معادلة سياسية جديدة في الشرق الأوسط يرسمها الانسحاب الأمريكي

تقول مايا كارلين، الباحثة والمحللة في مركز السياسة الأمنية في واشنطن، ان هناك تحولاً كبيراً في سياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط لأنها تهدف إلى إعادة توجيه اهتمامها  نحو الصين وروسيا بدلا من الشرق الاوسط.

وتنتقد كارلين هذه السياسة بالقول، إنه إذا لم يتمكن حلفاؤنا الاستراتيجيون في الشرق الأوسط من الاعتماد على الولايات المتحدة للحصول على تكنولوجيا الدفاع الجوي والدعم، فقد يلجأون إلى خصومنا للقيام بذلك.

وأكدت وزارة الدفاع (البنتاغون) في 18 يونيو (حزيران)، أن القيادة المركزية الأميركية أصدرت توجيهات بسحب  بعض القوات والقدرات  من المنطقة حيث خفضت قوتها العسكرية في العراق وأعلنت عن سحب جميع قواتها في أفغانستان.

وقالت كارلين في تقرير نشرته مجلة  ناشيونال إنتريست ، إن إدارة الرئيس بايدن، كما جاء في تقرير الوكالة الألمانية، تعتزم كذلك سحب العديد من عتاد الدفاع الجوي من دول في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك المملكة العربية السعودية والعراق والكويت والأردن.

وذكرت صحيفة  وول ستريت جورنال ، أنه ستتم إزالة نحو ثماني بطاريات باتريوت المضادة للصواريخ إلى جانب نظام الدفاعي المضاد للصواريخ والأهداف الجوية الأخرى (ثاد).

وتأتي هذه الانسحابات المخطط لها في وقت تتصاعد فيه الهجمات   في جميع أنحاء المنطقة. وفي العراق، استخدمت الفصائل   الصواريخ والطائرات من دون طيار لمهاجمة الأصول الأميركية والأفراد العسكريين باستمرار خلال العام الماضي.

ومنذ أبريل (نيسان) استخدمت   طائرات من دون طيار محملة بالمتفجرات لمهاجمة الأفراد الأميركيين في العراق.

قالت صحيفة تلغراف (Telegraph) البريطانية إن المغادرة الوشيكة لقوات حلف شمال الأطلسي “ناتو” (NATO) المتبقية في أفغانستان قد شجعت حركة طالبان على ملء فراغ السلطة.

وقد يحدث ذلك أيضا في دول، تعتمد على النفوذ الأمريكي في حفظ الامن، كما ان الكثير من المعادلات الإقليمية تعتمد على الوجود الأمريكي الذي اذا غاب فمن المرجح ان تملأ قوى متشددة الفراغ، كما الحال في أفغانستان، وهو ما حدث في العراق حين انسحبت القوات الامريكية العام ٢٠١١، الامر الذي أدى الى استفحال الإرهاب لاحقا، وانتهى الى سيطرة داعش على ارض واسعة في العراق وسوريا.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here