من يقود معارك التحرير ؟

حروب عديدة شهدها التاريخ ضد الغزاة ومن لا يريد الامن والاستقرار لبلده ، ولا لسلطة القانون او القضاء اي قيمة واعطتنا اسماء لقادة نقشوا اسمائهم بذهب في صفاته ، لانهم قادة يستحقون ذلك بكل فخر لما حققوا لبلدانهم الانتصارات، والعكس تماما لغيرهم مما نسيمهم قادة .

ما حدث قبل ايام في العاصمة الحبية بغداد عبارة عن استعراض عسكري ، والبعض قال هو اشبه بانقلاب عسكري ، ولا مكان لهيبة الدولة او للقانون او للتحقيق او اعطاء فرصة للقضاء ليقول كلمة الفصل مهما كانت هناك تفاصيل للقضية ، وخصوصية للشخص المعتقل ، لأننا بصراحة نعيش في صراع دول متناحرة تتحارب على ارضينا ، وليست دولة واحدة اسمها العراق.

من يقود معارك التحرير ؟

علينا اولا معرفة مفهوم الفصائل المسلحة التي لم تكن وليدة اليوم ، بل تمتد جذورها إلى تسعينات القرن الثامن عشر ،وقد يكون أكثر من ذلك ،وقد اختلفت أسمائها وتوجهاتها ومعتقداتها ،وهي مازالت موجودة حتى يومنا هذا ، بسبب الظروف التي اقتضت وجودها وهي متغيرات داخلية و خارجية ،ولعل أهم الأسباب التى ادت الى ظهورها عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي و تغير في وضع البلد من طبيعة الأنظمة الحاكمة من الاستعمار والانتداب ووصولا إلى نظام الجمهوري وما أفرزت هذا التحولات من نشوء صراعات و خلافات و التصادم مع الحكومات المتعاقبة و قيام الثورات والانتفاضات هذا من جانب .

وجانب أخر ثروات وخيرات البلد ووجود الإطماع و التدخلات خارجية ومحاولاتها لتحقيق أهدافها ولأسباب متعددة دعمت هذا الدول أو ساعدت بتكوين هذا الفصائل أو المجموعات المسلحة في فترات سابقة ،وو في فترة النظام السابق لم يتجاوز عددها أصابع اليد ،بسبب ظلم الحكم وما اقترف من جرائم ظلت عالقة في ذاكرة الكثيرين .

ما بعد مرحلة دخول القوات الأمريكية للعراق تعد من أكثر المراحل نشاطا لهذه الجماعات في تاريخ البلد قياسا لكل الفترات السابقة ، فكان ظهورا الفصائل المسلحة بشكل أوسع ، بسبب تغير نظام الحكم ، ووصول مكونات إلى دفة السلطة و الخاسرين من هذا التغير دعموا حركات التسلح بعناوين مختلفة سواء ضد الاحتلال أو طائفة معينة مما سبب تصاعد حدة الخلافات والمشاكل حتى في المكون الواحد ووصولنا إلى حد الاقتتال الداخلي و كان تفجير الإمامين العسكريين اكبر دليل إلى دفع الأمور نحو شحن الأجواء وظهور أو سببا ظرفياً نحو مزايد من نشوء الحركات أو التيارات المسلحة هذا على المستوى الداخلي.

أما على المستوى الخارجي لدول الجوار التي كان في الغالب موقفها سلبيا من التجربة الديمقراطية الجديدة والمخاوف من وصول المكون الشيعي للحكم وانتقال التجربة أليها ومحاولة إفشالها وفرض أجندتها والكيل بمكيالين دعمت حركات التسلح بشكل مباشر أو غير مباشر ونحن لسنا بعيدين عن دائرة الصراع والأحداث الجارية المتعاقبة بعد ظهور مفهوم الربيع العربي وما أنتج من ظهور هكذا نشاطات لجماعات تعددت أسمائها وعنوانيها وأصبحت واجهة أو أداة لدول لغايات و أهداف معلومة للجميع فكان نصيبنا منها دخول دأعش والانكسار الكبير قي قواتنا الأمنية وما ألت إليه أمور البلد نحو الهاوية والمجهول فجاءت الفتوى الجهادية المباركة من مرجعيتنا بحمل السلاح والدفاع عن البلد و المقدسات أدت إلى التزايد الملحوظ في ظهور عدة فصائل ومن مختلف الطوائف والتي ضحت بالغالي والنفيس من اجل الوطن حتى تحرير الأرض المغتصبة من أعداء الدين و فعلا تم التحرير و إعلان النصر النهائي .

واليوم تتصاعد الأصوات من عدة إطراف داخلية ودولية تدعوا إلى نزع سلاح الفصائل ، وهنا يجب نميز ما بين فصائل قاتلت من اجلنا و فصائل لها ارتباطات أخرى ووجودها لا يخدم الوضع ويشكل تهديدا مباشرة لأمن البلد والتي يجب حصر دورها ونزع أسلحتها و مواجهتا بكل الطرق وحتى لو اقتضى الأمر عسكريا ،و أخرى متطلبات المرحلة الحرجة فرضت ظهورها ، لانها قاتلت وضحت ،وقواتنا الأمنية مازالت بحاجة إلى دعم و إسناد، و نحن نعيش تحديات مرحلية صعبة للغاية وصراعات دولية على أشدها في المنطقة ،و خطابات الجمعة تأكد أهمية دور الكل إن يكون الجميع تحت ظل لواء الدولة و تدمج عناصره مع المنظومة الأمنية وتكون جميعها تحت سيطرتها وباسمها و تلغى كافة المسميات التي حملت أسماء طائفية وعناوين كانت محلاً للنقد واستياء من البعض وعدم

السماح لأي تشكيل أخر بالعمل خارج نطاق الدولة و إنهاء مظاهر التسلح ولا تستغل هذا المجموعات في مأرب أخرى أو سبباً لظهور أخرى .

نعود الى محور كلامنا وهو من يقود معارك التحرير ضد كل المجموعات التي لا تنصاع لأمر قادته الاعلى ، و تقفد الحكومة هيبتها ، وتعرق تنفيذ قوانينها ، اذن نحن في الخلاصة بحاجة الى قادة شجاعان واقوياء ( رجال دولة ) ليقود معارك التحرير والى قانونيين تنقذ بقوة ، وقضاء عادله محترم من الجميع ، والا شهدنه الكثير من هذه الاستعراضات في السابق ووصلت الامور الى حد المواجهة لولا تدخل البعض ، وسنشهد الاسوء اذا تم وضع الحلول الحقيقية للقضاء والحد من اي تجمع لا يخشى الدولة ومؤسساتها ،و بتعاون الجميع يتحقق الأمن والاستقرار 0

ماهر ضياء محيي الدين

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here