السعودية, الحوثيون, والفصائل الولائية, ومؤتمر فيينا

السعودية,الحوثيون,والفصائل الولائية,ومؤتمر فيينا

عندما نسمع عن التسريبات الصادرة من المفاوضات التي تجري في فيينا بين وفد ايراني واخرمكون من ممثلين للدول 4زائد1,يتبادرالى الذهن ان الاتفاق على عودة امريكا الى اتفاقية 2015 قدتم فعلا,ولم يبق الا توقيت اعلانه رسميا.
وانا شخصيا استغرب كثيراتبسيط هذاالامر,وكأنه تحصيل حاصل!حيث أنه يتجاهل مسألة في غاية الاهمية,وهي التناقض المبدئي في الخطاب الاعلامي الذي يتبناه الطرفين,فالوفدالايراني,يصرعلى انه لاتعديل ولامناقشة ولااضافة الى اي من بنود المعاهدة التي وقعت في عهد اوباما,بينماالجانب الامريكي يؤكد,وبقوة,على ضرورة اعادة صياغة الاتفاق,واضافة عدة نقاط اخرى,منها مايتعلق بالصواريخ الايرانية البالستية,وامن اسرائيل,وضرورة عدم التدخل في شؤون دول الجوار,ولجم الميليشيات التي ترعاها ايران,مع تكرارالتأكيدعلى ضرورة استشارة الحلفاء في المنطقة,أواشراكهم بالمحادثات الجارية الان,
تلك حقائق مطروحة امام الاعلام وبمنتهى الوضوح,مما يعني,انه في واقع الامر,لافرق بين ترامب وبايدن,الافي شكل الطرح واسلوب المناورة,اذ ان الطرفان يسعيان لتحقيق اجندة استرتيجية,وهي,باختصار,قيام ايران بتنفيذ,كل النقاط ال12 التي اشترط الرئيس ترامب ان تحققها,حتى يرفع العقوبات عنها!لذلك نرى ان الانباء والتوقعات التي تتحدث عن قرب العودة الى اتفاقية 2015,هي ابعد مايكون عن حقيقة الامر,بل ان بعض قادة النظام الحالي,ممن يسمون بال(معتدلين)يحاولون بتصريحاتهم الواعدة,والمبشرة,يحاولون اقناع الرأي العام الايراني بأنهم يحققون تقدما في تلك المعمعة,ودعاية انتخابيةمن اجل كسب مزيدا من اصوات ابناء الشعب الايراني المسحوقين تحت وطأة اقسى عقوبات فرضت على امة في التاريخ.
,لكن ومن خلال الاحداث السياسية الجارية على مسرح الشرق,ومنها المحادثات السعودية الايرانية,والتي تجري في بغداد برعاية وتوسط عراقيان,والمساعي الاممية التي نشطت هذه الايام بقوة,والتي تهدف الى جرالحوثيون الى طاولة المفاوضات,ولتحقيق مصالحة يمنية يمنية,وكذلك عملية اعتقال وتحجيم قادة ميليشيات ايران الولائية في العراق,والتي توجت باعتقال احد اكبرقادة الفصائل الولائية المسلحة,وبتهمة 4 ارهاب,وتعزيزذلك بحملة اعلامية تلصق به تهمة قتل ناشطين في العراقوالعصاالغليظة, التي واجه السيد الكاظمي بها المجاميع الولائية التي هددت باقتحام المنطقة الخضراء,لاطلاق سراح زعيمها المعتقل,واجبرها على الانسحاب,تجراذيال الخيبة,بعد ان لمست جدية الاجهزة الامنية في قمعها,
كل تلك الاحداث تؤكد ان الجانب الايراني يهرب الى الامام,وذلك بتخليه عن حلفائه في العراق واليمن,وكذلك مصالحة السعودية,وذلك يؤكد أنه يعمل على تحقيق المطالب الامريكية,ولكنه يحاول حفظ ماء الوجه,عن طريق تصويرالامر,وكأنه يتصرف بارادته الحرة.
وفي كل الاحوال,فان عودة النظام الايراني الى رشده,وصحوته من وهم الهيمنة على المنطقة هو السبيل الامثل الذي يمكن ان يعيد الامن والسلام الى المنطقة,كفى الشعب الايراني ماعاناه من فقروجوع وحرمان,وبسبب قيام النظام الحاكم بصرف كل موارد الدولة على تصنيع الاسلحة وتجنيدألميليشيات في الخارج,والتي الحقت اكبرالمصائب بأوطانها وبني جلدتها.وتسببت في اكبرأزمات انسانية عرفها التاريخ,أوطان مهدمة,وشعوب مشردة,وشباب بلاامل ولامستقبل,وكلهم يدفعون ثمن المغامرات والمقامرات الخاسرة التي مارسها نظام الثورة الاسلامية,والتي الحقت اكبرالاذى بالاسلام والمسلمين
ويقينا ان الشعب الايراني العريق يستحق حكومة يمكن ان تسخر ثرواته الوطنية وخبرات ابناءه في عملية بناء وطن جميل,لاان تتدخل في شؤون الاخرين,بزعم تصدير ثورة مستضعفين,خاصة انها لم تحقق لهم الا,الاذى والدمار

نسأل الله ان أن يطفيء ناره بنوره’ويهدي الجميع,وينشرالاخوة والسلام بين شعوب المنطقة

مازن الشيخ

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here