أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ الثَّامِنَةُ (١٤)

أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ

السَّنةُ الثَّامِنَةُ

(١٤)

نـــــــــــــــــــــــزار حيدر

{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ}.

يلزمنا جميعاً أَن نتعاونَ للقضاءِ على ظاهرةِ [القافلُون] في المُجتمعِ، لأَنَّها تخلق الأَرضيَّة المُناسِبة والحواضِن الدافِئة لثلاثةِ أَمراضٍ خطيرةٍ تُدمِّر المُجتمع أَلا وهيَ[الصَّنميَّة والتزمُّت (إِلغاء الآخر) والإِرهاب الفكري].

والفِكر والثَّقافة والتَّعليم هي الأَسلِحة المُناسِبة في هذه المعركةِ، أَمَّا العُنف والإِكراه فمردُودهُ عكسيُّ عادةً.

لماذا؟! وكيفَ؟! وما الحلُّ مع [القافلين]؟!.

أ/ [القافِلون] أَحد إِثنَين، فإِذا أَردنا أَن نُبرِّر لهُم حالتهُم ونُحسن الظَّن بهِم نقولُ {ذَٰلِكَ مَبْلَغُهُم مِّنَ ٱلْعِلْمِ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِۦ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ ٱهْتَدَىٰ}.

إِن شاءَ الله سيقرأُون ويتعلَّمُون ويُغيِّرون حالهُم نحوَ الأَفضل والأَحسن.

أَمَّا إِذا أَردنا أَن نُسيء الظَّن بهِم، وهيَ الحالة الشَّائعة اليَوم للأَسف، فنقولُ أَنَّهم مُستفيدُون من [القائِد الضَّرورة] مثلاً و [الزَّعيم الأَوحد] و [العِجلِ السَّمين] الفاسِدوالفاشِل، فهُم إِمَّا من حزبهِ أَو من جماعةِ [الدَّمج] أَو من ذيولهِ وأَبواقهِ! أَو أَنَّهم من الَّذينَ تبوَّءوا مَوقِعاً لا يستحِقُّونهُ وذلكَ فقط بسببِ ولائهِم له!.

هذا النَّوع من [القافلِين] لا يُمكنهُم أَن يُغيِّروا طبيعَتهم لأَنَّ أَيَّ تغييرٍ في حالهِم [ولا أَقُولُ في قناعاتهِم] سيخسرُونَ بسببهِ الكثير من المكانةِ والإِمتيازات.

هؤُلاء هُم الفِئة الخطيرة التي تنتشر في وسائلِ التَّواصل الإِجتماعي للرَّدِّ على الأَفكار السَّليمة والمنطقِ العقلاني والآراء الحصيفة.

هؤُلاء موظَّفون في شبكاتِ [الذُّبابُ الإِليكترُوني] ليُحلِّلوا [لُقمتهُم].

وهُم يوظِّفُون المُقدَّس لإِطلاق النَّار على الرَّأي الآخر، فإِذا قُلت {لا إِلهَ} قاطعُوك ليتَّهمُوكَ بالكُفر، وإِذا أَبديتَ رأياً في موضوعٍ نقلُوا نِصفهُ وتركُوا النِّصف الآخر أَو أَخفَوهُليتَّهِمُوكَ بالزَّندقةِ أَو العمالةِ وهكذا.

هؤُلاء هُم أَنفُسهُم الَّذين اتَّهمُوا أَميرَ المُؤمنِينَ (ع) بالكُفرِ، ولَو عادت عقاربِ السَّاعةِ إِلى الوراءِ لما تردَّدوا في إِتِّهامهِ ثانيةً وثالثةً ورابعةً! ليرُدَّ (ع) عليهُم {أَبَعْدَ إِيمَانِي بِاللَّهِوَجِهَادِي مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (ص) أَشْهَدُ عَلَى نَفْسِي بِالْكُفْرِ لَقَدْ ضَلَلْتُ إِذاً وَما أَنَا مِنَ الْمُهْتَدِينَ}.

هذهِ الفِئة مُجنَّدة للردِّ على الرَّأي الآخر بالمُقدَّسات المُزيَّفة والخطُوط الحمراء التي ما أَنزلَ الله تعالى بِها من سُلطانٍ! فقط لحمايةِ الفاسدينَ والفاشلينَ! على اعتبارِ أَنَّالنَّاس بشَكلٍ عامٍّ تخشى التَّعامُل معَ من يتجاوز [المُقدَّسات والخُطُوط الحَمراء] حتَّى إِذا كانُوا يجهلونَها ويجهلُونَ حدودِها! فكم من النَّاسِ يُحقِّقونَ ويبحثُونَ فيمصداقيَّتها؟!.

فلقد سأَلَ القاضي قاتل أَحد المُفكِّرينَ عن سببِ قتلهِ لهُ؟! أَجابَ؛ إِنَّهُ كافر! فسأَلهُ القاضي؛ وهل قرأتَ كُتُبهُ فاكتشفتَ أَنَّهُ كافرٌ لتقتُلهُ؟! ردَّ عليهِ القاتل؛ لا؛ فأَنا أُمِّي لا أَقرأولا أَكتُب!.

كما أَنَّ [القافُل] يستخدم أُسلوب الخَلط بين العناوين والمفاهيم لتضليلِ المُغفَّلين والتصيُّد بالماءِ العكِر لتجييشهِم ضدَّ صاحب الرَّأي الآخر، أَو على الأَقلِّ لإِثارةِ الفتنةِ{فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ}.

ومن أَشهر نماذج ذلكَ هو الخلط بين [الميليشيات] و [الحشد الشَّعبي]! فالقافِلُونَ يعرفُون جيِّداً أَنَّ الفارق بينهُما كبُعدِ السَّماءِ عن الأَرضِ! لكنَّهُم يوظِّفُون هذا الخَلطلتجييشِ السذَّج والبُسطاء والمُغفَّلين الذين لا يُميِّزُون بينَ النَّاقةِ والجَمل!.

وعندما يفشل [القافلُون] في التَّأثير على المُصلحين بكلِّ وسائلهِم الدَّنيئة وأَدواتهِم الوضيعة وأَساليبهِم القذِرة، يُطالبُونَ بإِخراجهِم من مجمُوعات التَّواصل الإِجتماعي!.

يقولُ تعالى {فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ ۖ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ}.

وقَولهُم {قَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يَا شُعَيْبُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَا أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا ۚ قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ}.

٢٥ نيسان ٢٠٢١

لِلتَّواصُل؛

‏Telegram CH; https://t.me/NHIRAQ

‏Face Book: Nazar Haidar

‏Skype: live:nahaidar

‏Twitter: @NazarHaidar2

‏WhatsApp, Telegram & Viber: + 1(804) 837-3920

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here