نريد حواشنه منك يبن قاسم ، هاي حواشنه وهاي الحجج بيهه

(( نريد حواشنه منك يبن قاسم ، هاي حواشنه وهاي الحجج بيهه ))

لمناسبة شهر رمضان المبارك لابد أن نتذكر العظماء من الرجال الذين خدموا الشعب العراقي ونترحم عليهم ، الانسان عبد الكريم قاسم ، واحد من هؤلاء الافذاذ الذين يجب أن تدرس أفعاله وخطاباته وفترة حكمه، حادثه لابد أن اذكرها ليتعرف عليها الجيل الجديد من أبناء الكريعات الكرام ، والناس أجمعين لكي يطلعوا على أنسانية هذا الرجل المنصف ، خلال زيارتي الاخيره الى العراق وبينما كنت في بيت شقيقتي الكبيره أذ أخذنا الحديث عن ايام طفولتنا الجميله وعن زيارات الشهيد عبد الكريم قاسم المتكررة الى منطقة الكريعات ذكرتني شقيقتي بحادثة ( البيوت الموقوفه ) في الكريعات ( الزويه ) وكيف أن الطائفيين في العهد الملكي سجلوا منطقة زوية الكريعات على أنها منطقه ( موقوفه الى الشيخ عبد القادر الكيلاني ) بالرغم من أمتلاك أهالي المنطقه الى ( السندات ) الاصوليه الخاصه بالتمليك والصادره من الحكومات العثمانيه والعراقيه فيما بعد والتي أمتلك أكثر من واحده من تلك السندات والتي يشير تأريخها الى ماقبل 500 سنه ، ولكن كل هذا لم يشفع لنا وقد أرادوا أن يهجروا أبناء الكريعات وجعل تلك المنطقه خاصه للحكومات الطائفيه الماضيه نتيجة لموقعها الجميل والمميز ، ولكن ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ، لم تنفع مراجعة أجدادنا وأبائنا المتكرره الى الدوائر الحكوميه في العهد الملكي لرفع الحيف عن أبناء منطقة الكريعات ورفع ( الوقفيه ) التي فرضت على بيوتهم ومزارعهم ولم تنفع زيارات أهلنا الى المسؤولين في ذلك الوقت وأطلاعهم على الوثائق التي بحوزة الناس ، ظل ابناء الكريعات مهددين ومتخوفين على مستقبلهم ومستقبل أملاكهم وعوائلهم وهم مجهولي المصير لان الحكومات الطائفيه الماضيه كانت تهددهم بالترحيل بين مده وأخرى دون اي وجه حق سوى أنهم ( شيعه ) ويعيشون وسط الاعظميه ، بالرغم من أن العديد من أبناء الاعظميه الشرفاء في ذلك الوقت وقفوا مع المطالب المشروعه لاهالي الكريعات وذلك لعدة اسباب منها ، أن العديد منهم متصاهرين مع أهالي الكريعات بل وأن الاكثريه منهم مرتبطين عشائريا وتربطهم صلات قرابه متينه ، كل هذا لم يجدي نفعا حتى تفجرت ثورة الشعب العراقي في ١٤ تموز الاغر بقيادة الزعيم الشهيد الخالد عبد الكريم قاسم وأخذ يعيد الحق الى أهله ويتجول ليل نهار ليتفقد أبناء شعبه الذين أحبوه ولايزالوا كذلك وبينما هو يتفقد أبناء مدينة بغداد وأذا به يقوم بزيارة منطقة الكريعات وخرج الناس في تلك المنطقه عن بكرة ابيهم صغارهم وكبارهم وهم يرحبون بالزعيم عبد الكريم ، كان عمري حينها ست سنوات ، ولكني أذكرها وأعيش معها دائما لانها أيام جميلة حقاً ، وذكرتني شقيقتي بهوسه معروفه أخذت صداها وأخذ الناس المتجمهريين لتحية الزعيم يرددونها بكل قوه وباصوات عاليه نظرا للحيف والظلم الذي وقع عليهم نتيجه قرار ( وقفية أملاك زوية الكريعات في ذلك الزمن ) وألهوسه تقول ( نريد حواشنه منك يبن قاسم ، هاي حواشنه ، وهاي الحجج بيهه ) ولمن لايعرف تفسير هذه الهوسه من أبناء الجيل الجديد ، معنى الهوسه : نطالب بأعادة بيوتنا أذ لايزال البعض يسمي البيت حوش ، وابن قاسم المعني الرئيس عبد الكريم قاسم ، هاي حواشنه ، تأكيد على أن هذه البيوت هي بيوتنا ، وهاي الحجج بيهه ، أي أذا اردتم الحقيقه فهذه هي ( سندات التمليك الخاصه ببيوتنا ، فكيف يتم ( وقفيتها من قبل الحكومه الملكيه ) ، ولم أصل الى من هو