ألطبابة آلكونيّة أو أسفار ألرّوح؛ ألبناء آلفكريّ أوّلاً:

قد يكون الأنسان إستاذاً أو متخصصاً في علم من العلوم ؛ لكن لا يمكن أن يكون منتجاً للفكر ثمّ فيلسوفاً كونيّاً أو عارفاً حكيماً(1) من دون المعرفة الكونية التي يحصل عليها بآلقراءة و البحث و المطالعة و التفكّر العميق و خوص التجارب مقروناً بآلتقوى لإنتاج العلم من منابعه و هي ألذاتية و آلتربية و التعليم و الأعلام الذي يشرف و يؤثر عليه ماهيّة النظام ألأجتماعي ألحاكم و بآلتالي لا يُمكن للأنسان بناء القواعد الفكريّة ألكونيّة كمقدمات لتفعيل دور الخيال لأنتاج العلم و تفعيله عبر البرامج و السياسات التي نبني بهاالحضارة و المدنيّة؛
ما لم يكن بشرطها و شروطها و النظام العادل من أهم شروطها, لذا تقوية و تفعيل دور الخيال, الذي يتغذى من خلال آلبصيرة أو العقل الباطن؛ هو آلأهم في وجود الأنسان و سعادة المجتمع!
 فكيف نبني ألفكر أوّلاً ؟
و ما آلموانع التي تُضعف ألفكر ثانياً؟
و ما آلفرق بين آلفكر و آلرّؤيا و آلخيال ثالثاً؟
و إليكم كيفية بناء الفكر أولاً :
بداية .. يجب التفريق بين الفكر و الخيال .. لنكون على دراية بذلك لبحث و تركيز العلاج الكونيّ ليس فقط للشفاء من الأمراض الرّوحيّة و النفسيّة و الجّسديّة ؛ بل للأنتاج العلميّ و لبناء الحضارة و المدنية أيضاً.
يعتقد البعض غالباً ما بسبب الخلط و التشابه الظاهر بينهما ؛ بأنّ (الفكر) يُقابل (الخيال), و هذا ليس صحيحاً, بل هناك زاوية فنيّة تُحدّد المعنى و المسافة و الوظيفة بينهما, و يجب أن يكون مفهوماً مع الاختلاف, و يشير الفكر إلى الانطباع العقليّ أو العملية العقليّة التي لا تزال تحدث ما لم يتمّ التحكم فيها, من ناحية أخرى الخيال هو التفكير الطوعي الذي يتمّ بَذلَهُ من قِبل مُحاولهِ الذي عليه أن يبذل جُهداً كبيراً لتخيّل ألأشياء, إما جبراً أو تفويضاً و بسلاسة, و يُمكن القول بأنّ (ألخيال) هو التفكير القويّ المركّز بعد تجميع جزئيات الأفكار إلى قوالب و نظم و مناهج خياليّة, و كما يتمثّل في خيال شخص إعتقد بقوة أنه يطير في السماء, أو كآلتي إعتقدت بأنها تعيش في قصر كبير, أو كآلمهندس الذي يتصوّر بناء مجمع سكني أو مستشفى نتيجة المقدمات الفكرية التي جمعها, المهم  ألظاهر هو أن نلاحظ أن الخيال يجب أن ينتهي لنهايته في وقت ما بنتاج عملي يظهر على سلوك أو عمل أو إنتاج أو بناء معيّن.
الأفكار تحدث و تتراكم و تستمر قبل ولادة الجنين و فترة الحمل و حتى إكتمال النمو بعد الولادة و تتم السيطرة عليها – الأفكار – تماماً من خلال التخيّل الذي يعكسه صاحبه لفعل أو مظهر أو سلوك إو إنجاز أمرٍ مّا.
لهذا نرى آلحكماء دائماً يبذلون قصارى جهدهم للسّيطرة على أفكارهم و تقويتها و إستقامتها لتحويل مجرد الفكر (الفكرة) إلى محيط الخيال الخصب ليظهر و يُخلق كواقع نستفيد منه في نهاية المطاف بشكل عملي بعد تحويل النظريّة إلى إنتاج علمي ثم لعمل إيجابي يُفيد البشرية جمعاء.
