( رواية أفراس الأعوام) للقاص والروائي زيد الشهيد “تراجديا المدينة ترنيمة للحبِّ وللحياة”

( رواية أفراس الأعوام)
للقاص والروائي زيد الشهيد
“تراجديا المدينة ترنيمة للحبِّ وللحياة”
قراءة عقيل هاشم
“لقد خسرنا نحن العراقيين دولة لو تعاونا معها لنقلتنا من جيب الظلام إلى مرفأ الضياء,,”
تعد الرواية شكلا أدبيا حديثا في الحقل الإبداعي . وإذ أضحت الرواية ديوان العرب في العصر الحديث، من حيث كونها تؤرخ سرديا للتطورات والتقلبات السياسية والاقتصادية والثقافية .حملت نصوصا مهمة استلهمت أحداثا سردية، تجلت في رؤى فلسفية للحياة والمجتمع والعلاقات الإنسانية، وتقنيات سردية تجديدية ومضامين وأشكال شتى.
فالموضوعاتُ، والأفكار، مطروحة في الطريق، ويستطيع الكاتب أنْ يأخذ منها ما يريد، ويترك ما لا يريد ، فالمعيار الذي يميز الرواية عن اللارواية هو خطابها الأدبي، والفني، الذي يُحوّلُ الوقائع فيها إلى شكل قابل للتأمل، والتحليل النقدي. وموضوع هذه الرواية يحيلنا إلى متن رواية .
” أفراس أعوام” للاديب زيد الشهيد التي تقع بـ(349) صفحة من القطع المتوسط وتتألف من ثلاثة فصول..
في هذه الرواية، بظهر بشكل واضح تلك الحرفيّة الجليّة التي تتَمثَّلُ فيما سعى إليها المؤلف منْ جمَع للمعلومات، واستقصاءِ للبيانات التي تعْصمه من الوقوع في الخطأ، وهو يروي حوادث وقعتْ في فضاء سرديّ استرجاعي. ويتضح ذلك في أكثر منْ موْقف. وباختصارٍ شديد تجمَعُ هذه الرواية مستوياتٍ من الأداء اللغويّ تَتَناسبُ مع اعتمادِها تعدُّد الأصوات، واحداث تاريخية، وتنضيدِ الحكايات في إطارٍ جامِع,
يبدأ أولهما بما قاله (نيكوس كانتزاكي): “الخطباء الذين يكلمونكم عن الحب ، والساسة الذين يخرقون آذانكم بالحديث عن الوطن والشرف والعدالة، كلهم يثيرون الغثيان” و يتألف من (😎 وحدات سردية ، والفصل الثاني يتكون من(10) وحدات سردية والفصل الثالث يتألف كذلك من(10) وحدات سردية ،
اقتباس
الترك لا يعينون موظفا ينتمي لمذهبنا الشيعي، بل من السنة فقط ..نحن شيعة العراق ابتلينا بتهمة انتمائنا لشيعة إيران وهذه البلوى جاءتنا من العهد الصفوي ص55
و يعمد الاستاذ (الشهيد) لاستثمار الأحداث لحقبة مهمة من تاريخ العراق الحديث ، وبالذات بعد14 تموز 1958 ، وكشف ما (مخفي) منها بتعمدٍ ، مستثمراً وقائع الحياة اليومية وتفاصيلها في مدينة السماوة والفجائع التي طالت ناسها والمصائر المأساوية والمفجعة لبعض شبابها ، قبل و بعد إعصار 8 شباط 1963 الدموي ،
اقتباس
مما يؤكد رؤية وارد السلمان الحزين الكئيب لحاضر ومستقبل الشعب والوطن في ظل هذا الواقع المؤلم رأى فيها مصائر الناس تنشر على حبال الضياع مثل أردية ممزقة وقمصان موحلة ، وآمال تتقطر سوداء كما لو كانت مستلة من حفرة سخام فاحم ص168.
