يوم القدس، عمق شعبي أم حراك سياسي؟

يوم القدس، عمق شعبي أم حراك سياسي؟

صلاح التكمه جي

كلما أقترب يوم القدس في العراق، تقترب معه أسئلة كثيرة تتبادر الى الذهن؟
بماذا يختلف أحياء يوم القدس العالمي في العراق عن أحياءه في دول المنطقة و العالم ؟

لماذا أصبح أحياء يوم القدس في اليمن ثقافة شعبية، تحي ذكراه الملايين رغم ظروف الحرب الصعبة هناك؟

هل أصبح يوم القدس ثقافة شعبية تعكس حقيقة التهديد الوجودي الاسرائيلي للمجتمع البابلي؟
أم أنه لازال هو في نظر الشارع العراقي تحرك أستعراضي يعكس توجه سياسي ينافس على صراع السلطة في العراق؟
اذا كان هكذا، فما أهمية يوم القدس العالمي، هل اهميته بتحركه الاستعراضي أم أهميته بأن يشكل لقاح يحصن المجتمع العراقي من آثار التهديد العقائدي الصهيوني لبابل و آشور و أمير الشرق المستقبلي الذي يترقب ظهوره التيار الانجيلوصهيوني؟

نعم فلنعترف و بمراجعة لذات.
ان الشهيد السيد حسين الحوثي أستطاع بالتربية القرانية لشعب اليمن ان يحول معرفة العدو القرانية و خصوصا اتجاه فساد المجتمع الاسرائيلي الى مظهر رباني يتجسد في الاحتفاء بيوم القدس كثقافة جماهيرية مليونية لشعب اليمن يستوحي منه مبادئ اليقضة و البصيرة لمواجهة العدو الحقيقي للأمة؟

أما في العراق فلنعترف و بصوت عال ان يوم القدس ماهو الا نشاط سياسي لم يعطي جرعة البصيرة لمواجهة الخطر الاسرائيلي.
لماذا لانه لم يتحول الى ثقافة شعبية للشعب العراقي كما هو في اليمن.
لهذا اصبح العراق أرض خصبة للمخطط العقائدي الاسرائيلي و جعله بلد يسكنه الفئران (كما تبشر به الروايات التلمودية) بعد ان تنخر فيه أزمات الحروب و الفتن و الفوضى و مشاريع التقسيم و التخريب الاقتصادي.

أذن كيف نحول يوم القدس العالمي الى ثقافة شعبية عراقية تنعكس كتظاهرة بصيرة مليونية، يكون لها الاثر الكبير في مواجهة التهديد التاريخي الصهيوني للمجتمع العراقي، هذا لن يحدث الا بالخطوات التالية :

اولا :كشف حقيقة العداء الديني العقائدي الاسرائيلي للمجتمع العراقي ،هذا العداء الذي يستبطن خزين معلوماتي تلمودي يهدف الى تدمير العراق و جعله بلد خرب ، هذا العداء الاسرائيلي يجب تحويله الى ثقافة شعبية تحفز المجتمع العراقي ضد الخطر الصهيوني.

ثانيا:بلاشك ان المجتمع العراقي بكافة مكوناته لديه رصيد تاريخي يعكس غيرة الشعب العراقي و شجاعته في مواجهة السرطان الاسرئيلي، هذا الرصيد التاريخي يجب تحويله الى ثقافة شعبية ينعكس بتظاهرة مليونية في يوم القدس العالمي

ثالثا: هناك خزين متراكم من مواقف المرجعية اتجاه المخطط التخريبي الصهيوني و لعل اخرها كلمة الامام السيستاتي امام بابا فرانسيس عندما حذر من مخطط القوى العظمى الغير متعقلة في صناعة الحروب و الفوضى و الحصار على شعوب المنطقة و بالخصوص الشعب الفلسطيني المحتل

مواقف المرجعية اتجاه المخطط التخريبي الاسرائيلي يجب تحويلها الى استجابة شعبية مليونية كأستجابة الشعب العراقي لفتوى جهاد الكفائي.
يوم القدس الرباني يجب ان يتحول لوجود مليوني عراقي كيوم الاربعين الحسيني ، و بلاشك أن تحقق، سيكون أنذاك يوم من أيام الله، يبشر بعهد جديد للعراق، تكون فيه ارض علي و الحسين هي ارض الغيرة في نصرة المظلوم لتستحق ان تكون هذه الأرض عاصمة العدل الالهي.

صلاح التكمه جي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here