حلول ذكرى سبايكر : ما حدث آنذاك.. يحدث اليوم أيضا

حلول ذكرى سبايكر : ما حدث آنذاك.. يحدث اليوم أيضا

بقلم مهدي قاسم

مرت ذكرى أبشع مجزرة في تاريخنا المعاصر و التي سُميت بمجزرة سبايكر بكل وسكينة ، حيث أعُدم آلاف من شباب غضين بعمر ورود ، فما كان لهم من أي ذنب يُذكرما عدا انتمائهم العقائدي فقط ، لا أكثر ولا أقل ، فقضوا برصاصة واحدة في الرأس ثم قُذفوا إلى النهر لتجرفهم المياه إلى حيث تشاء ..

وكل هذا جرى بسبب استهانة واستخفاف من قبل ساسة ” شيعة ” فاسدين بحياة هؤلاء الشباب الذين كان يجب إبقائهم في قاعدة الإمام علي في الناصرية بدلا من إرسالهم إلى بيئة معادية مثل قاعدة سبايكر في مدينة الطاغية البائد ، في تكريت ..

غير أن أقبح من ذلك و أبشع هو محاولة هؤلاء الساسة المتنفذين وعلى رأسهم نوري المالكي آنذاك إنكار مجزرة سبايكر ثم وعندما قمت أنا وبعض آخر غيري بتسليط الأضواء على تلك المجزرة الرهيبة يوما بعد يوم وبعدة مقالات ، حيث أخذت الوسائل الإعلامية تضج بها أيضا فقد تراجع نوري المالكي عن الإنكار ليعترف ــ ولو على مضض ـ بوقوع تلك المجزرة الشنيعة ،محاولا في الوقت نفسه التقليل من حجمها واقتصارها على بضعة أفراد فحسب !!..

ولكن المثير في الأمر أن ممثلي داعش مهدوا للمجزرة و من ثم حاولوا التغليس عليها بينما الساسة الشيعة المتنفذين في السلطة بذلوا جهدا للتغطية عليها بهدف إسدال ستار التناسي والنسيان عليها ، ولم تمر إلا بضع سنين قصار وإذا بكلا الممثلين ” الشيعي والسني يلتقيان بأحضان و ترحيب حارين كأخوة يوسف !!، مثلما لاحظنا ذلك في استقبال خميس الخنجر من قبل المالكي وهادي العامري وغيرهما في السنة الماضية ..

إلا أن ماكينة القتل والمجازر الجماعية ضد أبناء الجنوب لم تتوقف لكونها تكررت فيما بعد بمسميات أخرى : فدوافع مجزرة سبايكر اُرتكبت بذريعة كون الضحايا من المذهب الشيعي أو الروافض ، أما المجازر الجماعية التي ارُتكبت ، فيما بعد، أيضا ضد أبناء الجنوب المحتجين على مظاهر الفقر والفساد ( ما يقارب ثمانمائة قتيل و مغتال ) من قبل الولائيين العملاء و التخادميين الأذلاء ، فقد جرت في هذه المر بتهمة ” الجوكرية ” وجُهت بحق المتظاهرين من أجل الخبز والعمل والخدمات..

وتكاد النتيجة في النهاية أن تكون ومماثلة ، و نفس الشيء ، باستثناء اختلاف الأيدي الملطخة و المجرِمة التي ارتكبت تلك المجازر في تكريت وبغداد والناصرية وكربلاء والنجف ..

و… الحبل على الجرار ..

والمثير أيضا أن الدواعش قتلوا أبناء الجنوب بدوافع مذهبية

بينما الأحزاب الشيعية وميليشياتها ارتكبنا نفس الطابع من المجازر بحق أبناء الجنوب ، ولكن بذريعة الدفاع عن المذهب ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here