أمريكا هي شر البلاء

أمريكا هي شر البلاء

بقلم: البروفسور الدكتور سامي آل سيد عگلة الموسوي

ما حل بالعراق منذ ثمانينات القرن الماضي ولحد الان هو بسبب سياسة الشر الامريكية. ففي الحرب العراقية الإيرانية من عام ١٩٧٩ الى عام ١٩٨٨ لعبت أمريكا والصهيونية وحلفائهم الغربيون دورا أساسيا في تشجيع ومساعدة الطرفين على الاستمرار في الحرب وتزويد كلاهما بالأسلحة والمعلومات لكي تستمر الحرب. وعندما خرج الطرفان مستنزفان مع امتلاك العراق ترسانة من التصنيع العسكري والقوة العسكرية التي عدت برابع قوة في العالم حركت الصهيونية العالمية بقيادة أمريكا كافة امكانياتها لتدمير الجيش العراقي ومرتكزات العراق العلمية والتصنيعية والبنى التحتية. لم يكن يوما من الأيام هدف أمريكا الإطاحة بنظام صدام بل كان ولايزال هدفها الإطاحة بالعراق كدولة وشعب علاوة على ان نظام صدام اتخذ ستراتيجية للتنمية وسيادة الدولة والتحرر من الهيمنة الغربية لم تعجب أمريكا. جاء احتلال الكويت بتخطيط مدروس من قبل أمريكا. اذ لم يكن صدام ليدخل الكويت لو لم تمنحه أمريكا الضوء الأخضر بل وتشجيعه على ذلك عندما اخبرت الصهيونية كلاسبي سفيرة واشنطن لدى العراق بان مسألة الكويت هي شأن داخلي ولا تتدخل أمريكا فيه أي انها تقول لصدام ان الكويت هي شأن داخلي للعراق بما معناه هي لكم فأدخلوها بسلام آمنين! وقع عند ذلك صدام بالفخ بل وأوقع العراق والمنطقة فيه. وكان موقف الشر الأمريكي بأن قالت هي تحشد القوة العسكرية ليس من اجل الكويت ولكن لمنع تقدم القوات العراقية المتمكنة من اجتياح المنطقة الخليجية بأكملها بما في ذلك السعودية. ولهذا السبب كان صدام مصرا على البقاء في الكويت ولحد آخر لحظة كان يقول ان الحرب سوف لن تحدث. أمريكا حشدت ٣٣ دولة ضد العراق أي بمثابتة الحرب العالمية الثالثة. بعد الاكتمال من التحشيد أعلنت انها ستقود عملية ما اطلقت عليه بعاصفة الصحراء لتحرير الكويت وفي الواقع كانت عاصفة الشر لتدمير العراق وليس تحرير الكويت. تم استخدام اليورانيوم المنضب وكافة الأسلحة القذرة ضد الأهداف المدنية وغير المدنية وقصفت حتى معامل صنع حليب الأطفال وكانت واحدة من اقذر جرائم العصر هي ضرب ملجأ العامرية واذابة شحوم الأطفال والنساء والعجزة على جدران ذلك الملجأ. هذه الجرائم الامريكية وثقتها السماء قبل الأرض وعقابها عند الله لشديد وفاعليها والمشتركين فيها سوف يصلون جحيما لا يطاق والقاتل والمقتول سوف يعرضون عند الله الذي لا تضيع عليه ذرة في الأرض ولا في السماء ولو كانت مثقال ذرة من خردل وكن في صخرة صماء في الأرض او السماء يأتي بها الله يوم القيامة.

واستمر الشر الأمريكي بعد انتهاء الحرب بفرض أسوأ حصار بربري همجي في تأريخ البشرية ضد شعب العراق من اجل تركيعه ولم يركع. هذا الحصار الشيطاني الذي تم قتل فيه مليون طفل عراقي وصفت قتلهم الصهيونية الحقيرة مادلين البرايت بانه مبرر. ولم ينتهي الشر هنا بل استمر لكي يأتي عام ٢٠٠٣ بكذبة أسلحة الدمار الشامل التي افتعلها مجرمي الحرب جورج بوش الابن الملعون بن الملعون وتوني بلير الملعون في الدنيا والاخرة. وقد ساعد على تنمية هذه الكذبة وتبريرها بعض فصائل المعارضة العراقية طمعا بالاطاحة بصدام وبالسلطة القذرة لانها تمت بواسطة احتلال العراق من قبل المرتزقة المحتلين ومجيء هؤلاء محتمين بجنود الاحتلال.

واستمر الشر الأمريكي بعد الاحتلال وذلك بحل الجيش والقوى الأمنية وفتح الحدود لمن هب ودب واستباحة العراق من قبل مخابرات وعناصر دول إقليمية ودولية والسماح لدول الجوار بالتدخل بالشأن العراقي وارسال المفخخات والإرهابيين لقتل العراقيين في الأسواق وأماكن العمل والشوارع والدور السكنية. وجاء دور داعش التي حسب تصريحات هليري كلنتون كانت صنيعة أمريكية صهيونية لتدمير المنطقة كما فعلت أمريكا في أفغانستان عندما صنعت طالبان ثم انقلبوا على بعض. واستمر الشر الأمريكي الى يومنا هذا بإدخال العراق كساحة صراع بين النفوذ الأمريكي والنفوذ الفارسي. وعلى هذا الأساس تعد الضربات الامريكية لفصائل موالية لإيران تصرفات على غرار الكاوبوي الأمريكي الذي كان يبيد سكان أمريكا الأصليين من اجل اخذ بلادهم. و يبدو ان أمريكا اجبن من ان تواجه ايران في الأراضي الإيرانية فحولت الصراع الى ضرب اهداف تعد عراقية وان كانت موالية لإيران واصحابها عراقيون وان كانوا ذو ميول إيرانية فهم عراقيون أولا وآخيرا.

ان أمريكا اذا ارادت الحرب مع ايران عليها ان لا تكون جبانة لهذا الحد وان تقاتل ايران في أراضي ومياه إيرانية وليس عراقية. وقد جاء الوقت لكي ترحل أمريكا باخر جندي لها من العراق والى الابد لان العراق لم يجني ولن يجني منها الا الشر ومزيد من الخراب والدمار و الفساد الذي اصبح ينخر أجهزة النظام بأكملها. أمريكا لاتريد للعراق ان ينهض وينمو وهذا كان ولايزال هدفها منذ زمن طويل وهذا ينطبق على كافة الدول التي تتدخل بالشأن العراقي.

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here