الصحافة العراقية في عيدها.. المكسب الأخير من ديمقراطية التغيير!

الصحافة العراقية في عيدها.. المكسب الأخير من ديمقراطية التغيير!

محمد وذاح

تحتفل الأسرة الصحفية في العراق، اليوم الثلاثاء ( 15 حزيران/ يونيو) من كل عام، بذكرى صدور أول صحيفة عراقية هي صحيفة ( زوراء) سنة 1869، وأتخذوا من هذا التاريخ عيداً لهم منذ سنة 1969 عندما احتفلوا بالذكرى المئوية لتلك الجريدة.

وعلى الرغم من أن الصحافة العراقية وحرية التعبير على قلتها باتت اليوم المكسب الأخير المتبقي للعراقيين من تغيير عام ٢٠٠٣، بسبب ما يعانيه المشتغلون في الصحافة وحرية الرأي بالعراق، من تضييق ونار والشتات وكواتم الصوت وتكميم للأفواه من قبل الأحزاب والقوى الفاعلة والممسكة بزمام السلطة، إلا أنه لم يمنع تسابق القوى السياسية في تقديم التهنئات للأسرة الصحفية في عيدها 152.

فقد توالت التبريكات المفعمة بالأمل والإسناد الى العاملين في مجال الصحافة، من قبل المسؤولين العراقيين على رأسهم؛ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء ورئيس مجلس النواب، ووزير الدفاع والداخلية، ونواب في البرلمان العراقي وغيرهم من المسؤولين، حملت الكثير منها رسائل ودعوات اسناد، لما للصحافة من أهمية على اعتبرها إنها سلطة ومقياس حقيقي لديمقراطية الدولة من عدمهِ!

فقدم رئيس الجمهورية برهم صالح، تهنئة في بيان مقتضب، للأسرة الصحفية بالذكرى (152) لعيد الصحافة العراقية، وبعث باقة ورد بهذا المناسبة.

لم تشفع لهم مواقفهم المساندة!

من جانبه، أسهب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في تقديم أطيب التهاني للأسرة الصحفية في عيدها، لعدة اعتبارات أهمها أنه أبن هذا الوسط قبل أن يكون رئيس أعلى سلطة تنفيذية في العراق.

وقال الكاظمي في بيان، أن “الصحافة العراقية كانت ولا تزال ركنًا أساسيًا من وسائل الدفاع عن مصالح الشعب، وداعمًا لتوجهاته الوطنية في محاربة الظلم والاستبداد، عبر حقب طويلة من الدكتاتورية التي حاولت خنق الأنفاس وكتم الأفواه، وبعد ولادة العراق الجديد، صارت مهمتها أكثر دقة وأهمية، فهي عين الناس وبوصلتهم للحقيقة ومنبرهم للرأي الحر الذي لن تعيش الديمقراطية بدونه”.

وستذكر الكاظمي شهداء الصحافة وأصحاب الرأي الحر- الذين لم تشفع لهم وقفتهم ومساندتهم للقوات الأمنية والحشد الشعبي خلال معارك التحرير ضد أعتى جماعة إرهابية منظمة بالسلاح والإعلام- إلا أنهم انتهوا غدراً وتنكيلاً على يد غربان الظلام!، بحسب رأي الكاظمي.

الصحافة وفرص جذب الاستثمار

وعلى المستوى النيابي، توالت التهاني والتبريكات من رئاسة مجلس النواب مُمثّلتاً بالحلبوسي ونزولاً إلى معظم اعضاء البرلمان، كلها تغنت بالأسرة الصحفية وضرورة إعطاءها المزيد من الحرية والتقدير للعاملين فيها لدورهم الرقابي ومساندتها الكبيرة بدعم القوات الأمنية خلال معارك التحرير ضد “داعش”.

ومن أبرز الرسائل التي تضمنتها التهاني والتبريكات للأسرة الصحفية، دعوات رئيس لجنة الاقتصاد والاستثمار النيابية، النائب أحمد سليم الكناني، في تغريدة له، بـ”أخذ الصحافة دورها الرقابي في إظهار الأخطاء ونقل صورة ناصعة عن العراق من أجل جذب فرص الاستثمار الأجنبية ودفع عجلة البناء إلى الأمام”.

العراق أخطر مكان للعمل الصحفي!

وعلى الرغم من الإسناد والدعم الذي اظهرته السلطة في العراق والقوى السياسية، الى الصحافة والعاملين فيها، إلّا أن العراق لا يزال يصنف بأنه أخطر المناطق للعمل في مجال الإعلام، فمنذ (أيار/ مايو 2020 إلى ايار/مايو 2021) سجل العراق 268 انتهاكا ضد الصحفيين، بحسب دراسة أعدتها جمعية الدفاع عن حرية الصحافة، التي تتخذ من العراق مقرا لها.

وشملت الانتهاكات “تهديدات وملاحقات للصحفيين واحتجاز واعتقال ودعاوى كيدية واعتداء بالضرب ومنع تغطيات وإغلاق وسائل إعلام وتسريح عاملين، فيما بلغ عدد الصحفيين المغدورين منذ عام 2003 حتى الآن (475) صحفيا بينهم أكثر من 20 صحفياً أجنبياً، وهذا الرقم كبير ولم يحصل في الحرب العالمية ولا حتى في حرب فيتنام! بحسب نقابة الصحفيين العراقيين.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here