كل ما مر بالإنسان العراقي من المرارات والاكراهات المجتمعية، الذي هو عملياً نتاج الطبيعة الكولونيالية والتي تتخذ بعض سياساتها مجمل أحداث الرواية فيما يخص العراق وتاريخه مسرحاً كاملاً لما جرى فيه وله من أحداث عاصفة – دموية ، وكذلك مدينة(السماوة) مكان تدور عليه احداث الرواية، والتي رغم انقسامها بين ولاء متشدد للشيخين(فارض العلوان) و(جابر الدخيل) وعشيرتيهما، لكنهما وأتباعهما يتوحدون أمام الخطر الجاثم بالقرب من أسوارها تمهيداً لاجتياحها من قبل وحوش “الوهابية”، سلالات الفكر الصحراوي والقرى القاحلة ، الذين يتصرفون بدافع التشدد الديني – المذهبي و اللصوصية والاستحواذ على الغنائم ،،
فالمشهد الافتتاحي للرواية يبدأ من دخول الإنكليز وانسحاب العثمانيين وتبعات هذا الصراع
حب جعفر (بطل الرواية) عاطفة العشق العذري.لأب في الرواية موجودا وهو طيب وغير شرير. ولكن الأم هي التي احتلت دور الممانعة. لقد اختارت طرف الأب بلا تردد. ورفضت فكرة زواج الابن لقد اعترضت على فكرة زواج جعفر من بهية بسبب خنوعها لمبدأ المعرفة السائد حيث بنات العصملي (كما ورد في الرواية) محرمات على أبناء المجتمع المحلي المدفون تحت طبقات من أوحال التخلف والفقر
تُبرز الرواية على نحو واضح علاقة الشخصية الرئيسة بالفضاء المديني “السماوة”، وموقفها من التحولات التي طرأت على المجتمع العراقي خلال مراحل التحول التاريخي التي عنيت بتمثيل ثيمة المدينة وطريق التداعيات والارتدادات التي بدت من خلال وعي البطل؛ الشخصية الرئيسة في الرواية.
الشخصيه الرئيسيه فى الروايه جعفر حسن درجال وهو محور الحكى فى المتن السردى ذاكراً جزء مهم من تاريخ المدينه و تداعياتها كما للأحداث التى وقعت بعد عام 1958 وما لحقها من تغييرات فى المجتمع السماوى حيث تصارع الايدولوجيات.
اقتباس
هم يكسبون الجاه والمقام الاجتماعي وانتم تحرزون الألم والإرهاق والإعياء . ص128
لقد طغت رؤية السارد على سائر الشخصيات بما في ذلك رؤية الراوي، لتبدو أصوات الشخصيات وكأنها محض صدى لصوت الروائي وموقفه من المدينة . وهو أمر يعد من أبرز عناصر النوع الروائي المتمثل في ما أسماه باختين بالعنصر الحواري المتأتي من تعدد رؤى الشخصيات،
في لغة ثريّة يسرد لنا الرواية ابتداء من أواخر خمسينيّات القرن العشرين عائداً إلى عشرينيّاته ليواكب حركة بطله وهو يرى الأحداث الّتي تعصف ببلده العراق إبتداءً من ثورة العشرين ومجيء الحكم الملكيّ الذي أريد له أن يكون وطنياً فظلّ تابعاً لمستعمر طمع بالخيرات وسعى للنهب، مروراً بثورة 1958 الّتي تمخّضت عن جمهورية أسقطت النظام الملكيّ، وإنتهاءً بوأدها وقتل قادتها. رواية تمثل رحيل سرديّ باذخ إستطاع أن يرسم لوحة بانوراميّة للحركة الوطنيّة وهي تجاهد في صراع مع الحركات الأخرى للحصول على فيض من نور ينهي لشعبها عهود التخلّف ويقضي على جهل كاتم وراسخ قيّض أن يبقى ينهك الوطن ويدفع به إلى تخوم التبلّد. رواية يمكن إحتسابها وثيقة تاريخيّة عبر أعوام حياة بطلها وكفاح الشخوص الّذين يتحركون على أديمه
: من العهد العثمانى البغيض أبتداءً –
من غارات الوهابيين على مدننا الاّمنه وموقف العشائر منها ومقاومتها نزولا الى اربعينيات القرن الماضى – – الروايه سجل حى وحافل لفتره زمنيه مشبعه بالاحداث والمتغيراتا.
