ملاحظة مُمَلحة عن ما جاء في كلام رائد الأمن السابق صباح الحمداني حول تهجير الكورد الفيلية إلى إيران؟

ملاحظة مُمَلحة عن ما جاء في كلام رائد الأمن السابق صباح الحمداني حول تهجير الكورد الفيلية إلى إيران؟

محمد مندلاوي

عزيزي القارئ الكريم، قام مؤخراً الرائد السابق في جهاز الأمن العراقي السيئ الصيت صباح يحيى الحمداني بتقديم برنامج على الـ”يوتيوب” يتحدث فيه عن جرائم حزب البعث المجرم ورئيسه الديكتاتور المقبور صدام حسين. لقد كتبت في الشهور الماضية مقالاً عنه بعنوان “وشهد شاهد من أمنها” ذكرت فيه جانباً من الجرائم التي كشفها مشكوراً الرائد صباح الحمداني في برنامجه الـ”يوتيوبي” عن المآسي والدمار التي حلت بالشعب الكوردي الجريح على أيدي الأجهزة القمعية لنظام الديكتاتور صدام حسين. اليوم نتكلم عن حلقتين قدمهما الرائد الحمداني مؤخراً عن تسقيط الجنسية العراقية عن الكورد الفيلية وتهجيرهم إلى إيران عبر أراضي جنوب وشرق كوردستان، وكانت الحلقة الثانية بعنوان: من تسفيرات التبعيات وخصوصية الفيلية… . أرجو أن يسمح لي القارئ اللبيب أن أفتح قوساً عن الانتماء القبلي للرائد صباح الحمداني (مما لا شك فيه أن الرائد صباح الحمداني كسائر العرب في العراق أصله ليس عراقياً بل من أولئك العرب الذين جاءوا زرافات عبر نهري فرات ودجلة من جزيرة العرب، وعشيرته بني حمدان ما هي إلا فرعاً من قبيلة تغلب التي كانت نصرانية وكانت تقيم في الجزيرة العربية قبل مجيئها إلى العراق وهي الأخرى فرع من عدنان، أي فرع من العرب المستعربة في أرض الخليج؟ فلذا أن أصل الرائد صباح ليس عراقيا؟). إن الرائد صباح، كبعض العرب المستعربة الذين تخلوا عن ثقافة الصحراء العنيفة التي تقول: أنا وأخوي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب. أنه يريد أن يقول كلمة حق ضد سلطان كان جائراً وأحرق الأخضر واليابس، لكنه لا يعرف كيف يبدأ؟ تماماً كما يقول المثل: جاء يكحلها عماها. يريد أن يقول كلمة طيبة بحق شريحة ما عانى الويلات على يد نظام دموي سلب أموال أبنائها وهجر مئات الآلاف منها وقتل شبابها في معتقلاته بدم بارد، لكن كما قلت أن -صباح- لا يجيد شرح الأشياء التي يطرحها بطريقة سلسة وواضحة للمشاهد، فلذا عوض أن ينصفها تجده دون دراية منه يذمها وينتقص من تضحياتها ومن المآسي التي عانت وتعاني منها ظلماً وبهتانا على أيدي الأنظمة العربية؟! على سبيل المثال، لقد أدان الرائد صباح الحمداني تهجير الكورد الفيلية إلى إيران، الذي سماه تسفير؟! وقال أنهم – الكورد الفيلية – من التبعية الإيرانية!!! وهذا غير صحيح البتة، يا سيد صباح أنت الآن لديك برنامج تتابعه الناس وتستمع إليك في جهات العالم الأربع فلذا، يجب عليك أن تقرأ وتتابع وتبحث في بواطن الكتب المعتبرة والمعتمدة حتى تكون لديك معلومات جمة عن المادة التي تقدمها. وقبل هذا تنتبه جيداً للكلمات التي تنطقها كي لا تظلم أحداً وأنت لا تعلم؟. عزيزي، أن الكورد الفيليين مذكورين في ألواح سومر الطينية، سومر يا رائد صباح التي هي أول حضارة انبثقت في وادي الرافدين. أتعرف الآن لماذا ذكر السومريون اسم “پیلی- Pili”، لأن السومريين هم الكورد الفيلية بحق وحقيقة، وما هؤلاء الكورد الفيلية الذين ألصقت بهم يا رائد صباح تسمية التبعية الإيرانية نزقاً إلا امتداداً لأجدادهم السومريين الذين وجدوا على أرض الرافدين قبل مجيء العرب إليها كغزاة بآلاف السنين؟؟. يقول (ناجي جواد) في كتابه (بغداد سيرة ومدينة) ص 12:” إن كلمة بغداد آرية الأصل وأن الكيشيين استعملوها أول مرة في مستهل الألف الثاني ق.م. ومعناها عطية الله” أتعرف يا صباح أن هؤلاء الكيشيين بناة بغداد، الذين استعملوا اسم بغداد أول مرة قبل 4000 عام هم الكورد الفيلية التي هي فرع من الكورد اللور الصغير؟. لكن ماذا نقول للمستبدين… الذين بسطوا نفوذهم وسلطتهم الغاشمة على أرض الرافدين بحد السيف، وقاموا على مدى قرون عديدة بنشر مفاهيمهم الرجعية التي غيَّروا وفق سياسة عنصرية ممنهجة كل شيء تقريباً على أرض الرافدين كي يتماشى مع أهدافهم الاستيطانية التي خرجوا من أجلها كغزاة من قفارهم التي لا ماء فيها ولا كلأ.
19 06 2021

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
,
Read our Privacy Policy by clicking here