حزب العمال يهاجم قوة من البيشمركة.. وتركيا تريد التوغل لـ180 كم

بغداد/ تميم الحسن

يوما بعد آخر يزيد حزب العمال الكردستانيpkk) ) رصيده من العنف ومسؤوليته عن تهجير السكان في شمالي الموصل وكردستان، فيما لا تبدو اي جهة عراقية ترغب بمقاتلته سوى تركيا.
وامس تسبب الحزب المعارض لانقرة بمقتل واصابة 11 عسكريا من “البيشمركة” بينهم ضباط في هجوم اختلفت حوله الروايات في محافظة دهوك.

وتمنع الروابط القومية في كردستان من اعلان المواجهة مع حزب العمال، فيما بعض عناصره في نينوى مرتبطين بهيئة الحشد الشعبي.

ووسط تلك العلاقات المعقدة، مازالت تركيا تلاحق الـ(pkk) في كردستان وتهدد هذه المرة بالتوغل نحو 200 كم داخل الحدود العراقية، لضرب معسكر انشئ منذ نحو 40 عاما.

وقالت فيان صبري، وهي رئيسة الحزب الديمقراطي الكردستاني في البرلمان لـ(المدى) ان “البيشمركة تقدم ضحايا بسبب الحرب الدائرة بين تركيا وحزب العمال”، مشيرة الى ان القوات الكردية تستهدف احيانا “بشكل منفرد من قبل الـpkk”.

وامس اعلنت وزارة البيشمركة وقوع قواتها في كمين لحزب العمال الكردستاني، في جبل متين بقضاء العمادية التابع لمحافظة دهوك.

وبحسب تصريحات لقيادات في القوات الكردية، ان الكمين تسبب “باستشهاد 5 عناصر من البيشمركة وإصابة 6 آخرين”.

ونشرت وسائل اعلام كردية اسماء الجرحى جراء الحادث، ظهر بينهم ضابطان اثنان برتبة رائد والاخر نقيب.

واكدت صبري وهي نائبة عن دهوك ان “الكمين حدث اثناء قيام قوات البيشمركة بمهمة تمشيط ورفع الالغام من جبل متين”.

وتنوقل خبر الحادث في الساعات الاولى من صباح امس، على انه هجوم صاروخي للقوات التركية سقط على خنادق قوات “البيشمركة” في قمم جبل متين.

ومنذ نيسان الماضي تسيطر تركيا على جزء كبير من “متين” اثناء عملياتها العسكرية لملاحقة حزب العمال الكردستاني.

ونقلت وسائل اعلام كردية، اخبار اخرى عن الحادث، وقالت بانه جرى عن طريق “هجوم صاروخي” على عجلة تابعة للقوات الكردية استخدمت فيه صواريخ خارقة للدروع.

وبحسب تلك المصادر ان العجلة كانت نوع “باجيرو” وتقل 9 عناصر من البيشمركة يعملون في مجال الهندسة وإبطال المفخخات.

ووفقاً لاعلام حزب العمال، فان قوات من “البيشمركة” تحركت نحو مناطق تمركز “الكريلا” في متين والعمادية، حيث قام “مقاتلو الكريلا بإطلاق النار في الهواء لمنع تقدم قوات البيشمركة”.

واضافت صبري ان “من المهم جدا ان تخرج تركيا وحزب العمال من الاراضي العراقية لحفظ الامن والاستقرار، خصوصا وان الطرفين تسببا بهجرة آلاف السكان من مئات القرى الحدودية مع تركيا”. بالمقابل رفضت النائبة التعليق حول من هي الجهة التي يجب ان تواجه حزب العمال الكردستاني في العراق، هل البيشمركة ام القوات الاتحادية؟

التهديد باقتحام مخمور

ولا توجد احصائيات رسمية لاعداد حزب العمال الكردستاني في العراق، لكنها تقدر بنحو 4 آلاف عنصر بينهم أجانب.

وازدادت اعداد الحزب العام الماضي مع اعلان تركيا احتمال اقتحام مدينة سنجار في شمال الموصل.

واستطاع الـ (pkk) نهاية 2018، من الاستحواذ على مقاليد السلطة في سنجار بالاتفاق مع بعض القوى المحلية المرتبطة بالحشد الشعبي هناك. وتقول مصادر في كردستان انه ليست هناك “حالة حرب بين البيشمركة وحزب العمال”، لكن القوات الكردية لديها “ضوء اخضر في الرد على الـpkk في حال تعرضها لهجوم”.

وتحاول تركيا في حملات متعددة منذ العام الماضي السيطرة على جبل قنديل، كما تهدد بالزحف باتجاه سنجار.

ويقع “قنديل” في إقليم كردستان عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية، ويمتد بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية، ويبعد بنحو 150 كيلومتراً عن أربيل، وتتواجد فيه اغلب معسكرات الـ”pkk”.

ومؤخراً هدد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بتوسيع رقعة مواجهة حزب العمال الكردستاني الى مخمور، جنوبي اربيل.

وبحسب المصادر في كردستان ان “مخمور تحولت الى غرفة عمليات لحزب العمال” بعد ان تمت محاصرتهم في المناطق الاخرى بسبب هجمات القوات التركية.

وقال اردوغان في مقابلة تلفزيونية ان “مخيم مخمور يشكل تهديدا لتركيا لا يقل عن التهديد الذي تمثله جبال قنديل”. بدوره يقول ماجد شنكالي وهو نائب سابق لـ(المدى)، ان تهديد اردوغان باقتحام مخمور “يعني احتلالا لان مخمور تبعد عن الحدود 180 كم”.

واقتحمت انقرة الاراضي العراقية بعمق يصل الى 30 كم بذريعة ملاحقة حزب العمال الكردستاني، كما وضعت نحو 40 نقطة وثكنة عسكرية في اطراف كردستان. ويؤكد شنكالي وهو عضو في الحزب الديمقراطي الكردستاني ان “مخمور تضم بضعة آلاف من للاجئين الكرد من تركيا منذ ثمانينيات القرن الماضي، لكن حزب العمال بدأ بتجنيد الشباب من المخيم”.

وحذر النائب السابق من استمرار الـ”pkk” في “ايذاء السكان في كردستان والموصل”، حيث يمنع وجود الاخير عودة 80% من اهالي سنجار.

ويعتقد شنكالي انه “يجب التعاون بين البيشمركة والقوات الاتحادية لانهاء وجود حزب العمال في العراق”.

ويؤكد ان “القادة في الاقليم لا يريدون الانخراط في قتال اخوة بمواجهة الـpkk، كما انهم يحترمون حقوق حزب العمال في تركيا ولكن ليس في العراق”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here