استعراض الحشد.. قوة مهابة تحمل رسائل طمأنة للداخل!

استعراض الحشد.. قوة مهابة تحمل رسائل طمأنة للداخل!

محمد الفاهم

مَهيب ومُنظم، أقل ما يمكن أن نصف به الاستعراض العسكري الذي نظمه الحشد الشعبي والذي اعتبره مراقبون بأنه أكبر استعراض لتلك القوات منذ أن تأسّست في تاريخ 13 حزيران عام 2014، بعد إعلان فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية العليا لمحاربة “داعش” الإرهابي الذي سيطر وقتها على عدد من مدن البلاد وفي مقدمتها مدينة الموصل، قبل أن تستعيد الحكومة السيطرة عليها.

وجرى استعراض الحشد الشعبي في محافظة ديالى بمعسكر الشهيد أبي منتظر المحمداوي، (أشرف) سابقاً والذي كان مخصصاً من قبل لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة. وتضمّن عرض الحشد الشعبي عدداً من الآليات الجديدة وخصوصاً الطائرات المسيرة التي أظهرت قوة وإمكانية الحشد من حيث التدريب والآليات والتكنولوجيا العسكرية.

وحضر الاستعراض العسكري للحشد الشعبي، القائد العام للقوات المسلحة العراقية مصطفى الكاظمي، ورئيس هيئة الحشد، فالح الفياض، وقيادات أمنية وعسكرية أخرى، والذي يمثل رداً واضحاً على كل التخرُّصات التي تحدثت عن أن الحشد الشعبي غير خاضع لأوامر رئيس الوزراء، خاصة بعد التوتر الأخير على خلفية اعتقال القيادي في الحشد، قاسم مصلح.

“قوي ملتزم بالشرعية”

ويرى الباحث السياسي هيثم الخزعلي أن الحشد أراد من هذا الاستعراض أن يوصل رسائل عديدة، من بينها رسائل طمأنة للداخل، بأن هنالك قوة عسكرية انتصرت على أعتى تنظيم إرهابي في العالم، وهي جاهزة لإعادة الكرّة.

وأوضح الخزعلي، في تصريحٍ صحفي، أن رسالة الحشد بهذا المعنى تقول بأنه موجود وأنه يمتلك القوة، وهو الذي استطاع أن يهزم تنظيم داعش.

أما الرسالة الأخرى وفقاً للخزعلي، فهي أنه ملتزم بشرعية الدولة، لا سيّما وأن رئيس الوزراء بنفسه حضر إلى الاستعراض وبارك حضور الحشد، لافتاً إلى أن الحشد بعث برسالة ثالثة، وهي أنّه موجود في حال حاولت أي قوة خارجية أن تنتهك سيادة العراق وتضعفها.

الوفاء لمهندس الانتصار

اللافت في استعراض الحشد الشعبي ليس بأنه يُقام لأول مرّة منذ انطلاق الفتوى قبل سبعة أعوام، ولا للقوة والمهابة والتنظيم الذي عكسه مقاتلو الحشد بكافة صنوفه خلال الاستعراض، ولكن رسالة الوفاء والامتنان التي بعثها الحشد وقادته إلى مهندس الانتصار وشيبته القائد الحاج أبي مهدي المهندس.

فكانت صور الشهيد المهندس تتقدم كراديس الحشد، لتمثل حالة من الامتنان بأن الحشد ما كان عظيماً ومهاباً اليوم لولا الإعداد والاستعداد والتجهيز والتدريب الذي قام به شيبة الحشد أبو مهدي المهندس، وفق ما يرى النائب أحمد الأسدي، الذي طالما رافق المهندس في معارك التحرير.

وخاطب الأسدي، الحشد خلال مشاركته في الاستعراض، بالقول: “حينما احتشدتم لمواجهة داعش كان كل العراق محتشداً بكم وحينما انتصرتم على الإرهاب وحررتم الأرض كان كل العراق منتصراً بكم، وحينما استعرضتم اليوم بكل هذا البهاء والهيبة والانتظام كان كل العراق مستعرضاً بكم”.

ويبقى الحشد الشعبي، قوة عراقية لها وضعها المعنوي الخاص، لتكون دوماً وأبداً جزءاً أساسياً من القوات الأمنية والظهير والساعد الأقوى للجيش العراقي وقواتنا المسلحة، في مواجهة أي تهديد وعدوان على البلاد.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here