الفصائل المسلحة تستنسخ الأسلوب اليمني فـي مهاجمة القواعد العسكرية

بغداد/ تميم الحسن

بدأت الفصائل المسلحة في العراق الدمج بين اسلوب “الكاتيوشا” والطريقة اليمنية بأرسال طائرات بدون طيار لاستهداف منشآت عسكرية. وأعلن في بغداد أمس، في روايات متضاربة، عن استهداف قاعدة عين الاسد، غربي البلاد، بطائرتين مسيرتين مفخختين.

كما اعلنت قوات التحالف في وقت متزامن، عن هجوم صاروخي على موقع للقوات الامريكية قرب مطار بغداد.

وهذا هو ثاني تحول في عمل تلك الجماعات في غضون عام، حيث ادخلت الفصائل اسلوب مهاجمة ارتال الدعم اللوجستي التابعة لقوات التحالف في النصف الثاني من 2020.

وحتى الان لم تكشف الحكومة العراقية هوية تلك الجماعات التي تعمل تحت اسماء متعددة، فيما تتهم واشنطن فصائل مسلحة تابعة لطهران بالوقوف وراء تلك الاحداث. وبحسب مصادر في الانبار تحدثت لـ(المدى) فان “طائرتين من دون طيار استهدفتا فجر (أمس) الاحد قاعدة عين الاسد غربي المحافظة”، فيما توقعت المصادر ان الطائرات سقطت داخل القاعدة.

لكن خلية الإعلام الأمني التابعة للحكومة اعلنت عن إسقاط طائرتين مسيرتين حاولتا استهداف القاعدة.

وذكرت الخلية في بيان لها أن “منظومة الدفاع الجوي في قاعدة عين الأسد الجوية في محافظة الأنبار تصدت لطائرتين مسيرتين وتمكنت من إسقاطهما”. في المقابل، أعلن المتحدث باسم التحالف الدولي في العراق عن تعرض مركز الدعم الدبلوماسي في بغداد لهجوم بصاروخ في الساعات الأولى من يوم الأحد أيضا.

وقال المتحدث واين ماروتو في تغريدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي إن الصاروخ سقط قرب المركز، ولم يوقع إصابات أو يلحق أضرارا، مضيفا أن التحقيق جارٍ.

ويأتي الحادثان بعد يوم من إعلان قادة عسكريين عراقيين وأميركيين عن اتفاق على عقد جلسة مقبلة خلال شهرين، لبحث آلية إعادة نشر قوات التحالف الدولي خارج العراق.

بعد اعتقال مصلح

ورجحت المصادر في الانبار ان “الهجوم جاء ردا على اعتقال الحكومة لقائد عمليات الانبار في الحشد الشعبي قاسم مصلح”، الاسبوع الماضي في منزل بجنوبي بغداد. ووجه عدد من قيادات الحشد الشعبي، نقدا إلى الحكومة بشأن طريقة اعتقال مصلح، فيما اعتبر هادي العامري زعيم منظمة بدر، اعتقال مصلح “اهانة للحشد”. ويحيط معسكر الاسد الذي كان قد تعرض الشهر الماضي الى هجوم بطائرة مماثلة، عددا من الفصائل المسلحة التي وصلت الى الانبار منذ عام 2016 (اثناء معارك التحرير).

علي مؤنس، عضو لجنة الامن والدفاع في البرلمان يقول لـ(المدى) ان “العراق لن يستطيع السيطرة على الطائرات المسيرة، كما انه لم يسيطر سابقا على ضربات الكاتيوشا”.

ويضيف مؤنس: “ليست لدينا اجهزة اكتشاف وسيطرة على الجو ولا منظومة دفاع”، مبينا ان عمل المسيرات “اسهل بكثير من الكاتيوشا”.

وهذه المرة الثالثة التي تستخدم فيها الجماعات التي تهاجم القواعد العسكرية، الطائرات المسيرة المفخخة، وهو اسلوب تتبعه فصائل في اليمن في حربها مع السعودية لاستهداف المطارات ومواقع النفط في المملكة. وتربط بعض التقارير الضربات داخل السعودية بجماعات عراقية، حيث لم يتأكد حتى الان لو كانت تلك الهجمات نفذت من اليمن او من جنوبي العراق.

وتبنت منصات إعلامية تابعة لفصائل عراقية في مطلع العام الحالي، في بيان أصدرته جماعة أطلقت على نفسها اسم “ألوية الوعد الصادق”، مسؤوليتها عن الهجوم استهدف العاصمة السعودية الرياض آنذاك.

وكان اول استخدام لأسلوب الطائرات المسيرة المفخخة في العراق، سجل في هجوم اربيل في نيسان الماضي، والتي انفجرت على احد المباني قرب مطار عاصمة الاقليم.

خارج مدار الرادار

بدوره، قال الباحث في الشأن الامني احمد الشريفي لـ(المدى) ان “الطائرات المسيرة.. معضلة كبيرة امام انظمة الدفاع الجوي”.

واوضح الشريفي ان المسيرات “تسير ببطء وبارتفاع منخفض حيث يصعب على الرادارات اكتشافها”. واكد الباحث في الشأن الامني ان “الطائرات المسيرة أخطر من الكاتيوشا لأنها يمكن ان تصل لأي مكان”.

وفي تموز 2020 أعلنت وزارة الداخلية، ضبط طائرة مسيرة، تحمل مقذوفاً قريبة من القصور الرئاسية والمنطقة الخضراء وسط العاصمة.

وقالت الداخلية في بيان إن الطائرة المضبوطة “تحمل مقذوفا زنة 2كغم فوق احد البنايات بمنطقة الجادرية ببغداد، وقد تم تفكيك المقذوف (…) وباشرت قواتنا الامنية في اجراء تحقيق كامل”.

ويسود غموض شديد في بيانات الحكومة حول توصيف هوية الجهات المسؤولة عن تلك العمليات، التي بدأت في الاشهر الاخيرة تصفها بالجماعات “الخارجة عن القانون”.

وعلى ضوء ذلك يدعو علي مؤنس عضو لجنة الامن في البرلمان الحكومة الى “بيان حقيقة تلك الجهات بشكل واضح”.

وقال ان هذه الاحداث في هذا التوقيت خطيرة للغاية “لانها تحاول ارباك الوضع السياسي فيما العراق مقبل على انتخابات”.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here