على هامش الانتخابات الإيرانية : ” تريد أرنب خذ أرنب.. تريد غزال خذ أرنب “

على هامش الانتخابات الإيرانية : ” تريد أرنب خذ أرنب.. تريد غزال خذ أرنب ”

بقلم مهدي قاسم

لدى الأنظمة الشمولية والتوتالية المطلقة ولع و ميل و هوس عجيب ، لتجميل وجهها الديكتاتوري الدموي البشع برتوش ديموقراطية فضفاضة وزائفة ، وهي أقرب إلى صورة كاريكاتورية مضحكة ومنفرة ، منها إلى جدية ورصانة في الممارسة الديمقراطية الحقة والأصيلة ..

ولعل النظام الإيراني بشموليته المطلقة قد يشكّل واحدا من هذه الأنظمة التي تسعى إلى إضفاء على نفسها ووجودها طابعا من شرعية انتخابية و سلطوية ، بغية إرسال إيحاء للآخرين بأنه نظام ديمقراطي و شرعي قائم على إرادة الأغلبية المطلقة ، وقد سبق النظام الإيراني في هذا المضمار النظامان العراقي والسوري المعروفان ببشاعة ووحشية دمويتهما المطلقة ، في ترتيب وتنظيم انتخابات هزلية من هذا النوع كانت مصدرا لتندر وهزء وتهكم من قبل الناس ، من حيث تكون نتائجها ــ عادة ــ معروفة ومحسومة مسبقا ، بالطبع لصالح النظام في كل الأحوال والظروف “وأن المسألة لا تعدو أن تكون مجرد مشاهد كوميدية مضحكة ومبكية في آن ..

طبعا ، مع فارق طفيف يمكن ملاحظته عن نظام الملالي و الموظف أصلا لخداع وتضليل نابعين عن ” الدهاء الفارسي ” المعروف تاريخيا بالمكر أيضا ، وبالأخص على صعيد الترويج لمرشح”إصلاحي ” وآخر ” لمرشح متشدد “؟!! ، بينما كلا المرشحين محسوبين على بطانة النظام الثيوقراطي الشمولي والمتشدد الصارم جدا بقيادة “برجنيف إيران ” أي خمائني، وقد شاهدنا كيف أن مرشّحين ” إصلاحيين ” مثل الخاتمي و الروحاني قد فازا بالانتخابات وشكّلا حكومة ، ولكن دون حدوث أي تأثير إصلاحي أو انفتاحي حقيقي لا على طابع وبنية السلطة الأساسية القمعية المتجذرة ولا على نهجها الدموي المتواصل ، حيث قرأنا وشاهدنا كيف قمعت حكومة الروحاني في العام الماضي متظاهرين ، بالرصاص مما نتج عنها سقوط عديد من قتلى وجرحى ..

هذا دون الحديث عن انعدام الرقابة الدولية عن نزاهة الانتخابات الإيرانية و التي يمكن تزويرها على كيف ومزاج لعدم وجود رقيب أو حسيب.

وهكذا ننتهي إلى نهاية سطورنا مختتما بالمثل الشعبي المأثور ومفاده :

ــ ” “تريد أرنب خذ أرنب.. تريد غزال خذ أرنب ”

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here