فصائل مسلحة تنهي الهدنة مع التحالف الدولي.. وهيئة الحشد تتعهد بـ غض النظر عن الهجمات

ترجمة/ حامد احمد

ذكر قائد أحد الفصائل المسلحة البارزة لموقع مدل ايست آي البريطاني، بان الفصائل المسلحة العراقية قد أعلنت نهاية لهدنة غير رسمية مع الولايات المتحدة مهددا بتنفيذ هجمات تستهدف ارتال وقواعد عسكرية أميركية.

وقال القيادي في تصريح له بان القرار بوضع نهاية للهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ في تشرين الأول الماضي، جاء بسبب “غياب جدية الحكومتين العراقية والأميركية في وضع جدول زمني لانسحاب القوات الأميركية من العراق”.

وكانت ثلاثة صواريخ قد استهدفت، في وقت سابق من يوم الاثنين، قاعدة عين الأسد في الصحراء الغربية للعراق حيث تتمركز فيها قوات أميركية.

وقال المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق، واين ماروتو، الاثنين، إن قاعدة عين الأسد الجوية تعرضت لهجوم صاروخي من دون وقوع إصابات.

وأضاف ماروتو في تغريدة عبر تويتر، أنه يتم تقييم الضرر، فيما الهجوم قيد التحقيق، مؤكدا أن كل هجوم ضد حكومة العراق وحكومة إقليم كردستان والتحالف، يقوض سلطة المؤسسات العراقية، وسيادة القانون والسيادة الوطنية العراقية.

وأفاد مصدر أمني في شرطة الأنبار، الاثنين، لـ(المدى) بتعرض قاعدة عين الأسد في مدينة البغدادي غربي المحافظة، لهجوم صاروخي “من دون تسجيل أضرار بشرية أو مادية”.

وقال المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، إن صاروخا من نوع كاتيوشا كان موجها على قاعدة عين الأسد انحرف عن مساره وسقط في منطقة المؤسسة في البغدادي من دون أن يتسبب بأضرار بشرية أو مادية.

وأضاف المصدر، بأن القوات الأمنية سارعت بالانتشار واجراء عمليات تفتيش خوفا من تجدد القصف، فيما انطلقت صافرات الإنذار في محيط القاعدة تحسبا لأي هجوم جديد.

بدوره، اعلن القيادي في حشد الانبار، قطر العبيدي، عن سقوط صاروخ نوع كاتيوشا، استهدف قاعدة عين الأسد في المحافظة، في البغدادي الشرقية بالقرب من منازل المواطنين بمنطقة المؤسسة.

وقال العبيدي، في تسجيل صوتي ان “الحادث لم تسفر عنه اضرار بشرية، وان القوات الأمنية توجهت الى مكان الحادث”.

ولم تعلنْ أيُّ جهةٍ مسؤوليَّتَها عن القصف، غيرَ أنه يأتي بالتزامن مع بيانٍ لفصائلَ عراقية، أعلنتْ فيه تصعيدَ هجماتها ضدَّ القوات الأميركية في العراق.

يُذكَرُ أنَّ خليَّةَ الإعلام الأمني العراقيةَ أعلنت، في الثامن من نيسان الماضي، إحباطَ هجومٍ بأربعة وعشرين صاروخاً على قاعدة عين الأسد الجوية.

وفي الثامن من ايار الماضي، أعلن الجيش العراقي سقوط “طائرة مسيرة مفخخة” على قاعدة عين الأسد الجوية.

وبحسب مصادر (المدى) في الانبار حينها فان “طائرة او اثنتين مسيرتين ومفخختين قصفتا قاعدة عين الاسد الاميركية غربي الانبار”.

وتابعت المصادر ان “الهجوم احدث اضرارا في المخازن الخاصة بحفظ الطائرات الامريكية داخل القاعدة”.

ومنذ سنة ونصف السنة، تقوم فصائل موالية لإيران وفي بعض الأحيان بدون تبنيها أو تعلن مسؤوليتها بأسماء مجموعات غير معروفة، بإطلاق صواريخ تستهدف 2500 جندي أميركي لا يزالون في العراق، وكذلك السفارة الأميركية في بغداد. واستنادا لمسؤولين امنيين عراقيين، فان الهجوم الذي شهد سقوط صاروخ واحد على الأقل داخل القاعدة، لم يسفر عن أي خسائر تذكر.

