رسالة الى حكومة العراق

رسالة الى حكومة العراق

الا تستطيعون أن تحسبوا عدد المتسولين والفقراء في العراق وتخصيص لهم راتب شهري وبيت يأويهم ؟ ألا تستطيعوا ان تعرفوا عدد العوائل التي تسكن في الشوارع أو في الإيجار وتدفعون لهم من ميزانية الدولة ؟ تستطيعون …لكنكم لا تفعلون ! لسبب واحد ! سراق بلا ضمير، ولا تملكون من قيم الإنسانية شيء. بدل أن تبلطوا شارع بمليارات الدولارات ويصبح حفرة السنة القادمة إمنحوا نصف هذه المليارات لهؤلاء الفقراء وخذوا الباقي وإرحلوا من أرضنا فقد أمتلأت فساداً من سرقاتكم، لا أستثني أحد بالحكومة أو مسؤول في محافظة الكل يستطيع أن يفعل ذلك ولكنكم تجار دم وسراق وفاسدين، الجميع متأكد من يحكمنا بلا ضمير ولا شرف.

الحاكم الفاسد بلا ضمير لا أعرف كيف يستطيع ان يأكل لقمة خبز وفقراء شعبه لا تملك ثمن رغيف الخبز، ولا أعرف كيف يستطيع أن يوقد ناراً في ليلة شتاء باردة وفقراء شعبة ليس لديهم غطاء ليحموا أجسادهم من برد الشتاء وأمطاره، ولا أعرف كيف يجلس مع أطفالة في الصيف تحت هواء مكيف والكهرباء لا تنقطع لدية وفقراء شعبة تجلس تحت ظلام دامس في حر العراق اللاهب، نحن العراقيين نحلم ونتمنى أن يأتي حاكم من أي ديانة لنعيش في كنفهِ أغنياء ونتمتع بموارد شعبنا الذي حُرمنا منها منذ تأسيس الدولة العراقية.ولكن مع الأسف لا يأتينا العراق بحكام شرفاء بل يأتينا بحكام بلا ضمير ولا إنسانية يتاجرون بنا كأننا خُلقنا عبيد لهم.

الشواهد كثيرة لا تعد ولا تحصى من حياة البؤس الذي يعيشها شعبنا، بيوت عشوائية من الصفيح الذي يكون لاهب كالجحيم في جو العراق المعروف بإرتفاع درجات الحرارة صيفاً، ماذا أقترف هذا الشعب لينال كل هذا الظلم والجور؟ أطفال ونساء في تقاطع الطرقات، بيع أعضائهم ليسدوا رمق الجوع الذي خلفه حكام بلا إنسانية، وعود كاذبة يطلقها حكامة مع قرب كل إنتخابات ليستمروا بنهب ثرواته ويتركون الشعب في مواجهة البؤس والضياع والجوع، جرائم متعددة داخل العائلة بسبب الحالات النفسية الذي يعانيها الشعب العراقي لكثرة الويلات والحروب، مرضى على أبواب عيادة الأطباء ليس لهم قدرة لشراء علبة دواء، فساد تفشى داخل كل دوائر الدولة من دوائر صحية وتعليمية وقضائية، أصبح بلدنا للأغنياء ليتسلوا بمعاناة الفقراء.

النظام البرلماني والديمقراطية المزيفة لم تأتي لنا إلا وبالاً على الشعب المنكوب، لم يستفد منهُ إلا السارقون الذي جعل أرذل القوم سيد على بلادنا، لم نستفد من هذا البرلمان الا تقسيمنا وزرع الفتنة وإفراغ الخزينة، لم نستفد منه الا حروب وكثرة الأرامل بإسم حماية المذهب، لم نستفد منهُ إلا كثرة المتسولين وعوائل بلا مأوى، أيعقل من جميع الحكام الذي حكموا العراق لا يوجد إنسان يحمل ذرة ضمير وإنسانية ! ليرى ماجرى للشعب من فقر مدقع ومشردين ونازحين ومهجرين، ثمانية عشر سنة عجاف لم يرى منها الشعب العراقي خيراً، تهديم القيم والمبادئ، زيادة العبودية، أمراض منتشرة في مفاصل المجتمع العراقي، تكميم الأفواه، محاربة الحرية والتحرر، فقراء منتشرين في جميع محافظات العراق، تعيينات بالواسطة، تهديم التعليم، قضاء مرتشي، منظمات إنسانية تم تسييسها للممول وخدمتة وخدمت نواياه السيئة، عبودية مطلقة لرجال الدين، هذا ما كان يهدفون له أن يبقى الشعب جائع ليصل مرحلة يصرخ إعطني رغيف خبز وسوف أعبد ربك أيا كان، ورجل الدين أصبح بمثابة الإله في الأرض وبيدة السوط يجلد من يشاء ويطعم من يشاء.

هناك من سيقول ان الشعب العراقي غني ويعيش في كنف حكومة ديمقراطية، لو كان كذلك لما هرب أكثر من نصف مليون عراقي في تركيا هاربين من جحيم الميليشيات الإيرانية يعيشون في وضع مزري لا يملكون حتى أرض مساحتها متر مربع واحد في بلدهم وكذلك في الدول الأخرى كلبنان والأردن ومصر ، لو كانت هناك حكومة ديمقراطية لما تم إغتيال النشطاء والإعلاميين والمتحررين وتحت أنظار الحكومة نفسها، الشعب العراقي يعيش العبودية مرغماً لإجل رغيف خبز والإستمرار في الحياة تحت جحيم ظلم ميليشيات دموية، رغم إن الدستور العراقي والقوانين الإنسانية أكدت على إحترام كرامة الإنسان وإحترام الكرامة لا يتحقق الا بتوفير سبل العيش الرغيد وهذه واجبات الدولة تجاه شعبها، لكن من يحكم العراق مجموعة لصوص نهبوا خيرات العراق وأعلنوا الولاء والطاعة العمياء لحكومة إيران الشياطنية على حساب تجويع وإذلال الشعب العراقي.

سلام المهندس

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here