“انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيرا”
ان القران الكريم وضح بصورة جلية من هم اهل البيت فمجرد قراءة الايات السابقة واللاحقة للعبارة المجتزأة والمقطوعة من الاية 33 من سورة الاحزاب يتبين لنا ان المقصود الرئيسي بها زوجات رسول الله. فقد قال تعالى من الاية 28 الى الاية 34 من نفس السورة “يا ايها النبي قل لازواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين امتعكن واسرحكن سراحا جميلا. وان كنتم تردن الله ورسوله والدار الاخرة فان الله اعد للمحسنات منكن اجرا عظيما. يا نساء النبي من يات منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا. ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نوتها اجرها مرتين واعتدنا لها رزقا كريما. يا نساء النبي لستن كاحد من النساء ان اتقيتن فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض وقلن قولا معروفا. وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى واقمن الصلاة واتين الزكاة واطعن الله ورسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجز اهل البيت ويطهركم تطهيرا. واذكرن ما يتلوا في بيوتكن من ايات الله والحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا”.
ذكر الله تعالى بالقران الكريم مرة اخرى بالرحمة والبركات اهل البيت النبي ابراهيم عليه السلام عندما قال في امر زوجته سارة في الايتين الاية 72 و 73 من سورة هود “قالت يا ويلتي أألد وانا عجوز وهذا بعلي شيخا ان هذا لشيء عجيب. قالوا أتعجبين من امر الله رحمت الله وبركاته عليكم اهل البيت انه حميد مجيد. لقد اكد الله في شان زوجة ابراهيم بان اهل البيت تعني على وجه الخصوص الزوجة ايضا كما رأينا.
لكن رسول الله وسع استخدام اهل البيت فهناك رواية تذكر بان رسول الله ضم فاطمة وعلي والحسن والحسين الى اهل البيت. ثم وسعها صلى الله عليه وسلم لتشمل سلمان الفارسي. مما حدى بالعلماء توسيع هذا الامر الى كل مسلم مؤمن صادق عادل ملتزم اعتمادا على قول رسول الله الى سلمان الفارسي عندما قال سلمان منا نحن اهل البيت.
ينبغي ان نسير اليوم على هدى رسول الله فنعتبر كل مسلم مؤمن بالله ورسوله واليوم الاخر. وملتزم باحكام الاسلام الاساسية كالامر بالمعروف والنهي عن المنكر. وقول الحق وتادية الامانة والوفاء بالعهود والعقود والعدل والتسامح والبراءة من اعداء الله ورسوله واعمار الارض والبحث عن العلم. اضافة الى الصلاة والصوم والزكاة وحج بيت الله الحرام لمن استطاع اليه سبيلا. هؤلاء المؤمنين هم ايضا من اهل البيت مثلهم مثل سلمان الفارسي الذي جعله رسول الله من اهل بيته. كل شخص متقي اذن من ذكر او انثى يدخل في اهل بيت رسول الله وهو بيت الاسلام والايمان. اي بيت اهل الصدق والاخلاص ونصرة الاسلام الذي هم ايضا خاصة الله واحباءه.
ما احوج فقهاء وعلماء مذاهبنا ان يعودوا الى جادة الصواب والرشد. اذ ينبغي ان يؤسسوا ويبنوا فقههم وعقائدهم وفق ما جاء به القران الكريم الذي لا يدخل اليه الباطل. والمحفوظ من الله تعالى “انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون”. فقد اجمع المفسرون من كل المذاهب ان المقصود بالذكر هو القران الكريم واجمعوا كذلك انه غير محرف ولم يعتريه زيادة او نقصان. لقد وصلنا هذا الكتاب بين الدفتين كما انزل على رسول الله. انه الكتاب السماوي الوحيد الذي لم يحرف كبقية الكتب السماوية. ان اي مذهب اسلامي ينبغي ان تكون قاعدته الاساسية واحكامه الفقهية معتمدة بصورة اساسية على كتاب الله القران. لا يمكن إن يؤسس اي مذهب بالاعتماد على الروايات او على الصراعات السياسية بين الصحابة الاوائل.
د. نصيف الجبوري