عشية سقوط الاحتلال العثماني ومجيء احتلال جديد، اي أن احداث السرد الروائي يتمدد على فترة زمنية قرابة نصف قرن (من عام 1917 الى عام 1959) برؤية شاهد عيان عاش في خضم هذه الاحداث، فقد كان بعمر 17 عاماً حتى قارب بالعمر ستين عاماً، وهو بطل الرواية وشخصيتها المحورية الرسام (جعفر حسن درجال) عاش الاحداث الجسام في عواصفها المتقلبة، وفي تغيير البنية الاجتماعية والسياسية والدينية، التي عصف بها هذا الشرخ الكبير، الذي عزف على طمس الهوية الوطنية العراقية، أن سقوط احتلال بغيض في كل ممارساته الظالمة وهو الاحتلال العثماني، ومجيء احتلال آخر لعب على التناقضات الداخلية في الصراع السياسي والحزبي والديني، يشكل التراجيدية المأساوية.
أن مجي احتلال جديد خلق الانقسام في بينية المجتمع، الاجتماعية والسياسية والدينية. وكل فريق يدعم حجته على طمس الهوية الوطنية، ويمثل بؤس البيان السياسي والحزبي والديني. أن مسرح الاحداث المكانية مدينة تدور في مدينة (السماوة) ولكنها انطلقت الى الاعم والاشمل هو العراق، بأنه كان الخطاب الديني والسياسي يعتمد على عقلية البداوة والعشيرة في التشدد والتعصب، الذي خلقه المحتل القديم والجديد معاً و تعتمد على نهج الفرقة والخلاف في مكونات الشعب الاساسية. في تدعيم الطائفة السنية وفتح باب لتسلق على المناصب ومراكز نفوذ الدولة بالضد من المذهب الشيعي، في الاهمال والحرمان. ووجدت نفسها في حافة هامشية في التوظيف والمناصب (- الترك، لا يعينون موظفاً ينتمي لمذهبنا الشيعي، بل من السنة فقط.
لقد قدمت لنا الرواية راوياً مفارقاً، ابتعد عن السرد الذاتي، وبدا في حالة انسجام نسبي مع عالم المدينة ، من دون أن يختفي قلق (الراوي) أو إيثارها فضاء المدينة وقيمها وطقوسها التي أرادت أن تبتعث بعض ملامحها التراثية،. إلى جانب أن عدم استغراق الرواية في شريط الذكريات أتاح للرواية فرصة الانفتاح على معالجة الفضاءات، وتطوير الأحداث السردية، وتنمية مصائر الشخصيات الروائية، ليبدو همّ المدينة وتحولاتها واحداً من الهموم، وليس همها الوحيد.
