الفقراء وخطباء المساجد

الفقراء وخطباء المساجد

إذا سمعتم خطيب المسجد يحث الفقراء على الصبر والتقوى والزهد دون أن تكون خطبته على الحاكم الذي سرق ثروات بلدهم تأكدوا إنَ خطيب المسجد لص بلباس واعظ. عدو الفكر والوطن، من يملك عقيدة عرجاء، ويستقي افكاره من حروب ويصلي فوق رؤوس المساكين قائلاً.. ربي ارحمني ! لا رحمة هناك ولا مغفرة ولا سكينة ! الدين مثل الخبز كلما قسمته على الفقراء شفى الجوع وكلما ضربته على الأجساد أصبح مرض!

أنا قلم وفكر مثل الجبال! أرفع رأسي تحت اقدام الفقراء وبؤسي يشرف فضائل القساة وقوتي للمسحوقين عظيمة ! لن يوقفني كلام الاغبياء ولن يرعبني صوت الاثرياء ! على صدري أحمل فقري وعلى ظهري أيتام البلاد، مهما جعنا سنبقى أحياء لأجل الحرية وأمواتاً على صدر المبادئ. كيف تكون عظيماً في هذا المجتمع؟ عندما تمد يدُ العون للمحتاجين ومساعدتهم ستكون عظيماً، عندما لا ترد المحتاج حتى لو كانت إستشارة هذا يدل على أنك تحمل من الإنسانية ما يجعلك إنسان عظيم ، وعندما تمنحُ الدعم المعنوي لأي من يحتاج ستكون عظيماً وهنا العظمَة تُقاس بما تحملهُ من ضمير حي.

هنالك شئ يربطنا ببعضنا قوي جدا أقوى من أي دين أو ايدلوجيه أو فكر إنها الإنسانية، فعودوا الى ذواتكم الحقيقيه الى فطرتكم ودعوا الخصومات والاختلافات فأنها لا شئ بالنسبه للإنسانية، عيشوا لليوم فقط فلا داعي ان نؤذي بعضنا من اجل حياة ما بعد الموت، فالله يحبنا عندما نحب بعضنا مهما كانت ديانتنا أو فكرنا أو مذهبنا، بل أنَ الله يحب الذين يقاتلون من أجل نصرة المظلوم وإزالة الظالم اكثر ممن يدعون إنهم يقاتلون من أجل الله، ويقتلون الإنسان فالله رمزاً للحب وليس رمزاً للدمار وفرقة الإنسان إلى أديان ومذاهب وما شابه. عندما أتكلم عن فشل الحكومة لتحقيق الرفاهية للشعب أحاول أجعله كنداء للإنسانية ، نداء للضمائر الحية، نداء لرفع الظلم، نداء للدفاع عن حق المرأة، حق الطفل، حق الفقير والمحتاج في حياة افضل اليس يستحق شعبنا وعراقنا أن ننصر قضيتنا.

‏نحن نعيش في مجتمع أكثره عبيد لأصنام (السيد، الحاكم، المليشيات) وولائه لغير الوطن، ضاعت فيه المبادئ وانتهكت فيه القيم والحقوق، فأصبحنا نعيش في وطن كالغرباء وطن لا يعطينا شيء سوى الموت والدمار، وطن لا يشبع من آلامنا ومآسينا، ولا يسمع صراخنا وبكائنا، ولا يستجيب لنا، ‏فتعمق شعورنا بالغربة. وخذلتنا الحكومات الفاسدة في تجاربها الفاشلة، وأصبح الندم والخذلان واليأس رفيقنا. وتعددت مواقف الندم لتعتري أنماطاً جديدة من حياتنا اليومية البائسة. قدسية الإنسان كرامتة وإحترام حقوقه وتطبيق قانون حقوق الإنسان، أي إنتهاك يمس الإنسانية يقع عاتقه على الحاكم، الجوع أحد الإنتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان وللإنسان حقوق على الدوله منها ضمانة “الحقوق الإقتصادية” ضرورة توافر الحد الأدنى من الأمن الملموس اللازم لحفظ كرامة الإنسان، وتتضمن الحق في العمل، والحق في مستوى معيشي ملائم، والسكن، والضمان الإجتماعي. رجال الدين يسرقون رغيف الخبز من فم الفقير وأصواتهم تصدح في المساجد لنصرة الفقراء، والفقراء متجمعين عند باب المسجد “اعطي فقير رغيف خبز وستطعمه يوما واحد، اعطية إله وستجعله يموت جوعا وهو يصلي ان يرزقه رغيف الخبز”

سلام المهندس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here