و قد يكون التفكير أو مقدمات التفكير مبنيّاً على أسس خاطئة و غير عادلة أو إنسانيّة؛ و في هذا الحال يكون الناتج سلبياً بعكس الأول .. لينتهي بصاحبه إلى الفساد و القتل و العنف و الشقاء و الوباء, لهذا نؤكد على البناء الفكري أوّلاً, و يبدأ قبل ولادة الأنسان في الرحم و في مرحلة الحمل ثم الولادة حتى نشأة الطفل  التي يجب أن تكون على ثلاث مراحل؛
في السنوات (ألسّبع الأولى) يجب أن يكون فيه الطفل كآلملك يحكم ويفعل ما يشاء و تعطى له الحريّة الكاملة مع حفظ سلامته يرافقه تعليم الأولويات و أسماء الأشياء و هي مرحلة (الروضة).
في السّنوات (السّبع الثانيّة)؛ يكون فيه تلميذاً يتعلّم من المعلمين و المربيين و الأبوين خصوصاً قوانين الحياة الأساسية في التعامل و العشرة و الآداب و غيرها.
في السنوات (ألسبعة الثالثة) يكون فيه وزيراً يُكلّف ببعض الصلاحيات لأنجاز أعمال خاصة بشؤون العائلة و المحيط برعاية و هداية الأبوين و المربيين ليخوض التجارب, و يكتمل عنده الأسس الفكريّة لدخول المجتمع.
كيف نبني ألفكر أوّلاً:
في البناء العادي الذي نستخدم فيه الطابوق و الطين و الأسمنت و الجص و الحديد و الألمنيوم ؛ هناك مسألة هامّة يلتفت لها بعض الأذكياء ألمُرفّهين ألميسورين و من البداية قبل و أثناء بناء الأساس (Basis) و هو وضع مُضادات كيمياوية و سموم قاتلة للديدان و آلحشرات الضارة و (العث) مع طلاء الأساس بالقير و مواد بلاستيكية مقاومة لحمايته من النخر و الحفر و الدمار و الرطوبة و التكلسات المحتملة بمرور الزمن, و هذه الأحترازات و إن كانت مكلفة قليلاً .. من شأنها إدامة و حفظ عمر البناء لأكثر من قرن كإستندارد و كحدّ أعلى لعمر البناء وهو مستخدم الآن في أكثر بلاد العالم التي تتبع قوانين العلم, و صاحبه – أي الباني – لا يبدل مثل هذا البيت (البناء) ألمُحصّن حتى بـ (آلبنتاكون), لعلمه بتفاصيل الأساس و البناء و الديكورات الجميلة التي أختارها, فيستمر معه و يعيش فيه كل العمر.
هذا الامر يصحّ أيضا في البناء الفكري إلى حدّ بعيد, أي بناء ثقافة مركزة في ضمير الأنسان و عقله الباطن, فكلما كان البناء محصّناً بآلبراهين و مقاوماً؛ كلما كان صاحبه أبعد مدى و نظر, و بآلتالي مركزاً للخير و العطاء و الأنتاج العلمي الذي هو أعلى و أرقى منتوج, لذا يجب أن نراعيه حين نريد بناء عقول أبنائنا الذين هم أنفسنا و هذه أكبر و أكثر صعوبة و حساسية و إرهاقاً من البناء المدني و العمراني و التكنولوجي .. لان التعامل مع الفكر ليس شأن الجّميع و لا يشبه التعامل مع الحجر و الحديد و الحساب و التكنولوجيا التي تحددها معادلات و قواعد محدودة و معلومة!
