*ذكريات أليمه* *ألشهيد حسن شحاته*

  في شهر حزيران أستشهد المرحوم حسن شحاته  تعرفت على الشهيد من خلال موقع ( صوت العراق ) وتحديدا  من خلال غرفة ( البرلمان العراقي ) التي كان يديرها ولايزال الاخ العزيز ( أنور عبد الرحمن ) ،   وكان ذلك في تسعينات القرن الماضي في بداية الامر عندما كان الشهيد السعيد يدخل الى غرفة البرلمان ( البالتوك ) ويتحدث عن فضل أهل البيت ومثالب الصحابه البعثيين كنا نعتقد أن  الرجل مدفوع من قبل المخابرات المصريه والوهابيه  ولكن بمرور الزمن أكتشفنا أن هذا الرجل صادق في كل اقواله وأنه مؤمن حقيقي ومؤمن بدين محمد وأل محمد ايمانا لايمكن أن تشوبه شائبه فتحول الشك الى الفه وحوار ونقاش يستمر الى ساعات  متأخره من الليل مع  ( شيعي مصري شريف أسمه حسن شحاته ) ، كنت أمازح الشهيد وأتحدث معه بلهجته المصريه وكان يقسم لي بأنني أجيد اللهجه المصريه أحسن من المصريين وعندما كان يدخل علينا وهابي  مصري الى غرفة البرلمان العراقي في البالتوك كان الشهيد يقول له أسمع لهذا المصري هو يرد عليك  وكان يقصدني وفعلا ارد على الناصبي المصري على انني مصري دون أن يعرف أنني عراقي ، تطورت علاقتي مع الشهيد السعيد ( حسن شحاته ) وأخذنا نتخابر ونتواصل على البريد الالكتروني ودعاني أكثر من مره الى أن أزور مصر ( وأقرا القرأن الكريم في سيدنا الحسين ) لكوني مقرىء جيد كما يقولون ومتخصص بالطور العراقي وكنا في غرفة البرلمان نحيي المناسبات الدينيه وكنت أقرا القران في تلك المناسبات وكان الشهيد يردد خلفي الله الله الله ياشيخ كعادة المصريين عندما يقرأ المقرئ القرأن ويرددون خلفه كلمة الله الله ، كنا في غرفة البرلمان مجموعه كبيره من العراقيين الاصلاء النجباء الشرفاء وكان الاستاذ العزيز ( أنور عبد الرحمن ) يقود هذه الجموع الكبيره من العراقيين على أختلاف اطيافهم وشكلنا مجموعه كبيره وقفت ضد النظام البعثي الحاقد فكان معنا من الكويت والسودان واليمن وسوريا ولبنان ومن كل الوطنيين العرب الذين كانوا يقفون معنا ضد الطاغيه الذليل المقبور صدام حسين  ولكن كان من بين كل هؤلاء الاخوه الاستاذ الطيب الكبير الشهيد ( حسن شحاته ) المميز في كل شيء في أخلاقه وأدبه وعلمه وغزارة المعلومات التي كان يمتلكها ضد الصحابه البعثيين فكان لحديثه حلاوه لايمكن لمن يستمعه أن يترك ( غرفة البرلمان العراقي ) في تلك الايام التي كانت جميله رغم صعوبتها ، عندما أقتربت ساعة الصفر من سقوط صدام ومخانيث البعث كان الشهيد ( حسن شحاته ) يحشم بنا للذهاب الى العراق والمشاركه في اسقاط البعثيين وكان يقول لنا والله أتمنى أن أكون معكم لااسقاط يزيد العصر الطاغيه الذليل صدام ، عندما سقط البعث ومخانيثه كان الشهيد لايترك غرفه من غرف البالتوك الشيعيه الا ويدخل عليها ويشارك العراقيين افراحهم ويهنأهم بكل حراره وكان يردد اليوم صدام وغدا مبارك ، وعندما سقط حسني اللامبارك ، أتصلت  بالشهيد حسن شحاته كي أهنئه وأول مارن تلفونه في مصر قال لي بلهجة مصريه جميله ( أزيك ياحاك كابر ) عرفت أنك ستتصل فينا وتهنأنه ، فرددت عليه بالمصري ( أمال ) ، سألته عن مصر بعد مبارك فأجابني بأنه متخوف من صعود تيارات اسلاميه متشدده ستحارب الشيعه بكل قوه أذا ماظفروا بالحكم من خلال الدعم الخليجي والصهيوني الذي يتلقونه ، فكان الذي تنبأ به الشيخ حسن تماما  ، ورغم كل ذلك كان يطمئننا دائما أن  مصر الفاطميه لابد أن تعود ، وفي ٢٣ حزيران من عام ٢٠١٣   رن هاتفي وأنا في العمل  وأذا بولدي يخبرني بأن هناك مصري شيعي تم قتله من قبل التكفيريين وتم سحب جثته  في الشوارع والله رائسا تبادر الى ذهني ( الشيخ حسن شحاته ) وفعلا ذهبت أبحث في الاخبار وأذا به هو فعلا قد استشهد على يد الخونه والمأجورين أبناء الدين المنحرف  ، لم استطع أن ابكي في بداية الامر وكنت في ذلك اليوم صائما لوجه الله في تلك الايام  الشعبانيه المباركة ، وقلت مع نفسي أن صيامي هذا هدية مني لصديقي الشيخ الفاضل ( حسن شحاته ) ، عزيزي شيخنا الكريم ليس مصادفه أن يقتلوك في يوم مولد منقذ البشريه الحجه المنتظر الامام المهدي سلام الله عليه ، وليس مثلك من يموت ويدفن تحت التراب ، وليس مثلك من يُنسى ويندثر في غياهب الزمن ، وليس مثلك من لايجد ناصرا ولامعين ، أنت مسلم محمدي علوي فاطمي حسني حسيني  من صلب طاهر لم يتنجس بدين الوهابية الانجاس  ولم تخيفه جلاوزة المخانيث الوهابيين والسلفيين ولم يركع لطاغيه فأنت المجاهد والمؤمن والمبلغ والحجه على كل أهل مصر فوالله أن دمك الطاهر سيحرق مصر وأهل مصر مالم ينال  الجناة مصيرهم ويحاكموهم ويطبقوا بهم حكم الله ، لن ابكيك ولن أنساك بل سأظل أتصل بك على رقم هاتفك وأنا على يقين أنك سترد علي ّ وسابقى اراسلك على بريدك الالكتروني حتى ألقى ربي ، أوعدك ياصديقي وعد شيعي أمن بالله ورسوله وأهل بيته بأنني سأزور مصر وأنصب لك العزاء في بيتك وأوعدك بأنني ساقرأ القرأن في سيدنا الحسين كما كنت تطلب مني ، ليس صدفة أن يموت المجرم القاتل محمد مرسي في يوم استشهادك مكلل بالخزي والعار في سجنه ، اللعنة على كل من قتلك وشارك في قتلك ، وسيبقى أسمك يؤرق الظالمين …. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون  والعاقبة للمتقين ، وأنتم السابقون ونحن اللاحقون …..
جبر شلال الجبوري

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here