الشخص الذي ( هوس بهذه الهوسه ) بالرغم من أنني تحريت عن الموضوع ولم أصل الى نتيجه فقسم من ( شياب الكريعات ) يقولون هي من هوسات المرحومه ( حليمه الوادي ) التي كانت مشهوره بمثل هذه الهوسات ، والقسم الاخر يقولون أن (المرحوم محمد القصاب الجبوري ) هو الذي أطلق هذه الهوسه التي أعادت الحق الى أهله ، وقسم يقولون ( محمد شحمه ) القصاب الذي كان لديه محل قرب بيت الشيخ شلال وهو المكان الذي وقف الزعيم عنده وأخذ يلتقي مع الناس والمرحوم محمد شحمه هو الذي ردد الهوسه ، المهم الله يرحم أول من ( هوس بها ) ومن ردد خلفه ، ترجل الزعيم الخالد من سيارته وهو يستمع الى هدير الاصوات وهي تردد هذه الهوسه ، واشار بيده الكريمه الى الناس بالهدوء لكي يعرف الحقيقه وطلب الاجتماع على الفور مع وجهاء المنطقه في ذلك الوقت فألتقى معهم في بيت الشيخ المرحوم شلال محمد الجبوري الذي وقف الزعيم بالمقابل من بيته ، وقد أنضم الى الاجتماع بالزعيم في بيتنا فيما بعد المرحوم عباس الحسن ، والمرحوم الشيخ حسن الاحمد ، والمرحوم قاسم حمود ، والمرحوم مسلم الطاهر ، والمرحوم ابراهيم حسون ، والمرحوم جواد الحسون ، وغيرهم كثير لايسعني ذكرهم ، وقد تفهم الزعيم القضيه وطلب من الاهالي في الكريعات الصبر لحين تسوية القضيه وقال أنني سأتدخل لاعادة حقوقكم ، وبعد أن تم جمع السندات من قبل لجنه شعبيه من الناس وترتيبها وتقديم طلب رسمي الى الزعيم عبد الكريم قاسم وتم مقابلته من قبل عدة أشخاص من أبناء الكريعات ووعدهم بحل القضيه خلال ايام ، الاشخاص الذين تمت مقابلتهم للزعيم عبد الكريم في عام 1960في وزارة الدفاع هم الشيخ المرحوم شلال محمد الجبوري ، المرحوم قاسم الحاج حمود ، المرحوم مسلم الطاهر ، المرحوم الشيخ حسن الاحمد ، والمرحوم جواد الحسون ، والمرحوم المختار الحاج زباله الحمود ، والمرحوم ابراهيم حسون ، وبعد مقابلتهم للزعيم كانت الناس تنتظر الخبر وكل أهالي الكريعات كانوا متجمعين في الشارع الرئيسي الذي كان غير مبلط ، فوصل الوفد الذي فاوض الزعيم الى المنطقه بحدود الساعه الثانيه بعد الظهر حيث تجمع الناس لسماع الخبر الخاص ببيوتهم ، وترجل الوفد من السياره التي كانت تقلهم الى وزارة الدفاع وكانت نوع ( دوج ) يمتلكها المرحوم علي الحسون ، وسط جموع الناس والكل يترقب الخبر ، فقال لهم أعضاء الوفد أن الزعيم وعدنا خيرا خلال الايام القادمه وسيقوم بدراسة الموضوع مع المختصين وسيأتي الى منطقة الكريعات ويبشركم هو بنفسه كما وعدنا ، وظل اهالي الكريعات يترقبون زيارة الزعيم وبعد أسبوع وفي يوم لم أذكره ولم تتذكره معي شقيقتي سمعنا اصوات هوسات وهتافات تردد بأعلى أصواتها ( كل الشعب وياك ياحامي الوطن ) وأذا بالزعيم عبد الكريم ومعه وزير الاوقاف أنذاك وترجل من سيارته ووقف في بداية منطقة الزويه أمام بيتنا بالضبط والله لازلت أذكر المكان الذي وقف فيه وتحدث بحديثه الذي ملئ القلوب حبا للعراق وله وقال أن بيوتكم لكم وأملاككم لكم والسندات القديمه هي سنداتكم وسيتم ألغاء القرار المجحف بحقكم الذي اعتبر الكريعات ( موقوفه ) فضجت الناس بالهتافات والتصفيق ، (( كل أرواحنا فدوه لابن قاسم )) ، وبعدها تم تبليط شارع الكريعات الرئيسي وبناء مستشفى ومدرسه ومركز بلدي ، والذي لعب الدور الكبير ببنائها في ذلك الوقت المرحوم الشيخ محمد علي ابو نايله ، ولكن هل أنتهت قضية ( تمليك البيوت في الكريعات ) الى الاهالي هذا ما سأكتبه في الحلقه القادمه أنشاء الله ….

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here