هذا التمايز الطبقي والطائفي خلق تأثيراً كبيراً في البنية الاجتماعية بين الطائفتين (السنية والشيعية) لكل منهما يمشي في حال سبيله دون اختراق وتجاوز من احدهما للاخر. فعندما اراد بطل الرواية (جعفر حسن درجال) الذي هام حباً وشوقاً بالعشق العذري مع حبيبته (وهيبة) وحين فاتح أمه في طلب يدها وزواجها. طالما الحب يجمعهما، حتى رسمها في مرسمه واحتفظ بلوحة الرسم لحبيبته (وهيبة) اعترضت أمه واعتبرته فعل مجنون غير مسموح به، وقالت بتعجب واستغراب (- أمجنون ولدي هذا ؟!.. أولئك أناس ليسوا من طينتنا ولا مذهبنا… كيف لنا نحن الشيعة أن نقبل في عائلتنا سنية لا تقدس (علي) ولا تبكي على (الحسين) ؟
نتيجة ذلك يطرح الكاتب قضية أزمة الهوية التي يعاني منها المواطن ومشكلة التعايش مع هويته المجروحة والعيش بهوية مجروحة (مدى الحياة)، تعاني من الاضطهاد النفسي والجسدي والمجتمعي، تعاني من الشعور بالفقدان وبالحرمان وبالتَّنْحِيَةِ والإقصاء والشعور بالنبذ. إنه شعور قاهرٌ.
ايضا تناول المتن الروائي مسألة جوهرية وحساسة في عقلية وثقافة السلب والنهب، اي في عقلية الفرهود الذي حدث في الازمنة والمراحل السياسية المتعاقبة، التي عانت الازمة والسقوط في نهج الفرهود بحجمه الكبير أو في حجمه الصغير التافه والسخيف، فحين أنهار الاحتلال العثماني في العراق، هبت جموع الناس الغفيرة في نهب مخازن الدولة، بالحبوب والمواد الغذائية كما حدث في عموم المدن العراقية ومنها مدينة (السماوة) وكان شاهد العيان بطل الرواية (جعفر حسن درجال) وكان عمره آنذاك 17 عاماً، وحدث نفس الفرهود الصغير والسخيف في مدينة السماوة (حين وصل عمره ما يقارب الستين عاماً) حين هجمت جموع الناس الغفيرة بتحريض من الفتوى الدينية، بالتحريض على الحزب الشيوعي العراقي، بأنه حزب هدام، يبشر بالكفر والالحاد، وما هذه الجموع الغازية على مقرجريدة (اتحاد الشعب) واجهة الحزب الشيوعي إلا تلبية نداء المرجعية الدينية (هاهو جعفر حسن درجال قد بلغ الستين، وما يحدث أمامه ضحى هذا اليوم الثامن من آب 1959، في هرج ومرج وفوضى لا تطاق، في محاولة الفوز بكرسي أو منضدة أو مزهرية أو شمعة تعليق الملابس أو ستارة نافذة أو مروحة سقفية أو منضدية، أو.. أو…. أو. تلك الاشياء التي أبيح نهبها من مقر (أتحاد الشعب) الواجهة الامامية للحزب الشيوعي في مدينة السماوة حيث أنتظر الكثيرون ممن يرون فيه تهديماً للدين وتفتيت للمجتمع لحظة الانقضاض عليه وسرقة محتوياته بعدما تشموا رائحة أنفضاض الحكومة عنه واصدار المرجعيات الدينية فتاوى بحله وحضر نشاطه بشعار (الشيوعية كفر وألحاد)…. وما يحدث أمامه الآن أعاده الى ذلك الفجر الفضي الداكن لليوم الخامس من تموز عام 1917) ص10
الرواية تنقل تجربة مغايرة، يكابدها أناس عاديون يعانون من اختلالات اجتماعية جراء حوادث تاريخية ، أناس منسيون في خضم الحياة يصارعونها من أجل البقاءأمام كل هذه التفاصيل والجزئيات, تتراوح شدة الصراع ما بين شخوص الرواية أنفسهم , والذين يكتبون مصيرهم بأنفسهم بعيدا عن قلم الكاتب, ولذا أكثر ما يميز هذه الرواية أنها رواية داخل رواية تتنبأ بمصير شخوصها, كل ما يكتفي به القارئ هو التشبث بالتفاصيل الدقيقة ,. ذات طابع إبداعي خاص يميزها عن غيرها,
اقتباس
أفشلت تجربة أولئك الذين جاءوا بجيوشهم الجرارة قبل أربعة عقود ، رافعين شعار التحرر لا الفتوح … الحضارة لا الجهل ، وخرجوا معتقدين إنما بذروا بذرة التغيير التي ستنبت شجرة وارفة تحمل ثمار التقدم الناجز ، والمعرفة الثرة ، والنور الباهر ، والرقي اللافت ، والسرور المتناسل ، والبهجة المهفهفة ، والتحاور المتحضر ، والتعبير الحر ، والكتابة المؤثرة ، والتدوين الفاعل ، والفن المحبوب ، والأدب المرغوب ، والموسيقي الساحرة ص324.
