سيناريو تجريف الطارمية يعود للواجهة و6 خروقات أمنية في غضون شهر

بغداد/ تميم الحسن

اكثر من 5 حوادث مسلحة سجلت في بلدة الطارمية شمالي بغداد، في غضون اقل من شهر، فيما تعمل شبكة “غير متحالفة” على تخريب امن القضاء القريب من العاصمة.
ويسلك داعش بمساعدة بقايا صغيرة جداً من التنظيم في داخل المنطقة لتنفيذ “هجمات خاطفة” في أوقات التراخي الأمني.

بالمقابل تمارس بعض العناصر الامنية وفصائل مسلحة في القضاء نشاطات ربحية بعضها بطرق غير مشروعة مثل الابتزاز.

ويربط مسؤولون تصاعد العنف في القضاء مع اقتراب موعد الانتخابات الذي يفترض اجراؤها بعد نحو 4 اشهر، حيث سجلت الطارمية اول حالة اغتيال لمرشح في الشهر الماضي.

وتنفرد الطارمية، ذات الطابع الزراعي، بأنها البقعة الوحيدة تقريباً في بغداد التي لم تهدأ منذ سنوات، رغم تنفيذ عدة عمليات لتثبيت الأمن.

ويقول عدنان المشهداني، وهو مسؤول محلي سابق من سكنة الطارمية لـ(المدى)، ان “مركز القضاء هادئ والحوادث الذي تجري في اطراف الطارمية عند حائط العزل فقط”.

وفي 2016 بدأت الحكومة بانشاء جدار أمني يحيط بغداد في المناطق التي تعرف بحزام العاصمة، لكنه لم يكتمل بسبب اعتراضات على انه يقوم بـ”عزل طائفي” بين المدن.

هاونات وعبوات

مساء الثلاثاء استهدفت عدة هاونات موقع للحشد الشعبي في الطارمية، دون حدوث اصابات بشرية. واصابت الهاونات مقر احد افواج الحشد في منطقة المشاهدة التابعة للطارمية.

واكد الموقع الاعلامي لهيئة الحشد الشعبي، تعرض موقع للحشد، في قضاء الطارمية إلى الاستهداف بـ8 قنابر هاون.

وينتقد مسؤولون في الطارمية تكرار الخروقات رغم وجود 4 تشكيلات عسكرية وعدد من فصائل الحشد.

وينتشر في القضاء لواءين من الجيش 49، و54، بالاضافة الى فوجين من اللواء 26 التابعة الى الشرطة الاتحادية.

والثلاثاء ايضا أعلنت قيادة عمليات بغداد، ضبط عبوات ناسفة في قضاء الطارمية، كانت معدة لـ”استهداف” المواطنين والقوات الأمنية.

وقالت القيادة في بيان إنه “إستمرارا لعمليات البحث والتفتيش أبطال اللواء (٥٩) فرقة المشاة السادسة وبناءً على معلومات استخباراتية دقيقة، تفيد بقيام عصابات داعش الإرهابية بوضع مواد متفجرة في أحد بساتين منطقة الطارمية شمالي بغداد، خرجت قوة من اللواء أعلاه وتمكنت من العثور على (٤) عبوات ناسفة محلية الصنع عبارة عن جلكان بلاستك سعة ٢٠ لتر، مزروعة على جوانب إحدى الطرق النيسمية في البستان”.

وأضافت، أن “مفارز هندسة الفرقة قامت برفع العبوات وإبطال مفعولها”.

وتضم الطارمية التي تبعد نحو 20 كم عن بغداد، سلسلة كبيرة من البساتين الكثيفة، لا تقل مساحة البستان الواحد عن “100 دونم” (الدونم الواحد يعادل 2500 متر مربع).

وبحسب مصادر امنية تحدثت لـ(المدى) فان “تنظيم داعش منذ اواخر 2018 بدأ تكيتك ارسال مفاز صغيرة بين 5 الى 10 اشخاص الى الطارمية لتنفيذ هجمات سريعة وخاطفة في اوقات التراخي الأمني”.

وشهدت الطارمية حوادث نادرة بعد اعلان تحرير البلاد من داعش، حيث فجرت امرأة في شباط 2018، نفسها بعد محاصرتها في مدرسة.

وقبل الانتخابات التشريعية الأخيرة (جرت في أيار 2018) شنّ مسلحون، يعتقد بأنهم ينتمون الى داعش، هجوماً عنيفاً على البلدة، قتلوا خلاله 21 مدنياً، بينهم 14 من عائلة واحدة أُعدموهم فور اقتحام المنطقة، وأصابوا أكثر من 30 آخرين.

جيران الطارمية

وتصل اطراف الطارمية الى 4 مدن مهمة وهي: بغداد، الانبار، ديالى، صلاح الدين، كما ان وقوعها بين الكاظمية وسامراء يجعلها قريبة من وضع جرف الصخر الواقعة بين كربلاء وبغداد.

وعلى هذا الاساس تقول المصادر ان “بعض الفصائل المسلحة تحاول اطلاق حملات اعلامية لافراغ المدينة من السكان اسوة بما يجري في الجرف”، وتصر الفصائل على وجود “خلايا بداخل الطارمية” رغم نفي عشائرها ذلك.

وهجر سكان جرف الصخر، جنوب بغداد، مدينتهم وكان عددهم يزيد عن الـ100 الف نسمة منذ اكثر من 6 سنوات، فيما تمنعهم فصائل مسلحة من العودة بحجة الخوف من عودة العنف.

وتؤكد المصادر ان بعض الضباط وفصائل مسلحة في الطارمية “اثروا على حساب القضاء عبر اخذ الاتاوات من الشاحنات والسيطرة على مزارع، بالاضافة الى ابتزاز المعتقلين واخذ اموال مقابل اطلاق سراحهم”.

وحاولت الحكومة في السنة الاخيرة استبدال عدد من القيادات العسكرية في القضاء للحد من عمليات الابتزاز والرشاوى.

ويعتقد اغلب سكان الطارمية ان مقتل علي الخزرجي، آمر لواء 59 في الجيش العام الماضي في البلدة، جاء بعد توصل الاخير الى “خيوط لكشف هوية المبتزين”، رغم تبني “داعش” عملية اغتياله.

ويرجح عدنان المشهداني وهو ممثل سابق في مجلس محافظة بغداد عن الطارمية تصاعد العنف في المدينة ان سببه “قرب الانتخابات المبكرة” التي ستجري في تشرين الاول المقبل.

وقتل اواخر ايار الماضي هشام المشهداني، المرشح عن تحالف “عزم” الذي يقوده خميس الخنجر في هجوم مسلح على منزله.

وحادثة المشهداني، هي اول حادثة اغتيال لمرشح سجلت في العراق منذ تحديد الحكومة موعد الانتخابات، فيما سبقتها حوادث اغتيال فاشلة لمرشحين في ديالى.

وسبق الحادث هجوم على منزل حامد شديد، القيادي في الحشد في الطارمية، وقتل ضابطان اثنان في هجوم بعبوات ناسفة، وظهور قناص اصاب عدد من الجنود في القضاء.

ويضيف المسؤول السابق ان “أغلب قيادات داعش قتلت او وضعت في السجن وما يحدث الان هو سببه المتسللين من مدن اخرى”، مؤكدا ان عشائر الطارمية اكدت هذا الكلام لرئيس الوزراء بزيارته الاخيرة في شباط الماضي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here