَ}.

ويُجاهرُ [القافُل] [يُعاند] بحالتهِ وبكَونهِ بالفعل [قافُل[ ولا أَدري لِمن يتحدَّى بذلكَ؟! أَلا يدري أَنَّهُ يتحدَّى نفسهُ ويضحك على ذقنهِ؟! {وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ ۚ لَوْ كَانُوايَعْلَمُونَ}.

*{قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَىٰ مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ ۖ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ}.

ومن علاماتِ [القافُل] أَنَّهُ يُصِرُّ على رأيهِ متذرِّعاً بالإِيمانِ بالماضي حتَّى إِذا قدَّمتَ لهُ البدائِلَ والحلُول.

من الواجبِ أَن يعرِض كُلَّ واحدٍ فينا نفسهُ يوميّاً على هذهِ الآيات ليتأَكَّد بأَنَّهُ ليسَ من [القافلين].

{وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

٢٤ نيسان ٢٠٢١

لِلتَّواصُل؛

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar2

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here