التفاهة والضحك على الذقون

التفاهة والضحك على الذقون، نعيم الهاشمي الخفاجي

بني الإعلام في الدول العربية على الكذب والتدليس، فهو تفاهة وضحك على الذقون، ورغم الماكنة الإعلامية والدعم المادي الكبير وشراء ذمم غالبية الكتاب والصحفيين العرب لكن رغم التمويل وتدريب فيالق من المرتزقة والمدلسين الذين يمتهنون فن الكتابة لكسب المال لكن الوجه العاري للإعلام العربي بات مكشوفا وواضحا لكل متابع بظل وجود تقنيات الاتصالات الحديثة، المتابع للقنوات ومواقع التواصل الاجتماعي يجد نفسه أمام هذا الكم الجارف من الخطاب العابث لا يجد امامه سوى أن يكون أمامه يقين أن الإعلام العربي يمارس أسلوب تفاهة وضحك على الذقون، هذا الضحك بمناسبة وبدون مناسبة، والمثل العربي يقول الضحك من دون سبب لقلة الأدب، الاخلاق وضعها الاعلام العربي جانبا، لذلك عندما تشاهد الأشياء تخرج عن أصلها فإنها تكون مدعاة للاستهجان والاشمئزاز، في قناة الجزيرة ممارسة الكذب بات العلامة المميزة للقناة، بل فيصل القاسم يستضيف ضيوفه متفق مسبقا مع الطرف المؤيد له ولسياسة حركة الإخوان والنظام القطري والتركي ويكذب ويشهد ضيفه ليصدقه، كذلك الحال بالقنوات الوهابية الخليجية التي تفتري وتكذب على الشيعة في أساليب تفوق العقل، الحكمة العربية تقول حدث العاقل بما لايعقل فإن صدق فلاعقل له، عندما كنت سجين في قاعدة تبوك، مطوع وهابي ذهب حارس رافقني للمستشفى اعطاني كتاب صغير اسمه نصيحتي لكل شيعي، تصفحته، وجدت مؤلف الكتاب ابو بكر الجزائري ينسب امور للشيعة بطريقة كذب، مثلا يقول عند الشيعة قران يختلف عن قرآن المسلمين، لديهم ١٢ شريك مع الله، يحجون لكربلاء وليس لمكة، لايصلون الصلواة الخمس…..الخ، إلتفت إليه قلت له ليس من المعقول اصدقك واكذب نفسي، يا أخي القران الموجود عندي هذا نفس قرآنك، واصلي يوميا خمس مرات، ونحج سنويا لمكة يحضر مئات الاف الحجاج الشيعة من العراق وايران وباكستان ……الخ.

قلت له كذبوا بشكل مسفط افضل من كذب مخربط مبني على اتهامات لا اصل لها، لذلك الاعلام العربي يراهن على القطعان التي تتبعه، يدلسون عليهم من خلال التفاهة والضحك على الذقون.

عدوى التفاهة حين تستشري في الكائنات البشرية كما تستشري النار في الهشيم.

الخطاب الإعلامي في وطننا العربي دائما خطاب يتبع أسلوب التضليل والكذب، لربما الكثير يعتبره واقعي عندما ينقل أزمات الآخرين تقع في بلدان وراء البحار كمظاهرات أو زلازل وفيضانات ويغطي العطل الرسمية والتقاليد في شعوب أوروبا والصين وروسيا ……الخ

بينما هذا الاعلام يستعمل أسلوب الإلهاء، احد خونة بدو الخليج اطلق مبادرة لا تحتوي أي شيء، تحركت فيالق المرتزقة للتمجيد في مبادرة ورؤية الأمير ……. قاهر الزمان المستقبلية….. الخ.

رغم العالم شاهده كيف حلبه ترمب امام عدسات التلفاز وبطريقة ساخرة و مذلة ومهينة.

الضحك الحقيقي تسلية لروح الإنسان يفتح نوافذ الحياة أمام الكائن الإنساني كما يؤكد علماء النفس منذ القديم، أما الضحك على الذقون فلا يكون إلا استخفافا لا أخلاقي ولا إنساني.

نعيم عاتي الهاشمي الخفاجي

كاتب وصحفي عراقي مستقل.

2.5.2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here