ملاحظات مشروعة حول مشروع عاصمة العراق الإدارية الجديدة 

بقلم مهدي قاسم

من حق أي مواطن عراقي نزيه و مخلص و حريص أن يشك في مشروع عاصمة العراق الإدارية الجديدة المزمع  تنفيذه  و الذي لا زال متأرجحا بين أخذ ورد ، بين  قبول و رفض من قبل أحزاب و ساسة متنفذين و الذين اعتراضهم لا يقوم أصلا على  أساس من حرص ونزاهة وإخلاص حقيقي  بقدر ما ينطلق من حسابات أنانية و فئوية ضيقة أو اعتبارات طائفية فضلا عن فساد ..

أما شك المواطن ” العادي ” و الحريص على المصلحة العامة  بخصوص هذا المشروع الضخم ،  فإنه ينطلق من تجارب سابقة و قريبة لعشرات آلاف مشاريع متلكئة أو وهمية من خلالها سُرقت أواُختلست  الأموال المخصصة لتنفيذها وإنجازها الكامل ، ثم هرب المسؤولون  اللصوص  إلى خارج العراق  لينعموا بما سرقوا من مال وفير ، بكل أمان واطمئنان..

نقول كل هذا ، لأنه  ما من أحد في موقع المسؤولية الذي يستطيع ضمان بالمطلق عدم حصول حالات مشابهة ومماثلة من عمليات  سرقة ونهب للمال العام  الطائل ، و المخصص  لتنفيذ هذا المشروع  الهائل من قبل أحزاب و ساسة ومسؤولين متنفذين،  بسبب هيمنة مظاهر الفساد الواسعة وانعدام الرقابة الحقيقية والمطلوبة، هذا في الوقت الذي باتت   الدولة ”  العراقية  الضعيفة والهزيلة و شبه المحتضرة ، الآن وقبل أي وقت  آخر ،وبالأخص أنها قد  وقعت  رهينة عاجزة تماما بين أيدي ميليشيات  مدججة و منفلتة ، ذات اختلاط و  دمج وتشابك وتداخل  مع عصابات  إجرامية منظمة ومختلفة تحت مسميات  سياسية و دينية أو مذهبية أو فئوية زائفة ..

وإلا فمُن مِنا لا يبتهج فرحا وسرورا ــ  بل مطالبا ومشجعا له أيضا ــ لإنجاز أي مشروع من  هذه المشاريع الضخمة والمهمة والضرورية و التي ستوفر حتما ــ في حالة وجود حرص ونزاهة ــ آلافا من فرص عمل للعاطلين ، كما  تخلق من جراء ذلك حركة اقتصادية إيجابية ومفيدة على صعيد تنشيط السوق العراقي وتحسين الأحوال المعيشية للعائلات الفقيرة والمعانية من اطالة مزمنة  وحرمان وعوز دائم  ؟..

 

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here