“داعش” يستغل ضعف الجهد الاستخباري ومناطق الفراغ الأمني بين قوات الإقليم وبغداد لشن هجماته الأخيرة

“داعش” يستغل ضعف الجهد الاستخباري ومناطق الفراغ الأمني بين قوات الإقليم وبغداد لشن هجماته الأخيرة

محمد وذاح

تشهد العاصمة بغداد ومناطق ديالى وكركوك شمال وشرق البلاد، خروقات أمنية متكررة كان آخرها فجر أمس السبت، حين نفذ عناصر داعش هجوماً أسفر عن استشهاد ثلاثة من مقاتلي البيشمركة وأوقع جريحين آخرين، وذلك في مرتفعات قضاء الدبس في محافظة كركوك.

وجاء الهجوم على البيشمركة بالتزامن مع هجومين آخرين على الشرطة الاتحادية جنوب غرب كركوك، في وقت أسفر انفجار عبوة ناسفة على دورية للجيش العراقي، عن استشهاد عدد من الضباط في قضاء الطارمية شمالي بغداد.

ولم تكن محافظة ديالى بمأمن عن تلك الخروقات الأمنية، فقد أصيب عدد من عناصر الحشد الشعبي بتعرض لداعش في محافظة ديالى.

بحاجة لدعم استخباراتي

وتعليقاً على الخروقات الأمنية الأخيرة، أعتبر رئيس تجمع السند الوطني، أحمد الأسدي، أن الهجمات الأخيرة التي خلفت عشرات الشهداء والجرحى في الطارمية وغيرها تستدعي استنفارا لأجهزتنا الاستخبارية والقوات المسلحة.

لافتا إلى أن تلك الخروقات تؤكد أن استمرار دعم وتجهيز وتدريب الحشد والقوات الأمنية أفضل من أي عروض خارجية ستؤدي إلى ارتهان السيادة وقرارها الوطني.

وفي هذا الإطار، يرى مراقبون أن العراق لا يزال بحاجة إلى دعم قوات التحالف للتخلص من خلايا وعصابات داعش الإرهابية التي تشن هجماتها على قرى المناطق المتنازع عليها.

ويقول المحلل السياسي عباس العرداوي، إن العراق لا يحتاج إلى قوة قتالية من قبل التحالف الدولي، وإنما يحتاج إلى دعم استخباري وأمني.

وأضاف العرداوي، أن تنظيم داعش الإرهابي يحاول إعادة تموضعه في بعض الثغرات لتعزيز وجوده عبر نصب سيطرات وهمية وأخذ الإتاوات من الناس والاعتداء عليهم وخطفهم.

وأشار العرداوي إلى أن الخلل في المناطق المتنازع عليها يكمن في عدم وجود تعاون أمني بين بغداد وأربيل، لأن الإقليم لديه تقدم أمني في هذه المناطق الجغرافية، وهناك منع لعودة البيشمركة لهذه المناطق، ولذلك تستغل العصابات الإرهابية هذا الفراغ.

وأكد العرداوي على ضرورة وجود التنسيق والتعاون بين الأجهزة الأمنية بالإضافة إلى تفعيل الأوامر القضائية وتنفيذ قرارات الإعدام لإيصال رسالة إلى الإرهابيين بعدم وجود تهاون بحق من يرتكب الجرائم الإرهابية.

استغلال مناطق الفراغ الأمني

الهجمات الأخيرة التي شنها تنظمي داعش خاصة في مدينة كركوك، انطلقت من مناطق الفراغ الأمني بين القوات الأمنية الاتحادية وقوات البيشمركة الكردية، والتي مثلت مناطق رخوة لانطلاق عمليات داعش العسكرية تجاه القوات الأمنية والمدنيين في تلك المناطق، وفق ما يراه، مسؤول محور غرب كركوك في قوات البيشمركة نوري حمت علي.

وقال حمت علي إن الفراغ الأمني الحاصل في المناطق الواقعة بين قوات البيشمركة والقوات العراقية باتت مشكلة يستفاد منها تنظيم داعش، مشدداً على أن بقاء الوضع على ما هو عليه وعدم ملء هذا الفراغ سيزيد من خطر التنظيم الإرهابي كثيراً.

وحمل حمت علي الحكومة الاتحادية مسؤولية عدم تنفيذ الاتفاقيات الأمنية بينها وإقليم كوردستان ما يلحق أضرار فادحة بهذه المناطق والخطوط المشتركة بين قوات البيشمركة والجيش العراقي، لافتاً إلى أنه لو تم تنفيذ هذه الاتفاقيات لما كان الوضع قد وصل إلى ما هو عليه الآن.

وشدد مسؤول محور غرب كركوك حمت علي، على ضرورة إسراع أربيل وبغداد في وضع آلية مشتركة لإدارة مناطق الفراغ الأمني وعدم السماح بأي تحرك لإرهابيي داعش فيها، مردفاً بالقول إن المخاطر لم تعد تقتصر على مناطق الفراغ الأمني بل إنها باتت جدّية على كركوك ومناطق أخرى أيضا.

يشار إلى أنه على الرغم من هزيمة تنظيم داعش الذي بسط سيطرته على أراضٍ شاسعة على مدى سنوات في العراق وسوريا، إلا أن بقاياه لا تزال تنفذ عمليات إرهابية في بعض المناطق العراقية وفي البادية السورية، بشكل متكرر.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here