البيوت أسرار

*البيوت أسرار*

البيت هو المكان الذي تجتمع فيه العائلة وتعيش حياتها الطبيعية بين جدرانه، وتتكون العائلة من الأب الذي هو رب البيت وعادة مايكون المسؤول عن كل صغيرة وكبيرة في شؤون الأسرة، والأم والأبناء، ويقول المثل الشعبي (البيوت أسرار) فلا أحد يعلم بسرّ البيت إذا لم يكن هناك شخص من داخل البيت يفشي به سواء للجيران أوالأقارب أوالأصدقاء، ومن المعروف أنّ مَن يفشي بسر بيته يعتبر خائناً لذلك البيت الذي تربّى فيه وعاش حياته بين أركانه متدرّجاً من الطفولة والصبا إلى البلوغ والزواج، والشخص الذي يفشي بسر بيته يكون محطَّ استهجان وسخرية من قبل المحيطين به والناس أجمعين.

هذا بالنسبه إلى البيت العائلي فكيف إذا كان الأمر يتعدى إلى البيت الكبير (الوطن) الذي لم يعد فيه أسرار تحجب عن الأعداء والأصدقاء معاً ؟ ومثال ذلك البعثي ( ظافر العاني ) ألذي مثل العراق بمؤتمر البرلمانات العربيه ليفشي بأسرار العراق أمام حثالات ألارض من الاعراب المتخلفين، وعندما نتحدث عن تسليم البعثيين لنسائهم للدواعش يعترض البعض ممن فقدوا غيرتهم على العراق ، فمثل العاني هذا مستعد أن يسلم أي شيء من أجل أن يبقى عميل وذليل للجهة التي دعمته وتدعمه لتدمير العراق ، لذلك تفشى أسرار العراق على الملأ من قبل أغلب الضباط البعثيين الخونة الذين يحالون على التقاعد أو من قبل أي منتسب يحمل في داخله الحقد والضغينة على الطرف الآخر من أبناء جلدته أو من خلال الإعلام الغير منظّم، فمثلاً إذا أراد جيشنا تحرير منطقة ما، فإن إعلامنا العسكري ومتحدثنا العسكري يعلن ذلك على الملأ قبل الهجوم بعشرة أيام ويشرح كل التفاصيل عن الهجوم وعن عدد الذين سيشاركون فيه وأسماء القادة والآمرين المسؤولين عن العملية المُرتَقَبة، وهذا لا يحدث في أي جيش في العالم إلا في جيشنا العراقي، وكذلك الحال بالنسبة إلى وزارة الداخلية وهلمَّ جرّاً على كل مفاصل الدولة العراقية الأمنيّة.

الأمر الآخر يتعلق بوزارة الخارجية وعن الموظفين الذين يعملون في دوائرها، ولو اطلع الشعب العراقي على أسماء منتسبي وزارة الخارجية لشعرَ بخيبةٍ لايُحتمل ثقلها، فأكثر من نصف منتسبي هذه الوزارة يعملون ضد العراق والعراقيين ، والقسم الآخر هم أولاد المسؤولين الجدد الذين قضوا على ماتبقّى من حميّة لدى العراقيين. لذلك حين نعود إلى الوراء قليلا، نرى كم من الموظفين والعاملين في السلك الدبلوماسي العراقي تركوا وظائفهم والتحقوا بالدواعش، فمن المسؤول عن ذلك؟ وليتخيّل القارئ أنّ سفيراً عمل للعراق في الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة وما أن أحيل على التقاعد حتى صبّ جام غضبه على العراق والعراقيين وهو الآن يجمع في بيته النطيحة والمتردية وقد شكل (لوبي) في واشنطن لمحاربة الشرفاء ويلتقي بكل بائع ضمير وخائن للعراق ، وكذلك الحال ينطبق على موظف آخر بعد أن ثبت تورطه بسرقات عديدة فأخذ يكتب ويحرض الأعراب على العراق الجديد وتم تعيين اثنتَين من بناته في إحدى السفارات الخليجية ويعمل بكل قوة لتشويه سمعة العراق ويفشي أسرار السفارة والموظفين والعاملين فيها إلى كلّ من هبّ ودبّ.

وموظف آخر تم تعيينه (كمترجم) في إحدى سفاراتنا في الخارج، وما أن اكتشف السفير الجديد بأنّ هذا المترجم خريج سادس ابتدائي أحاله إلى مجلس تحقيقي حتى ظهر ذلك الموظف الأمّي المتخلف في اليوم الثاني وهو يسير في مسيرة مع منظمة إرهابية ضد العراق ويحمل صورة العراق وقد شطب عليها بحرف (x)، فهؤلاء بعض النماذج الذين لم يتستروا على سرّ بيتهم الكبير الوطن، فكيف بهم سيتسترون على أعراضهم وزوجاتهم وشرفهم؟ إن على وزارة الخارجية إعادة هيكلة الموظفين فيها وتحديد أسماء الخونة والمأجورين وطردهم من الخدمة لأنهم يشكّلون مرضاً ينخر جسمها حتى يعرّضها للانهيار.

واليوم وبعد أن غزا البعثيون دول المهجر بأعداد كبيرة نراهم يتسابقون إلى العمل طواعية في كل السفارات المعادية للعراق الجديد ويتعاونون معها لتشويه صورة العراق حتى أنّ سفارةً خليجية عينت لديها موظفين عراقيين تجاوز عددهم 150 شخص، عدد قليل منهم شريف والقسم الاخر قدموا نساءَهم وبناتهم كجواري لموظفي تلك السفارة الأصليين.

إن البعث داء خطير ومرض مزمن يصاب به كل خائن لبيته الصغير وللعراق بيتنا الكبير فمن لايحافظ على شرف بيته الصغير كيف به يحافظ على بيته الكبير (العراق) لذلك فعلينا جميعا أن نحدد خونة البيوت ولتكن أسرار بيتنا محصورة بيننا فقط ولانخرجها الى العلن فينالنا استهجان الآخرين….. نسخة الى ظافر العاني ….

جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here