كيف نبني و نتعامل مع ألفكر ليكون منطلقا للسّعادة؟
هناك طبقة خاصة مِمّن أحَبّهم الله – و هذا بحدّ ذاته سرّ و كرامة بين (العاشق و المعشوق) لا يصلها و لا يعرف كنهها و قوانينها و كيفية خوضها حتى الأكاديميون و آلعلماء و المراجع ناهيك عن العوام – و العرفاء وحدهم و بعد عبورهم مرحلة الأجتهاد و الفتوى و ما إلى ذلك؛ وحدهم يعرفون سرّ ذلك و مسالكها بسبب الفيض الكونيّ الذي يلازم الأخلاص ثمّ التسديد الإلهي الذي يتحقق بعد تحقق العشق في وجودهم فيراعونها و يواضبون عليها لأنهم يعرفون قيمتها و دورها و عاقبتها في سعادة الأنسان, لذلك فإن هذا المقال يعني أؤلئك الذين يعرفون قيمة الوجود و العلم و الفلسفة و العرفان و الفرق بينهما .. أيّ الفرق بين (العلم و الثقافة) عموماً, و بين (العلم و الفلسفة) من جهة, و بينها جمعياً و بين (العرفان و الحكممة) من الجهة الأخرى, و قبل هذا كلّه قيمة و معنى (الحُبّ) و دور و قوانين الجّمال الذي بدونه نفقد التقييم و بآلتالي تفقد الحياة معناها و عمقها و فلسفتها, حيث يُمكنهم مطالعة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزية) التي هي أمّ الفلسفة و ختامها و بآلتالي العلوم المرتبطة للوقوف على حقيقة ذلك .. بعد كشف تفاصيل هذا الامر الأعظم ودوره في الوجود لتعلقه بسعادة الانسان و مصيره و عاقبته و سبب آلخلق أساساً.
فما المطلوب قبل البدء بآلبناء الفكريّ – ألكونيّ ليس بواسطة العقل الظاهر فقط – لأنّه ليس أكثر من وعاء ظاهري بدائي تعمل مع الحواس الظاهرية الأخرى لتحديد الحساب و الكتاب لوجود الأنسان؛ بل بواسطة العقل الباطن ألذي يمثل أساس حقيقة الأنسان .. لكن هذا العقل الباطن ألذي يسمّيه البعض بـ (ألوجدان) أيضاً, هو أسّ الأساسات و حاضنة و مُختبر معقد لكل السلوك و النتاجات العلمية التي تتداخل معها علم (الكَوانتوم), و لهذا قلنا؛
(ليست حقيقة الأنسان بما يظهره لك .. بل بما يضمره و لا يستطيع إظهاره, لهذا لو أردت أن تعرفه, فلا تصغ لما يقوله؛ بل لما لا يقول .. أو بما لا يستطيع إظهاره).
كما نُحذّر من خلط الفكر بمواد و مبادئ فاسدة في ذلك المختبر كي لا تُفسد النتائج, و يتحقق البناء على أساس سليم.
ففي البناء العادي الماديّ كما أشرنا آنفاً نضع السموم و المضادات و القير و الموانع الصناعية أحياناً لحماية و منع الحشرات و الرطوبة و غيرها من تدمير أساس البناء و فاعليته و تعريض سلامته للخطر و الهدم .. ذلك الأساس يُعادله في البناء الفكري – العقليّ الباطنيّ؛ ألجمال و ألطهارة و النيّة و العقل الأيجابي و القلب المطهّر من الأدران و الأفكار التي تمنع القوى الشّيطانيّة و أبوابها الرئيسيّة التي هي (الدولار) و ( الجنس) من تسميمها حث تدور حول الأنسان على الدوام كل ثانيتين لتحريفه عن مساره, و هذا حال أكثر – إن لم نقل كلّ البشر حتى الذين يحاولون الأنتقال بملل من الحالة البشريّة للحالة الأنسانيّة الأرقى بعض الشيئ – خصوصا في أجواء بلادنا, فحين يكبر آلشّخص و يصل مرحلة الجامعة و تحمل المسؤوليات تراهُ مشحوناً و ملغوما بطاقة منتجة وقودها المبادئ و الأفكار الفاسدة و العنيفة و المتناقضة ذات الأتجاهات المختلفة و العقائد المشوّهة .. فيكون عنصراً هدّاماً لا بنّاءاً.
