على هامش ثلاث عقوبات إعدام مرة واحدة : لو كانت جريمة قتل سياسية لبقيت قيد الكتمان

على هامش ثلاث عقوبات إعدام مرة واحدة : لو كانت جريمة قتل سياسية لبقيت قيد الكتمان *

بقلم مهدي قاسم

بفضل المهارة المهنية للسلطات الجنائية في الإقليم ، فقد جرت عملية كشف جريمة القتل المروعة التي اُرتكِبت بحق الناشطة الصيدلانية ” شيلان ” و والديها المغدورين في الشهور الماضية ، و قد جرت عملية كشف الجريمة في وقت قياسي جدا ، و الحق يُقال ، و خرجت للعلن ، وما نتج عن ذلك من عملية اعتقال الجاني في أحد فنادق أربيل ، وليس هذا فقط ، إنما سوية مع العثور على أدلة جنائية دامغة في حوزته ، حيث وجد الجاني نفسه أمام كل هذه الأدلة القوية ( لا سيما كثرة العملات المسروقة من بيت الضحايا بعد ارتكاب الجريمة ) والأثر الجرمي الصارخ الملموس الذي لايطاله الشك إلا أن يعترف بواقعة الجريمة المرّوعة بتفاصيل كاملة ، وهو الأمر الذي سهّل فيما بعد ليس عمل سلطات بغداد الجنائية فقط ، إنما عمل الادعاء العام أيضا لتهيئة وتحضير لائحة الاتهام و رفعها إلى المحكمة الجنائية ذات الاختصاص و التي هي بدورها أصدرت قرار الإدانة بحق الفاعل القاتل في وقت قياسي أيضا متجسدا بعقوبة الموت إعداما لثلاث مرات دفعة واحدة !..

إلا أن هذه التفاصيل والحيثيات التي باتت معروفة لكثير من القراء الكرام ، ليست هي قصدنا لإبرازها أو التركيز عليها طويلا ، بقدر ما كنا نوّد أن نُشير إلى أنه لو لم تكن هذه الجريمة ” عادية ” وإنما ذات طابع سياسي يمس المتظاهرين والناشطين ( بالرغم من إن إحدى ضحاياها كانت ” ناشطة مدنية ” و التي قُتلت بالصدفة البحتة ) لما كُشفت بهذه السرعة القياسية ولما اُعتقل الجاني ولا صدر بحقه حكم إعدام ــ ثلاثا ــ وبهذه العجالة لو …

نقول لو كان الجاني المُدان واحدا من قتلة المتظاهرين و الناشطين المدنيين” أي المجهولين ” الميليشاويين ولكن المعروفين جيدا من قبل السلطات الجنائية العراقية ، وحيث لم تفلح السلطات الجنائية العراقية إلقاء القبض حتى على واحد منهم ، ناهيك عن إصدار الحكم عليه بالإعدام ، بالرغم من هؤلاء القتلة يمارسون عمليات اغتيالهم المتواصلة و المنتظمة منذ أكثر من سنة ــ وعلاوة على ذلك ــ في وضح النهار وأمام كاميرات الأجهزة الأمنية ثم ينصرفون كمن قام بواجبه الاعتيادي و الروتيني بروية وتأن واطمئنان كامل من عدم كشفهم !!..

و ضمن هذا السياق أشارتُ في مقال سابق لي إلى أنه إذا كان الأمر متعلقا بجريمة قتل ” عادية ” فأن السلطات الأمنية العراقية سرعان ما تكشف القاتل وتعلن عن ذلك بضجة إعلامية ، أما جريمة قتل المتظاهرين بالمئات فلا خبر لا جفية لا حامض حلو ..

يا حلو يا محظوظ يا ميليشياوي !!.

*(( جنايات الكرخ : ثلاثة إحكام بالإعدام شنقا على قاتل الناشطة ” شيلان ” وعائلتها
بغداد / إعلام القضاء

أصدرت محكمة جنايات بغداد الكرخ بهيئتها الثالثة حكما بالإعدام شنقا لثلاث مرات على المجرم الذي قتل الناشطة الصيدلانية شيلان دارا ووالديها .

وقال مراسل المركز الإعلامي لمجلس القضاء الأعلى إن “المجرم نفذ جرائم القتل عندما كان ينفذ عملية سرقة لممتلكات العائلة في شقتهم الواقعة ببغداد المنصور” .

وأضاف أن “المحكمة أصدرت قرارها بتنفيذ العقوبة بالتعاقب على المجرم وفق المادة 406 / 1 /أ من قانون العقوبات العراقي رقم 111 لسنة 1969 المعدل واستدلال بأمر مجلس الوزراء رقم 3/ أولا /4 لسنة 2004”. ــ نقلا عن صوت العراق ) ..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here