تجدّد التظاهرات والاعتصامات في ذي قار وغلق عدد من الدوائر

ذي قار / حسين العامل

تجدّدت التظاهرات والفعاليات الاحتجاجية في عدد من مناطق محافظة ذي قار يوم أمس، للمطالبة بتحسين الخدمات وإقالة المسؤولين المتحزبين وغير الكفوئين ، وفيما أغلقوا عدداً من الدوائر الحكومية ، أعلنت الحكومة المحلية عن فتح باب الترشيح لمناصب 3 قائممقامين ومدير ناحية وذلك لإستبدال رؤساء وحدات إدارية سبق وأن أطاحت بهم التظاهرات.

وشهد صباح يوم أمس إغلاق جميع الدوائر الحكومية في قضاء الرفاعي ( 80 كم شمال الناصرية ) على خلفية الصراع على منصب القائممقام وإغلاق مديرية بلدية الناصرية والطلب من موظفيها مغادرة مواقعهم لحين اقالة مدير البلدية ، في حين أغلق موظفو دائرة الكثبان الرملية دائرتهم احتجاجاً على تأخر صرف مستحقاتهم المالية منذ ١٠ أشهر، مطالبين الحكومة المركزية بتثبيتهم على الملاك الدائم، بينما تواصلت التظاهرات في مناطق الصالحية والتضحية وسط الناصرية وقضاء الإصلاح (45 كم شرق الناصرية) للمطالبة بتوفير الخدمات.

وقال المواطن لؤي الركابي لـ(المدى) إن “مجاميع من المتظاهرين في قضاء الرفاعي أقدموا على غلق جميع الدوائر الحكومية في قضاء الرفاعي احتجاجاً على عدم حسم منصب قائممقام القضاء المذكور “، مبيناً أن ” المتظاهرين سبق وأن رفضوا تكليف معاون المحافظ لإدارة القضاء خلفاً للقائممقام السابق عمار الركابي الذي أطاحت به التظاهرات”.

وأصدرت الحكومة المحلية في محافظة ذي قار يوم السبت ( 29 أيار 2021 ) أمراً إدارياً بتكليف معاون المحافظ للشؤون الإدارية فيصل الشريفي بمهام إدارة قضاء الرفاعي.

وذكر بيان لمكتب المحافظ تابعته المدى إن “قرار التكليف سيطبق اعتباراً من يوم الأحد ولحين التوصّل إلى اختيار قائممقام جديد للقضاء”.

يشار الى أن إدارة المحافظة فتحت باب الترشيح لشغل منصب قائممقام في كل من أقضية الجبايش والرفاعي وسوق الشيوخ وناحية الفضلية وذلك بعد أن أطاحت التظاهرات برؤساء الوحدات الإدارية المذكورة في وقت سابق من العامين الحالي والمنصرم.

ومن جانبه قال عماد الناصري وهو أحد موظفي مديرية بلدية الناصرية للمدى أن ” مئات المتظاهرين احتشدوا أمام مبنى المديرية وطلبوا من المنتسبين مغادرة المبنى وعدم المباشرة بالدوام إلا بعد أن يقدم مدير البلدية استقالته”، مبيناً أن ” المنتسبين امتثلوا للأمر أمام إصرار المتظاهرين الذين كانوا يلوحون بالإطارات وأحرقوا عدداً منها أمام الدائرة”.

وفي الوقت الذي أقدم فيه العشرات من أهالي منطقة الصالحية في الناصرية على قطع شارع المستشفى الوقائي بالإطارات المحروقة احتجاجاً على نقص الخدمات والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ، اندلعت تظاهرات ليلية في قضاء الإصلاح للمطالبة بإقالة القائممقام ومدراء الدوائر غير الكفوئين والمتلكئين في توفير الخدمات ، متهمين إياهم بالتلاعب في توزيع المشاريع الخدمية المخصصة للقضاء.

وقال أحد المشاركين في تظاهرات قضاء الإصلاح للمدى إن ” المتظاهرين لجأوا الى التصعيد الاحتجاجي للتعبير عن رفضهم لإدارة القضاء التي لم تلبِ مطالب أهالي القضاء بتوفير الخدمات وتوزيع المشاريع الخدمية بحسب حاجة المناطق “، داعياً الحكومة المحلية الى تغيير إدارة القضاء ومدراء الدوائر الذين فشلوا بتقديم الخدمات”.

ولوّح متظاهرو قضاء الإصلاح بإغلاق الدوائر الحكومية ومواصلة التصعيد الاحتجاجي في حال عدم تلبية مطالبهم المشروعة.

وفي ذات السياق أقدم العشرات من أهالي حي التضحية أحد ضواحي مدينة الناصرية على قطع طريق المرور السريع في مناطق شرق الناصرية بالإطارات المحروقة لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على تلكؤ الشركة المنفذة لمشروع الشوارع الداخلية في الحي المذكور.

وقال ابو عماد العبادي وهو أحد المحتجين للمدى ، إن “التصعيد الاحتجاجي متواصل على مدى ثلاثة أيام للمطالبة بالمزيد من الاهتمام الحكومي بالمناطق الشعبية والتعجيل بوتيرة عمل الشركات المنفذة للمشاريع الخدمية ” مشيراً الى أن ” أهالي حي التضحية مازالوا يعانون من تباطؤ الشركة المنفذة لتبليط شوارع الحي ، إذ قامت بأعمال الحفر من دون أن تستكمل بقية الأعمال وهو ما فاقم من معاناة الأهالي”.

وأكد العبادي تواصل التظاهرات لحين تلبية مطالب المتظاهرين وإلزام الشركة بتسريع وتيرة العمل لإنجاز المشروع ضمن السقف الزمني المحدّد .

وكان محافظ ذي قار المكلف عبد الغني الأسدي قد قرر يوم السبت (20 آذار 2021) تكليف الدكتور عمار ياسر الركابي رسمياً بشغل منصب قائممقام قضاء الرفاعي وهو ما دفع المتظاهرين للتصعيد واتهام الركابي بالتحزّب وشراء المنصب، إذ أظهرت مقاطع فيديوية تابعتها (المدى) الركابي وهو يغادر موقع عمله وسط هتافات (باطل.. باطل) و(بفلوسه.. بفلوسه) التي يطلقها المتظاهرون في إشارة لصفقات شراء المناصب الحكومية. في حين هتف متظاهرون آخرون ( هذه الصوب وذاك الصوب نريدك سيد كاظم) وذلك للإعراب عن تأييدهم للقائممقام السابق كاظم الفياض الذي يصفونه بغير المتحزب.

وتواجه محافظة ذي قار التي تضم 20 وحدة إدارية 10 منها متاخمة لمناطق الأهوار نقصاً حاداً في الخدمات الأساسية وتدهور وتقادم البنى التحتية ناهيك عن عجز سريري في المستشفيات الحكومية يقدر بأكثر من 4500 سرير وعجز بالأبنية المدرسية يقدر بأكثر من 700 بناية ، فيما لا تشكل المناطق السكنية المخدومة بشبكات المجاري إلا أقل من 30 بالمئة من المناطق المذكورة ، في حين يعاني قطاع الكهرباء من تقادم الخطوط الناقلة والشبكات والمحطات والمحولات الثانوية التي باتت لا تستوعب الأحمال المتنامية وتواجه مخاطر الإنصهار أو انفجار المحولات ، ومازالت هناك العشرات من القرى غير المخدومة بالماء والكهرباء ، ناهيك عن معاناة السكان المحليين من شُح المياه خلال فصل الصيف وتزايد واتساع أحياء (الحواسم ) ومناطق التجاوز على الممتلكات العامة.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here