لذا تراه يتقبّل بسهولة و بلا تردّد لئن يكون فاسداً و مخرّباً و مجرماً بعثياً أو منتمياً لحزب أو إئتلاف هدفهم السلطة و المال ليكون ذيلاً لتحقيق أطماع الرؤوساء بإسم الشيوعية و آلوطنية و الأسلام و الدّعوة لله, لأنه يحمل بوجوده بذور الأنحراف و آلقابليّة على التأقلم مع التقلبات و التبدل السريع لأسباب مادّية على حساب المبادئ, و يتعاظم هذا أيضاً لأسباب مكملة و هي الجينات الوراثية و التربوية لكلّ مذهب و عقيدة و فكرة و نشاط سلبيّ يلتقطه سواءاً كان إيجابيّاً أو سلبياً و ليس من الغرابة أن تره أخيراً يصبح فاسداً بسهولة و يُسر و يسرق حتى حقوق العميان و الثكلان و العريان و بلا رحمة لخلو قلبه من آلرحمة  .. بل فوق كلّ ذلك؛ قد يعتبرها جهاداً في سبيل ربّه الذي يؤمن به و هو لا يعرف حتى صفة واحدة من صفات الربّ الحقيقيّ الذي بات مجهولاً بين البشر اليوم بعد أن حلّ بدله الأرباب!
الذي قد يكون الرّب دقيانوس أو فرعون أو صدام أو نهيان أو محكان او برزان أو رئيساً للحزب الذي يغذيه و قد يكون “آية الله” بآلإسم, ليبقى الرّب الذي يُوثق به هو (الدّولار) كعنوان على العملة [In Gode we trust] !
إذن ألنّية والطهارة و الفكر الإيجابي الذي يُشكّل الضّمير(الوجدان) الواعي مع التواضع و لقمة الحلال متلازمة كمضادات حيويّة تسبق و تدعم البناء الفكريّ في أي مجال لصدّ موجات الفساد و المنكر و العنف و القهر و القسوة و الظلم, و ما يليه من البناء الفوقي المحميّ – الذي يجب تطعيمه بزرع المحبة و الرّحمة و قوانين معرفة الجمال ليحلّ محلّ تلك العقائد و المتبنيات ألتربوية و ألنفسية و الحزبية و القوميّة الجاهليّة المُتنوعة من آلثقافات الشيطانية التي إنتشرت في الأرض, لأنّ المحبة والرّحمة و الجّمال لغة عالميّة لا تحتاج لمترجم ولا تختص بوطن أو حدود أو دين أو مذهب دون آخر, و قد تجده عند ملحد أو كافر أو ممّن لا دين له أساسا, لأنّ الأنسان – أيّ إنسان – يولد على الفطرة ثم التربية من قبل الوالدين هي التي تُحدّد شخصيته و دينه و طبيعة ثقافته و أفكاره.
ألمهم أن يكون أنساناً لا يؤذي الآخرين خصوصاً ألمُقرّبين عبر الأجتهاد برأيه خصوصا في المجال المالي و الأقتصادي و الحقوقي ثم يحسب نفسه أنه يحسن صنعاً, و عليه أن لا يأكل الحرام بل من كدّ يده أو كدّ والديه أو مَنْ يُعيله في حال عجزه, و بعد ما يصل و يُحقّق هذه المرحلة بسلام, يمكنه البحث عن التفاصيل التي تحيط و تصقل تلك ألرّحمة و المحبة و العشق ليكون أساس عقيدته من الأعماق ليشيد فوقها بنائه آلرّاقي السليم و بخطوات و منهج ثابت يكون نافعاً و منتجاً سخياً مع المحبة التي تستحقها العائلة و المقربيّن و كل الخلق, لهذا العرفاء يعرفون طيبة أو فساد الرّجل من خلال تعامله مع عائلته و أهله؛ زوجته أو والديه أو أبنائه أو مقرّبيه, لا مستهلكاً طفيليّاً, كما هو حال معظم شعوبنا الضائعة المستعمرة, و لا مستجدياً للحُب, بل هو مَنْ يعطي و يشع الحُبّ من وجوده ولا يعتمد على جهود الآخرين و لا يهمه كسب ودّهم بسخط الله, و بهذا يؤدي رسالته مقابل هذا الوجود بنحو تام يرضي المعشوق الأزلي.
إنّ ما يجري الآن خصوصا في أوساط مَنْ يسمون أنفسهم أو يُسمّيهم النّاس ألجّهلاء بآلقيادات وآلرّؤوساء و المدراء والحكومات في العالم و في بلادنا بلاد الجهل و المآسي بآلذات لا أستثني أحداً كلّ أعضاء الحكومات و الأحزاب؛ هم طفيليون لا يملكون فكراً إنسانياًّ عادلاً و يبحثون عن مسؤوليّة أو منصب و كرسيّ للسلطة بشتى الوسائل و الواسطات لضمان لقمة أدسم و أموال أكثر بآلفساد و بآلحرام من دون التفكير بآلغد و العاقبة أو العمل المثمر أو أنتاج شيئ مفيد للناس و للأجيال, هذا مع أن أكثرهم قد لُعن لكونه يعلم وجود من هو الأتقى وآلأكفأ منه في الإدارة و العمل!
