تغطية على  الحقائق  العنيدة لا تعني أنها غير موجودة

بقلم مهدي قاسم

إذا لم نذكر بعض الحقائق والوقائع  العنيدة و الموجودة بكل شدة وحدة  ـــ وفوق ذلك ــ  وهي قد تمس  تفاصيل يومية لحياة المجتمع برمته، و ربما ستُهددها  بمخاطر غير منتظرة ، أي يعني بتعبير أوضح

 ــ فإذا لم نذكر هذه الحقائق والوقائع ، وبعكس من ذلك ، إذا  قمنا بكنسها تحت السجادة ، لكي لا نراها  نحن ولا غيرنا ، ..فذلك لا يعني إنها لم  تُعد موجودة  قطعا

علما أن بعضا كثيرا من الشرقيين يفضّلون كنس الحقائق تحت السجادة  معتقدين بأنها  بفعل ذلك فسوف لن تكون  موجودة أو قائمة ..

وعلى عكس من ذلك تماما ،  يقوم الغربيون بتشكيل لجان مكوّنة من أكاديميين  وعلماء اجتماع و نفس وممثلين عن جهات حكومية معنية بالأمر وغيرهم من مختصين آخرين ، بهدف دراسة هذه الظاهرة السلبية أم تلك من ممارسات و أفكار و سلوكيات  سلبية واتكالية أو عدوانية  أخرى ، و ذلك لمعرفة أسباب نشوئها وانتشارها  ، ودوافع قبولها  الاجتماعي من قبل فئة معينة ، و كيفية الحد من انتشارها الكلي ، و من ثم  تهيئة وتوفير أسباب ووسائل علاجها ، بهدف التخلص  منها  بشكل النهائي و قدر الإمكان ..

نقول هذا لأن البعض من ذوي عقليات شرقية متكلسة ، لا يطيقون كشف الحقائق  الدامغة ، و يعتقدون أن عدم التطرق إلى تلك الحقائق المعرقلة لتحسين نوعية الحياة ومسار المجتمع الحضاري ، و خاصة تلك التي  تشكّل بالنسبة لهم عامل إحراج وإزعاج  فالسكوت عنها هو الأفضل  و الأحسن  حسب اعتقادهم ، و ذلك من خلال كتم و تغطية وكذب وخداع وتضليل ، لتبقى البيئة المعينة  متخلفة و جاهلية و ساذجة إلى أطول مدة ممكنة ، ولكن في الدرجة الأولى  أن  تبقى الأمور كما هي عليها من بؤس وانحطاط ومرارة ومعاناة يومية لملايين الناس  لتُسهل عملية فرض الأمر الواقع المرير وتحكم اللصوص و المجرمين السياسيين على مصير البلاد و العباد  ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here