الهجمات ضد القوات الأميركية وحلفائها من الدول الغربية ضمن التحالف الدولي قد أصبحت هجمات روتينية سعيا من الفصائل المسلحة المدعومة من إيران لإجبار الولايات المتحدة على الانسحاب من العراق.

في تشرين الأول الماضي وافقت الفصائل المسلحة على هدنة مع القوات الأميركية عندما هددت إدارة الرئيس الاميركي السابق دونالد ترامب بغلق السفارة الأميركية في بغداد ومهاجمة اهداف إيرانية داخل وخارج العراق.

منذ ذلك الحين، ورغم حدوث خروقات قليلة كحادث الهجوم الصاروخي على مطار بغداد الدولي في وقت سابق من هذا الشهر، فان الهدنة كانت قائمة الى حد كبير.

منذ اقدام الولايات المتحدة على اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس في كانون الثاني 2020، والضغوط بدأت تتزايد على الحكومة لإجبارها على اخراج القوات الاجنبية من البلد.

في نيسان الماضي أعلن العراق والولايات المتحدة عن خطط لسحب قوات التحالف من البلد وفقا لجدول زمني تحدده لجان عسكرية فنية مشتركة.

وتضمّن اعلان الجولة الثالثة من الحوار الستراتيجي بين البلدين اتفاقا لتغيير طبيعة مهمة قوات التحالف من قوات قتالية الى استشارية ولأغراض التدريب.

واصدرت يوم السبت هيئة تنسيق المقاومة للفصائل المسلحة بيانا انتقدت فيه الحكومة العراقية، مؤكدة بانه تم إعطاؤها عدة فرص لتحديد مصير القوات الأجنبية. وجاء فيه “ولكن ما أسفر عن جولات المباحثات مع الجانب الأميركي كان سيئا جدا وغير موفق”.

هيئة المقاومة التي تضم سبعة فصائل مسلحة متنفذة، حذرت من انها ستشرع الان بشن هجمات “لإجبار قوات الاحتلال على الخروج”.

قيادي بارز لاحد الفصائل المسلحة قال لمدل ايست آي “جميع الفصائل اتفقت على تصعيد الهجمات ضد القوات الأميركية. لقد قررت تنفيذ المزيد من الهجمات، قسم من الهجمات قد لا تكون قد عهدوها سابقا في العراق”.

وأضاف قائلا “لقد تقرر بان تكون العمليات نوعية ومؤثرة. قسم منها قد يتم تنفيذها باستخدام صواريخ في حين سيتم تنفيذ هجمات أخرى باستخدام طائرات مسيرة”.

لم يرد مساء الاثنين أي رد من الحكومة العراقية تجاه هذه التهديدات الجديدة، ولكن قياديا كبيرا في هيئة الحشد الشعبي قال لمدل ايست آي بان “هيئة الحشد ليست لها أي علاقة بهذا التصعيد ولن تكون جزءا منه”.

وأضاف القيادي في الحشد قائلا “الاتفاق بين قادة هيئة الحشد الشعبي والفصائل المسلحة اشترط على ان قوات الحشد لن تنجر لهذا التوجه وان هيئة الحشد لن تنتقد عمليات تنفذها الفصائل بل تغض النظر عنها بدلا من ذلك”.

وكان قائد القيادة المركزية للقوات الأميركية في منطقة الشرق الأوسط الجنرال كينيث ماكينزي ذكر في تصريحات له السبت ان إيجاد طرق أفضل لمواجهة هجمات بطائرات مسيرة تحمل متفجرات تعد أولوية قصوى بالنسبة للولايات المتحدة.

وأضاف ماكينزي بان استخدام طائرات مسيرة صغيرة من قبل فصائل مسلحة مدعومة من إيران سيزداد في السنوات القليلة المقبلة، مشيرا الى انه يتوجب على الولايات المتحدة ان تجد مزيدا من السبل لمواجهة استخدام هذه الطائرات. وأكد بانه يتم الان العمل بكل جهد لإيجاد حلول تقنية “من شأنها ان تسمح لنا بان نكون أكثر فاعلية ضد الطائرات بدون طيار”.

عن مدل ايست آي

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here