و الحال أنّ فلسفة الحياة و سبب وجودنا مبنيٌّ أساساً على الأنصاف و آلعدالة و ألمحبّة كمعيار, و لا يتأتى ذلك؛ إلا بآلمعرفة التي تدفع صاحبها و بقوّة نحو النزاهة و الأنتاج و عمل الخير بفعل الوجدان بدل البحث عن حزب أو منفذ أو كرسيّ يستنزف من خلاله قوت أبناء جلدته وأخوته في الدّين أو نظرائه في الخلق بلا رحمة لانه فاقد للرّحمة و هذا هو واقعنا اليوم خصوصاً في الأحزاب و الحكومات التي تحاصصت الحرام و كلّها فاسدة و بكل المقايس و كما ثبت الواقع ذلك ..
حكمة كونية: [ألعمل سبب سعادة الإنسان] الأمام عليّ(ع) .. نعم العمل المنتج ألمفيد لا التخريب والفساد و الدسائس وآلأئتلافات لأجل النهب, كما هو حال حكوماتنا العاطلة إلا عن الفساد.
لذا أوصي جميع أصدقائي و طلّابي؛ بأن يكون كلّ همّهم؛ إرتقاء مجتمعنا و وطننا, وتستوجب بناء آلنّفس عبر بناء الفكر لتنميّة الخيال الخصب على أسس صحيحة و مقاومة, ليتسنى إتّخاذ و تطبيق رسالة العلم و آلمعرفة كما وضّحها المصلحون الألاهيون و الأرضيون أمثال”بيكون” و “آينشتاين” ألذين أكّدو على أهميّة تقوية آلأحساس ألعرفانيّ بالعقل الباطن, لنحقق عملياً الأوبتيمم(الحالة المثلى) لكشف العلوم وتحقيق ألسعادة تسبقها الشفاء من الأمراض.
ملاحظة : يجب معرفة معنى و مواصفات (الأنسان) و فرقه عن مواصفات (البشر) و كذلك فرقهما – أيّ (البشر و الأنسان) – عن (الآدميّ) و مواصفاته, حيث بدون هذه المعرفة الكونيّة .. يستحيل عليك أيّها الباحث ألعزيز و مهما كنت عالماً و بارعاً حتى بمستوى علم إبليس؛ فهم و درك؛ أهمّ آية قرآنية تعتبر بمثابة العمود الفقري لخلق و لوجود الأنسان , و هي :
[و كرّمنا بني آدم], و مرادفاتها من الآيات و الأحاديث بشأن ذلك ليكون خليفة الله و هي أعظم مرتبة في جميع المخلوقات بما فيها الملائكة و الجن و المخلوقات, فحذاراً أن تتجاوز على حقوقه تحت أية مظلة أو سبب !
ولمعرفة الفروقات الجّوهريّة تفصيلا لتلك المراتب؛ راجع فلسفتنا الكونيّة في كتاب [فلسفة الفلسفة الكونية]ٍ وغيره.
خلاصة الكلام لا بدّ من بناء الفكر أوّلاً ثمّ إستثماره بقوّة الخيال لأنتاج العلم و تطبيقه على ارض الواقع كي نُمهّد لحياة طيبة سعيدة خالية من الأمراض و الوباء و الفايروسات و آلعنف و المؤآمرات على أسس كونيّة عادلة و هذا ما سنناقشه في الحلقة القادمة إن شاء الله.
و سنطرح بعد بيان كيفية بناء الفكر و تنميته؛ طرق إستثمار الخيال كنتاج للفكر بإذن الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) مراتب الفكر و العلم في الفلسفة الكونية التي من خلالها يتحدّد مستوى الأنسان هي:

قارئ؛ مثقف ؛ كاتب ؛ مُفكّر ؛ فيلسوف ؛ فيلسوف كونيّ ؛ عارف حكيم.

عزيز حميد مجيد

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here