بارزون في الحركة الاحتجاجية يغيرون طرق سيرهم وأرقام هواتفهم بعد مقتل الوزني

بغداد/ تميم الحسن

في الوقت الذي انتشرت فيه عشرات “البوسترات” في كربلاء تسأل عن هوية قتلة المتظاهرين، بدأ ناشطون في المدينة بتنفيذ الخطة “باء”.
ويلاحق مسلحون مجهولون عبر رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي واخرى شفاهية، شخصيات بارزة في الحركة الاحتجاجية.

في اغلب مدن البلاد، يلوح متظاهرون بتصعيد الاحتجاجات عقب انتهاء مهلة كشف مقتل الناشط ايهاب الوزني في كربلاء الاسبوع الماضي.

وتشير المعلومات الى ان “خلية الدراجات” التي تنفذ الاغتيالات، تستعد في الاشهر الخمسة القادمة ــ لحين اجراء الانتخابات ــ لهجمات جديدة.

وقال رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إن قتلة الوزني في كربلاء “سيواجهون المصير الذي واجهه قتلة أحمد عبد الصمد في البصرة وباقي الشهداء بما أجرموا بحق شعبنا وشبابنا”.

وينتظر العراقيون منذ عام وعد الكاظمي باعلان نتائج التحقيقات باحداث تشرين التي اسفرت عن مقتل نحو 700 متظاهر واصابة اكثر من 20 الف .

من القاتل؟

ويقول ناشطون في كربلاء إن “100 بوستر” نشر في المدينة يحمل صور الوزني وفاهم الطائي -الذي قتل بنفس الطريقة قبل عامين- كتب عليه: “من قتلني؟”.

وفي وقت مبكر من يوم الأحد في الاسبوع الماضي، وثقت مقاطع فيديو مقتل أحد ابرز الناشطين في كربلاء، إيهاب الوزني. وأظهرت لقطات من كاميرا مراقبة في الشارع اقتراب مسلح على دراجة نارية من سيارة الوزني. توقف عند نافذة السائق وأطلق النار على الناشط ثم هرب في الظلام.

وبعد أقل من 24 ساعة، تعرض ضحية آخر الى اطلاق نار، لكن هذه المرة نجا عبر عملية جراحية من رصاصة في الرأس والكتف.

حيث أظهرت صورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صباح الثلاثاء الماضي الصحفي أحمد حسن في الديوانية مستلقيا على سرير المستشفى وعيناه مغلقتان وقناع أوكسجين على وجهه. ويقول احمد سعد، وهو اسم مستعار لناشط في كربلاء ان “هناك خوفا شديدا من وجود الدراجات النارية. كلما مرت الدراجة توقعنا انها ستطلق النار”. وكان فاهم الطائي، وهو ناشط في كربلاء، قتل بـ”سيناريو” مشابه لمقتل الوزني في 2019، بواسطة مسلحين يستقلان دراجة نارية.

كذلك قتل الخبير الامني هشام الهاشمي، في تموز الماضي، عن طريق دراجة نارية كانت تراقبه، واطلق عليه مسلح النار فور وقوف سيارته امام داره شرقي بغداد. ويعتقد سعد، الذي فضل عدم ذكر اسمه الصريح في حديث لـ(المدى) ان “جماعات مسلحة تستغل هذه العجلات كونها لاتحمل لوحات تسجيل”. وبعد مقتل الهاشمي قررت الجهات الامنية منع صعود اكثر من شخص على الدراجة النارية الصغيرة، لكن من قتل الوزني كان ملتزم بالتعليمات ويستقل الدراجة بمفرده.

وعود الحكومة

يشير رياض المسعودي، وهو نائب عن كربلاء الى المنطقة التي قتل فيها الوزني بأنها “منطقة زراعية وحولت مؤخرا الى سكنية”.

ويضيف المسعودي في اتصال مع (المدى): “اغلب سكان هذه المناطق غير معروفين ومن خارج كربلاء”.

وتابع: “لن ابرر للقوات الامنية لكن يصعب السيطرة على مثل هكذا احياء ولا يمكن وضع شرطي امام كل منزل”.

وفي الذكرى السنوية الاولى لحكومة الكاظمي، قال الاخير ان “قتلة الناشط الشهيد إيهاب الوزني في كربلاء سيواجهون المصير الذي واجهه قتلة أحمد عبد الصمد في البصرة وباقي الشهداء بما أجرموا بحق شعبنا وشبابنا”. واضاف في بيان الاسبوع الماضي، “عرضنا نتائج لجان التحقيق التي شكلت في بعض الأحداث المؤسفة. وهناك لجان تحقيقية ما زالت تعمل في قضايا الاغتيالات الإجرامية التي وقعت خلال العام الماضي”.

