عربدة الولائيين وسكرة القوة العمياء المنتشية !!

بقلم مهدي قاسم

بعد سقوط النظام السابق والتغيير السياسي الكبير والمؤدي إلى”الفوضى الخلاقة ــ حسب التعبير الأمريكي بعد غزوهم للعراق ــ وتسليط أتباع النظام الإيراني على السلطة في العراق برزت في العراق فئتان سياسيتان  ” شيعيتان” الأولى وهي الأكثرية تميزت بالاعتدال والروح الوطنية  والعراقية العامة و  المعتادة ، بينما الفئة الثانية تميزت  بانتمائها الإيراني قولا وفعلا ، إلى حد ، كرست نفسها  ــ حصريا ــ  للدفاع  عن المصالح الإيرانية العليا في العراق ، بالطبع ، مع  تبعية ولائية علنية مطلقة توجيها و طاعة عمياء ، وأن كانت الروح الارتزاقية الذليلة والرخيصة هي دافع أساسي لمثل هذا الولاء أولا..

إلا أن الإشكالية  التي ظهرت الى السطح بشكل فج و فظ مع هذه الفئة الولائية لا تقتصر على هذا الولاء والمطلق و التبعية العمياء  والدفاع المستميت فقط  عن النظام الإيراني وإنما جاوزتها إلى  إفراط في غلو وتطرف  بل و هوس شديد وصل لحد  هستيريا في أشكال تعبير وأصناف إعلان عن هذا الولاء والتبعية ، سواء  في إطلاق الصواريخ  ــ بشكل شبه يومي ــ أو وضع و  نصب صور قادة النظام الإيراني على منصات وواجهات جسور وبنايات عالية  في مناطق عديدة سواء في العاصمة بغداد أو غيرها من مناطق الوسط و الجنوب في أكبر  تحد للمشاعر الوطنية عند العراقيين ..

وبما أنهم باتوا ” سكارى ”  و منتشين من شدة القوة المدججة التي في حوزتهم ، من حيث تجعلهم في وضع تفوقي على غيرهم ممن لا يمتلكون القوة المشابهة فبدأوا يتطاولون على مشاعر وطنية وعقائدية لمكوّنات أخرى من خلال نصب أو وضع صور لقادة النظام الإيراني في مناطقهم استفزازا  واضحا وإثارة فتنة طائفية خطيرة ، وما كانت ” فتنة الأعظمية ” إلا دليلا على هذا التطرف والغلو و سكرة القوة  المنتشية والعمياء الخطيرة..

يبقى أن نقول أن أفرادا كثيرين من هذه الفئة الولائية ” العراقية ” المتأرنة ــ يتصفون عادة بالجبن ،  في حالة إذا أصبحوا  فجأة في وضع ضعيف و بائس وهزيل فتراهم يتوسلون و يتذللون ، ولكن ما أن ينقلب الوضع على عكس من ذلك ويصبحون في موقع قوة حتى يتحولون إلى بلطجية مسعورين ..

ازالة صورة لقادة ايرانيين من اكبر احياء السنة في بغداد

*هامش ذات صلة :

“إيلاف” من لندن : تمكنت أوامر اصدرها رئيس الوزراء العراقي من وأد فتنة طائفية في بغداد اثر رفع عناصر مليشياوية موالية لايران صورة كبيرة لخامنئي وخميني وسليماني في اكبر الاحياء السنية في العاصمة وذلك بتوجيهه بازالتها.. فيما وجهت جبهة الانقاذ والتنمية اتهامات لهيئة شيعية بالاستيلاء على جوامع ومدارس للوقف السني في مدينة سامراء.

فقد وجه الكاظمي جهاز امن الحشد الشعبي ليل الاربعاء بإزالة لافتة كبيرة في منطقة الاعظمية اكبر احياء بغداد السنية عليها صور المرشد الايراني علي خامنئي وسلفه الخميني اضافة الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس واللذين قتلا بغارة لطائرة اميركية مسيرة قرب مطار بغداد الدولي مطلع عام 2020 حيث كانت قد رفعتها عناصر في مليشيات عراقية موالية لايران أمام مرقد ابو حنيفة النعمان قبل ذلك بساعات.

وقال مصدر عراقي في المنطقة لـ”ايلاف” الخميس ان شبانا من الحي كانوا قد تجمعوا امام مكان رفع اللافتة بهدف ازالتها بالقوة وهو امر كان سيفجر فتنة طائفية خطيرة في العاصمة لولا مبادرة الكاظمي بالامر بازالتها حيث تم رفع مكانها اعلان تظهر فيه فتاة تروج لشركة اتصالات عراقية.

واشار الى ان وجهاء في الحي تلقوا اتصالا من رئيس الوزراء ابلغهم فيه باصداره اوامر عاجلة بازالة اللافنة وتهدئة سكان الحي ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here