ومن المشاهد ايضا نجد الغرائبية في الرواية،في مشهد اندفاع الذئاب. ذئاب تنبثق من الباب ومن السقف، في لحظات استثارة البطل، “جعفر”، ومحاولات إغوائه، من قبل إحدى عاملات “التياترو”. “بهية” هذه الذئاب ستظهر مرة أخرى ، أثناء مكوثه في السجن. السجن الذي دخله لتهمة سياسية، حكم عليه إثرها، ومجموعة معه، بالإعدام. لكن عفواً من الملك تداركه، لينجو من الموت
وزيد الشهيد وله أسم اّخر( اديب عربى ) دائب التجوال والبحث فى عوالم السرد والنقد تجده تارة يحث الخطى حتى يلتقى بالفرنسى بروست والذى يحب العزلة عندما يكتب منزوياً عن صخب شوارع باريس وضجيجها
ولكنه من جانب اّخر يسرع لمشاهدة جورج اّليوت وكيف اعتادت الكتابه بين الصراخ والعويل ولم يكتفى بذاك وهذه فعرج على كيتس وشيللى وهمنغواى وبيكت وجويس وت – س – اّليوت وكم كانت سعادته حين عرف ان جارلس ديكنز يغرق ضاحكا حين يكتب.
وتستانف الرواية سرد حكايتها ..حيث لم يعبأ (جعفر)، بأي اعتراض ما أو حتى رفض أسرته ، وهو الرامز للقوى الواثبة الجديدة التي تسعى لتغيير نمط السلوك الحياتي والتوجه الفكري ، لسكان مدينة تطوقها الصحراء ، وينعشها الفرات الذي يشطرها إلى نصفيين ، ولا يفرق بين شبابها وعوائلها دين أو مذهب ما ، فتمتد علاقات(جعفر) نحو الشاب اليهودي (ساسون) ابن داوود زلخا ،الذي يملك محلاً لبيع القماش، و”بعثه أبوه إلى بغداد حين كان فتياً لا يتجاوز الثالثة عشر ليدرس العلوم و(التوراة) هناك”(ص 87 )
والذي يكتشف شجاعة (جعفر) وهو بهذا “المظهر الحضري” ويقوده إلى مسكنهم للتعرف على أسرته و الاطلاع على ” عدد من صور تأتي كدعاية تحتويها(أطوال الأقمشة) والتي يعرضها(ساسون) على جانب بيتهم مشكّلة معرضاً جميلا يقف إزاءه كل يوم فيتيه في عوالمها الجميلة” التي تفجر في جوانح)جعفر) المتوثبة موهبة الرسمإن تناول النص ــ واخير ..نقول بالتوثيق والرصد التاريخي والنقد في هذه الرواية نقول كل ماجاء فيها كان مقصوداً في لحظة الكتابة فلقد نجح الروائي في الإنتقال بنا عبر الزمان والمكان بأسلوب يجعلك تتحسس الصفحة الأخيرة من هذا العمل الملحمي كما لو كنت تأمل في العثور على بضع كلمات مغيبة في صفحة نهائية التصقت سهوا بالصفحة الأخيرة… قراءتها ليست سوى حلم تتمنى في نهايته أن لا تغادره أو تفيق منه..

تنويه: جميع المقالات المنشورة تمثل رأي كتابها فقط
Read our Privacy Policy by clicking here