ويقع اغلب المتهمين في دائرة حماية احزاب سياسية وفصائل مسلحة معروفة، ما يصعب تصديق كلام الحكومة بإمكانية محاسبتهم، وفق مايقوله ناشطون.

رسائل تهديد

ويؤكد الناشط الكربلائي احمد سعد، وجود “رسائل تهديد بدأت تصل للبارزين في التظاهرات، عبر منصات التواصل الاجتماعي او طرق اخرى شفاهية، تتوعدهم بمصير مشابه لمصير الوزني”.

وعلى اثر ذلك اتخذ الناشطون في المدينة سلسلة من الإجراءات من خلال “تغيير ارقام الهاتف واستخدام طرق بديلة” بالاضافة الى تغيير مناطق سكناهم. وكان نحو 100 ناشط قد غادر البلاد منذ العام الماضي الى كردستان، على اثر تصاعد الهجمات، بينما من قرر البقاء تلقى “مسدسات هدية” من جهة امنية كبيرة.ويحمل ناشطون في كربلاء المحافظ نصيف الخطابي وقائد الشرطة مسؤولية مقتل متظاهري تشرين. ويقول مشرق الفريجي، الامين العام لحركة نازل اخذ حقي، ان “وقت التصعيد قد حان الان، واستشهاد الناشط ايهاب هو شرارة تغيير جديد في البلاد”.

مهلة كربلاء

وتنتهي اليوم الاثنين، المهلة التي كانت منحتها عائلة الوزني للحكومة المحلية والشرطة في كربلاء لكشف هوية القتلة.

وطالبت عائلة الاخير في بيان مصوّر من أمام منزله بإقالة محافظ كربلاء، وقائد شرطة كربلاء بشكل فوري، حسب البيان. ودعت العائلة إلى مساءلتهما بقضية اغتيال الوزني ونشطاء كربلاء منذ تشرين 2019، وحتى آخر ضحية وهو الوزني، وفق البيان.

كما أكّدت العائلة أنه، على المحافظ وقائد الشرطة، الكشف عن قتلة الوزني بغضون 72 ساعة لا أكثر ولا أقل.

فيما أعطت العائلة مهلة حتى نهاية عيد الفطر (انتهى امس) وبعدها إن لم يتحقّق أي شيء، “فـسيكون لثوار العراق خطوة كبيرة ومفاجئة للجميع”، حسب البيان. وتدافع دولة القانون التي تدعم الخطابي وتحالف الفتح المتحالف معها في بقاء الاخير بمنصبه.

ويقول حامد الموسوي، القيادي في الفتح، بأهمية دعم محافظ كربلاء لممارسة صلاحياته الامنية على الأجهزة المعنية من اجل الوصول الى قتلة الوزني.

وقال الموسوي وهو نائب عن كربلاء في بيان ان “جريمة اغتيال الناشط الحقوقي إيهاب الوزني بهذه الطريقة البشعة وفي شهر رمضان وبوسط كربلاء استهداف فاضح للنظام العام والأمن العام والحق العام بالحياة لأبناء كربلاء الكرام”.

وتابع ان “الحكومة المحلية في كربلاء حامية ارواح الكربلائيين من أجل ممارسة مسؤولياتها الدستورية والقانونية في حفظ امن وامان الناس والقصاص من الجناة السفلة وتقديمهم الى قبضة العدالة وايضا تحديث الخطط الامنية بما يتناسب مع تحديات امنية كبيرة قد تواجه العملية الانتخابية والذي يعتبر الامن الانتخابي اهم عناصر النجاح او الفشل لا سامح الله”. ومنذ اعلان الحكومة الموعد الجديد للانتخابات المبكرة المفترض اجراؤها في تشرين الاول المقبل، تصاعدت حوادث الاغتيال، مما يعتقد انه قد تستمر حتى موعد الاقتراع.

ويقول ضرغام ماجد وهو ناشط في بابل لـ(المدى) ان “استشهاد الوزني يؤكد على حقيقة موقفنا وعدالة مطالبنا في الكشف عن القتلة”.

وتوعد ماجد “بتصعيد التظاهرات والتواصل مع الناشطين في كربلاء للضغط على الحكومة في محاسبة قتلة المتظاهرين”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here