رسالة مفتوحة الى السيد رئيس الولايات المتحدة الامريكية جو بايدن

سيدي الرئيس 
لقد تم احتلال العراق من قبل الولايات المتحدة الامريكية تحت شعار التحرير . وقد كنا نتمنى من بلدكم المتحضر الذي يروج للديموقراطية ان يقدم لنا نموذجا يحتذى به في الحرية وحقوق الانسان .  لا ان يتم تسليم مقدرات العراق وشعبه الاصيل ذو التاريخ العريق الى دولة اقليمية يحكمها الملالي وتتبع منهج سياسي اوتوقراطي غاية بالتخلف . فهل كان الغرض من الاحتلال اعادة العراق الى عصر ماقبل الصناعة حسبما هدد به جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكي الاسبق ام تخليص العراق من الديكتاتورية حسبما صرح به جورج بوش الابن . واذا كان كذلك فهل حكومة الملالي في طهران متحضرة او ديموقراطية حتى تطلق يديها في العراق ارض السواد . وهل تستقيم الديموقراطية مع انتشار الميليشيات المسلحة في الشوارع .
  ان القوات الامريكية التي عادت الى العراق ثانية لتخليصه من عصابات داعش المجرمة ، قامت بتسليمه الى ميليشيات لاتختلف عن داعش في تخلفها وسلوكها المتوحش في القتل والاختطاف . وقد فرضت ممارسات القرون الوسطى على بلد كان مشعلا للثقافة والفن والادب . وجاءت تحت غطاء الدين لتزرع مفاهيم متخلفة وافكارا غريبة عن المجتمع العراقي .
ان الولايات المتحدة الامريكية بفعلتها هذه تسجل  انتكاسة حضارية لايمكن للجنس البشري ان ينساها لمئات السنين .
ويبدو ان الاعمال والسلوكيات التي تمارسها امريكا في العراق قد جاءت لمعاقبة الشعب العراقي وليس لتخليصه من الدكتاتورية ، او تقديم يد المساعدة له للخروج الى فضاءات الحرية التي يتمتع بها العالم المتمدن .

نقولها بصراحة سيادة الرئيس ان كانت امريكا عاجزة عن تخليص الشعب العراقي من الحكم الفاسد الموالي لولي الفقيه في طهران ، فان شبابه وشيوخه قادرون على تحقيق الاستقلال الناجز لهذا البلد ، لو تكفوا ايديكم عن مساندة هذه الطغمة المتخلفة الحاكمة . ومازلتم تتفرجون على مشاهد القتل والاختطاف والتغييب لنشطاء لاذنب لهم الا الرغبة في التحرر والتمدن ، وهم يطمحون في ديموقاطية حقيقية لا انتخابات مزيفة وحكومات ثيوقراطية لاهم لها الا السرقة والنهب . فهل هذا هو المشروع الامريكي الذي بشرتم به ، ام انه الشرق الاوسط الجديد الذي تنادون به .
اننا لانرى في مثل هذه المشاريع الا حرمان الشعب العراقي من التعليم والعيش الكريم بدلا من النهوض به ليساهم في نشر مبادئ العدالة والسلم العالمي وتحقيق شعار الحرية لكل البشرية على اختلاف دياناتهم وعقائدهم والوانهم وثقافاتهم .
اننا لانطالبكم سيادة الرئيس في الدخول في حروب جديدة لاننا سئمنا منها ، ولكننا نطالبكم بتصحيح الاخطاء التي وقعت فيها الولايات المتحدة وان تساندوا الشعب العراقي في المحافل الدولية والامم المتحدة للخروج من المازق الذي زج به عنوة ومن دون سبب مبرر . ولتحقيق مبادئ العدالة والسلام لكل الشعوب ومنها الشعب العراقي الذي يليق به حكم عادل وديموقراطي يكون مصدر تنوير واشعاع في المنطقة وفي العالم اجمع .
مع خالص التقدير 
ادهم ابراهيم

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here