السياحة العربية

السياحة العربية:
محمد علي البدوي

من منا لا يتذكر وفود الاخوة العرب الي القاهرة في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي.
كان موسم يستحق الانتظار وكانت كل الطوائف تستعد له استعدادا خاصا فهو موسم خير بالنسبة لكثيرين.
كانت القاهرة تكتظ بالاخوة العرب من كل الدول العربية وكان العرب حينذاك يفضلون القاهرة علي ماعداها من مدن اخري لأسباب تعود الي ارتباط العرب بمصر تاريخا وحضارة وشعبا.
وكان موسم المسرح الصيفي يستعد لتقديم أعمال مسرحية يعشقها الاخوة العرب وكنا نلاحظ نشاطا تجاريا واقتصاديا كبيرا بسبب قدوم إخوتنا العرب.

كان موسم ينتظره أصحاب المطاعم والمقاهي وسائقي التاكسي وكل من له صلة بالموضوع.

ومع تغير الأهواء والرغبات وميول السائح العربي وظهور مدن سياحية مصرية جديدة بدأت أعداد السياح العرب في التقلص حتي أصبحنا نتحدث عن وجود السياح العرب في بلادنا وكأنه حلم لن يتحقق.

بالطبع هناك أسباب أدت إلي عزوف السياح العرب وتغيير وجهتهم الي مقاصد سياحية اخري وأهم هذه الأسباب هو تقصيرنا في مواكبة التغيرات التي أصابت الشخصية العربية وعدم دراسة ما أصاب المواطن العربي من تغيرات وإهمال معرفة ميول الأجيال الجديدة من الاخوة العرب.

للحق تؤكد أن جم تركيزنا انصب حول الأسواق الأوروبية وتنشيط الأسواق الألمانية والإنجليزية والروسية واصبح الحديث عن السياحة العربية مجرد أطروحات بعيدة كل البعد عن الواقع.

السائح العربي تغير كثيرا وأصبح اكثر دراية بما يحتاجه والبلدان التي توفر له هذه الاحتياجات واكتفينا بمجرد شعارات يرددها المسؤول عن التسويق للسياحة المصرية من قبيل الاخوة والجيرة وخلافه.

ولتاكيد هذا القول ارجوا مراجعة أعداد السياح العرب الذين زاروا مدنا أوروبية خلال العشر سنوات الماضية ومقارنة العدد مع عدد السياح العرب الذين زاروا مصر خلال نفس الفترة.

المقارنة تصب في صالح الأسواق الأوروبية ولذلك كان لابد لنا من ان نسأل عن السبب الذي حول بوصلة السائح العربي وجعلته يتجه غربا وشرقا بعيدا عن مصر رغم قرب المسافة وتوفر عنصر اللغة الواحدة والتقاليد المشتركة.

السبب من وجهة نظري هو التقصير في توفير ما يطلبه السائح العربي،وعدم القدرة علي فهم شخصية الاخوة العرب ومن ثم العمل علي توفير كل شيء يفكر فيه السائح العربي.

لا يمكن أن تكون السوق العربية مصدرا هاما من مصادر السياحة لكثير من الدول الأوروبية بينما نكتفي نحن بالمشاهدة.

لابد من دراسة الأسباب التي أدت إلي تراجع معدلات السياحة العربية الوافدة الي مصر وكذلك لابد من وضع رؤي وحلول مبتكرة لإعادة السوق العربية إلي ما كانت عليه.
حفظ الله مصر جيشا وشعبا

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here